الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضفضة سورية عن إنجازات داعش مع الحرية ..!


في نهاية 2015م جلست على إحدى النواصي المدمرة وهي تفضفض عن المأساة التي دبت بديارها بعدما كانت تعج بالحياة والنور والأمل وسط بهجة الأيام وجمال الألحان ووفرة العيش وهدوء البال واستقرار الحال ... فلا يعكر صفو حلب مطلب ... ولا يسود وجه سوريا كرب ... ولا ينال من صمودها تحدٍ ... فهي الوطن الذى يعزف التاريخ فيه ألحان الجغرافيا ... ويتوضأ الجميع فيه بالندى لإقامة صلاة خاشعة في محاريب جماله وجلاله ..

وفجأة فتحت عليه أبواب الأجندات الإقليمية ... منها من يريد تمرير أنابيب نفط وغاز ... ومنها من يريد إقامة كيانات طائفية على جزء من أرضه تحت ما يسمى بالكردستان الكبير ... ومنها طمع تركي خاص في الشمال السوري ... ومنها من يريد إخلاء طوق الصمود والتماسك من حول إسرائيل بتفتيت المنطقة كلها وضربها بالإرهاب العابر للحدود ... فكان ما كان في سوريا وقد أحاطتها أبواق سلفية تعمل بالأجرة كأدوات لتمرير الفتنة وتمكين الخراب من بلد مستقل مستقر آمن بلا ديون خارجية ولديه كفاية من قوته واكتفاء من استقلال قراره ...!!

وبدأت الدانات تتساقط على سوريا ابتداء من نهاية 2011 م، وكانت المحصلة للتآمر الكوني على وطن أليف أن جلس أحد شهود العيان وهو يرى بأم عينيه كيف بلعت الرايات السوداء بإرهابها سوريا الحبيبة ...

فراحت تسيل مع لعابه الساخن وسط أجواء باردة حروف من أبجدية صماء مدببة يصف فيها واقعا يتأذى منه الضمير الإنساني ويلخص سطرا من سطور الملحمة حين يقول السوري المتألم ....
تم " بفضل الله تعالى" !!؟؟
تدمير مشفى الكندي بحلب عبر تفجير 3 سيارات انتحارية مليئة بالمتفجرات !!
فوقع المشفى وتم " تحريره" من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية الانسانية المجانية لملايين المواطنين !!
سقط المشفى .. مفخرة حلب الطبية !!
لقد سقط جثة هامدة مطعونا حتى الموت ومذبوحا من الوريد الى الوريد !!
سقط لكن تعلو ركامه راية الموت السوداء !!

"هنيئا" !! لأبناء حلب الشهباء تدمير مشفى الكندي وهو الذي استغرق بناؤه وتطويره عشرات السنين !!
وقد سبق وتم "بفضله تعالى" تدمير ارث حلب التاريخي والحضاري والمنارة الاسلامية للجامع الكبير ونهبت شعيرات مقدسة تعود لرسول الله وحُرقت كتبه ومخطوطاته الفريدة !!

وكذلك من "فضله" علينا تم تدمير وحرق ونهب سوق المدينة القديم - سوق حلب التجاري الأول - ومن قبله مشفى العيون الحديث .!!
ومن قبله القصر العدلي وفيه ماتت كل مصالح الناس وحقوقهم وكذلك المصالح العقارية !!
وفيه ما يثبت حقوق الناس في أملاكهم !!

ومن منجزات "الحرية" التي منّ الله علينا بها ضرب وتدمير كل ذي صلة بالنور فتحولت حلب الى ظلام !!
وقفز الخبز للارتقاء بمستوى الفقراء من 15 ليرة للربطة الواحدة الى 300 أو 400 ليرة .. ناهيك عن الغاز ليصل الى آلاف الليرات بعدما كانت الجرّة ب250 ليرة !!

بعد كل ذلك .. وقبل كل ذلك .. وعلى ايقاع " التكبير" وبأعلى الصوت .. كان الذبح من الوريد الى الوريد وقطع الرؤوس وشيّها واغتصاب النساء وسبيها !!
وهاونات الموت على رؤوس أطفال المدارس في بيوت العلم .. والابتزاز والخطف والمقايضة بالقتل أو الملايين من الليرات .. وتقطيع السبل بنا .. وقطع الأوصال .. والقرى والمدن !!
انها "بفضل الله" "الحرية" أو "الامارة الاسلامية" !!
لا فرق .. فهما وجهان للقتل الواحد والتدمير الواحد والتفتيت الواحد والهدم الواحد لمجتمع واحد .. !!
انه المشروع الواحد .. !! الصهيوأمريكي الرجعي الواحد !! )

اليوم نأمل أن تكون الحياة لا زالت باقيه تدب نبضاتها في عروق هذا المتأمل كي يشارك سوريا فرحتها بعودة حلب إلى حضن دمشق لعل الأمل ينتصب براياته الخضراء فوق أسوارها ونعيد وجهتنا للمستقبل بعدما فهمنا الدرس جيدا وأن الغدر بالأوطان وخيانتها لا مصير له إلا الهزيمة ...

سوريا اليوم تنتصر ... وستبدأ في كل المنطقة مسيرة النصر والاستقرار معها .. لأنها تمثل كل الحق في مواجهة كل الباطل .. مهما حاول ركائبه ومطاياه التضليل مستخدمين وسائل الإعلام وغباء الأفهام وفبركات الأحداث والصور .... الحقيقة تلمع وتجذب بطبيعتها القلوب وتوحد الأفئدة حول الوطن الواحد الذى أرادوه إمارات سلفية متقاتلة .... النصر لسوريا والنصر لمستقبلنا .. وعلينا حصار الجرثومة ومنعها من التشظي مرة ثانيه ... آمل أن تكون الرسالة قد وصلت لكل معني بها .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط