الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسين حتاتة يكتب : استشراف السياحة وهيكلة إدارتها

صدى البلد

لا توجد منظومة أيا كانت وفي أي مجال دون ان تكون لها رؤية وأهداف واضحة سواء " فورية . متوسطة المدى . بعيدة المدى " ولتحقيق الرؤية وتلك الأهداف يجب أن يكون هناك هيكل تنظيمي فعال يراجع ويقيم أداءه من آن لآخر وتكون أدوات قياسه النتائج بأنواعها ( المالية . الجودة . السمعة . الانتشار - الرضاء) وذلك بحيادية ومواجهة وبصورة دورية ويسمي ذلك " الادارة بواسطة الاهداف " ومن هنا أود ان اشارك كمواطن أعمل ومهتم بوطني وشئونه في طرح رؤاي من ضمن رؤي متعددة دون احتكار الا وهي عنوان هذا المقال لهذا الاسبوع وألخصه فيما يلي :

أولا : استشراف السياحة : تحدثت لطلبة الجامعة العربية المفتوحة بالرياض عن هذا الشأن وما يهم هذا القطاع عامة وفي الخليج خاصة وبالسعودية تحديدا . وعرضت صورة مبسطة مرسومة تعبر عما يجب عليه ان يكون من يعمل في هذا المجال الخدمي الإبداعي وبالقطع ان الصورة تنطبق ايضا علي اي مجال آخر بل تنطبق علي الأوطان أيضا . وملخص الصورة هي " الاوزة " بما ابدع الله خلقها من جمال واناقة ولون ، فتجد الاوزة تحديدا تعوم وتسري في المياه وعنقها مستقيمة ، مرفوعة الهامة ، وأنفها مستوي انيق وعيناها في كل الاتجاهات، ثابتة في المياه دون خوف .

هذا مايراه الناظر ولكن اذا تمعنا في محركها وهي أطرافها التي تحت المياه والتي لايراها ولا يركز عليها الناظرون نجدها تصارع المياه والأمواج والرياح العاتية وتيار المياه الشديد وعكسه حتي تسير تجاه هدفها.

 ولكن هذه الأمواج والرياح وتدفق المياه وهول البحار لايؤثر علي مظهرها واناقتها وعزتها بذاتها . هذا ما اصبو اليه في الانسان والوطن . فمهما واجهتنا أعاصير وأزمات وزلازل بأنواعها الاقتصادية ومنها السياحية والتعليمية والارهابية والاداريه فلا يجب ان يؤثر علي ثباتنا وثقتنا بأنفسنا وعزة ومجد اوطاننا مهما كانت الرياح عاتيه والظلام سائدا الاهم ان يكون لدينا الاستشعار وبوصلة الطريق وهي تتلخص في أين نحن ؟ وماذا نريد ؟ وكيف نصل ؟ كل هذا يسمي الاستشراف للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد.

وحتى نعرف من اين نبدأ كما كتبت في الاسابيع الماضيه يجب ان نكون علي دراية بما سيصل اليه العالم ووجه بوصلته اليه في هذا المجال ونقيس المسافة ووقتها واستخدام المركبة المناسبة او عدة مركبات مختلفة لتلك المسافة والوصول الي المحطة قبل ان يسبقنا الزمن في رصف وخلق مسافات اضافية ونتخلف وقتها عن الركب او نكون في المؤخرة دائما . ولذا أبدأ بما وصلت اليه هذه الصناعة وما اقتربت منه حتي نعرف المسافة وعمق الهوة وجسامة الموقف وحجم الجهد المطلوب وأسردها بعناوين وليس بتفاصيل وبملخص شديد في التالي:

* مناسبات بالسجادة الحمراء تحت قاع البحار والمحيطات كما في المالديف .
* التجهيز والاعداد في خلال عقد ونصف من الزمن او اقل للسكن علي المريخ ولا أستبعد اختيار الوجبات ولن يقتصر علي الصعود الي سطح القمر فقط.

هذا ما هو بدأ وقادم ولكن الحالي كالآتي :

منتجعات صحية متكاملة كل مرافقها ومستلزماتها وأدواتها ومعداتها صديقة للبيئة ومبان خضراء ، وجباتها صحية ، وخاليه من التدخين ، بها عيادات طبية للفحص وتنقية الدم ووضع برنامج غذائي خاص ، وأسبا عالمي بمعدات للتخسيس وفتح المسام كما في سويسرا والهند.

ويلي ذلك منتجعات للألعاب المائية وتعلم وركوب الخيل والكازينو . والرياضة الحرة بأنواعها الخارجية علي الشواطئ وعلي طول عشرات الأميال والافدنة والمناسبات الليلية اليومية وكل ما تشتهي الانفس تحت سماء واحده كما في منتجع مازجان بالمغرب وباب شمس واتلانتس بدبي ولاس فيجاس وغيرها.

البراندات العالمية . مع تقدم الخدمات وتنوع المرافق السياحية أصبح الفندق وإدارته غير قادرين وحدهم من ادارة كل شيء وتعظيم الدخل وجذب ضيوف شتي . فأصبحت المنشآت السياحية تركز علي الغرف وهناك ادارات اخري مستقلة تتعاقد عليها ادارات الفنادق لإدارة مرافقها وبأتعاب مستقلة مثل الاسبا ( ESPA. Sex Senses . Banyan Tree .etc . وخلافه . ومطاعم ربما يدير الفندق او المنشأه المطعم الرئيسي ذو الثلاث وجبات والبقية براندات عالميه مثل هاكاسان الصيني ومستوياته الثلاثه . Cut الامريكي . سيبرياني . جبرياني . وغيرهم . والعيادة الصحية بأسماء مراكز او أطباء عالميين كما في اسبانيا والنمسا وايطاليا . لإيمان الفنادق بأن استقطاب الضيف القادر علي الدفع لهذا المستوي يستوجب تلك الأسماء والمرافق وأن تعظيم وتنوع مصادر الدخل لا يأتي عن طريق الغرف وحدها في ظل كثرة وتكرار المعروض.

وأقل المعروض عالميا هو أيضا الفنادق الاقتصادية التي تتماشي مع امكانية الضيف الداخلي والخارجي والعابر مثل يوتيل . موتيل 6 & سوبر 8 . Budget وخلافه وذلك في مدن مختلفة موسميه وعلي الطرق السريعة الطويلة وتتسم بانخفاض السعر والنظافة والأمن وتوفر الخدمات في محيطها تسهيلا للضيف من مغاسل ومحطات تمويل وقود . وسوبر ماركت وخلافه .

هذا باختصار تعدد المستويات ودمج بعضها وباختصار شديد. ومن هنا يجب ان نتساءل اين نحن من ذلك ؟ وقبل ان نخوض في آليات تحقيق الحالي والمستشرف مستقبلا سنتعرض الأسبوع القادم باذن الله الهيكل الوظيفي وأدوات تحقيق تلك الأهداف .