الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام المصرى إلى أين ؟


" الإعلام المصرى إلى أين ؟ .. رؤية شبابية " ، هذه العبارة كانت عنوانا لندوة نظمها النادى الإعلامى مطلع الأسبوع الحالى فى أحد فنادق القاهرة , وحضرتها بناء على دعوة عزيزة من شخص عزيز وكانت تلبيتى للدعوة ليس من أجل المشاركة الفعالة فى هذه الندوة وليس من أجل الاستماع أو الحديث فى أى من مشاكل الإعلام وخاصة بعدما ترسخ داخلى حالة من الإحباط واللامبالاة على مدار السنوات الخمس الماضية , نتيجة الركود فى التغير الإعلامى وتطوير المهنة بما يناسب الفكر المتطور للمتلقى .

لكن هذه الندوة جعلتنى أصطدم بواقع مخالف لواقع خيالى .. واقع أشدة قسوة تتلاطم فيه الأمواج لتوصيل السفينة الى بر الأمان ومع ذلك لا تصل السفينة أبدا لأن تلاطم الأمواج ليس من أجل دفع السفينة لبر الأمان ولكن من أجل إغراقها وإغراق كل من فيها , واقع أشد مرارة بتحديات كثيرة صعبة ومع ذلك لا يُنظر لهذا الواقع لتغييره .

وما أسعدنى أن من قرروا تغيير ذلك الواقع المؤلم هم أبناء جيلى الذين حملوا على عاتقهم تحديات صعبة وآمالا مستحيل تحقيقها فى الوقت الراهن , ولكن يكفى أنهم بدأوا حتى يصلوا بنا جميعا الى بر الأمان , ويرسوا قواعد من شأنها إعلاء قيمة الإعلام بعد أن أصبح سلعة لا يثق فيها حتى من يصنعها ... وبعيدا عن إرساء القواعد والمفاهيم فيكفى أنهم بدأوا ليكونوا بداية لتغيير مسارات الإعلام المعوجة .

والخلل الإعلامى لن تجده فى مؤسسة بعينها دون باقى المؤسسات ولكن الجميع فى الأمر سواسية كأسنان المشط , ذلك لأن هناك مؤامرات متتالية لهدم الآلة الإعلامية والقائمين عليها فى مصر برغم كل ما تملكه الدولة من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية ومع ذلك إذا أخذنا " ماسبيرو " نموذجا سنجد أنه يمتلك مقومات وأدوات يستطيع أن ينافس بها القنوات الخاصة ومع ذلك لا تجد له وجودا على الساحة الإعلامية إلا فى القليل، فبالرغم من إمكانياته إلا أنه يقف محلك سر عند التطوير وتطوير أداء العنصر البشرى فيه , فلا يوجد به تدريبات ولا يوجد به تكاؤ فرص فى ظل وجود معهد الإذاعة والتليفزيون لتطوير الكوادر الإعلامية العاملة فى ماسبيرو .

للأسف الشديد ستجد التشريعات الإعلامية لا تطبق فى كثير من الأحيان , كما أن الكثير لا يلتزم بميثاق الشرف الإعلامى بالإضافة الى نقص الثقافة عند الكثير من الصحفيين والإعلاميين , ولا تقف المشاكل عند هذا الحد بل تصل إلى التلاسن مع المختلفين فى الرأى , وأصبح الإعلام يقاس بنسبة المشاهدة المبنية على أى محتوى يجذب المتلقى ناحيته حتى لو أضر هذا المحتوى بالمجتمع والفرد .

كما أن المهنية والموضوعية غابت عن كثير من وسائل الإعلام من باب " ابعد عن الشر وغنيله " , لدرجة أن سمعة الإعلام المصرى ارتبطت فى الفترة الأخيرة بإشعال الحرائق وترسيخ الأكاذيب في وجدان المواطن .

ياسادة ... إن من يمارس الإعلام يجب أن يلتزم بالمعايير الاخلاقية كالصدق والدقة والحيادية والموضوعية والمسئولية الاخلاقية والاجتماعية، فى ظل معاناة الاعلام الحالى من وجود أزمة مصداقية ومهنية .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط