الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كرة ساذجة ... ولعبة خاسرة


لازالت قضية مراعاة حقوق الأقليات في الدول الإسلامية بعامة و مصر بخاصة هي الأجدر بالاهتمام في آن لما لازمته من آثار – في نظري – مستغلة قِبل الأعداء و أصحاب المصالح ، و ما وفقني الله سبحانه و تعالى في الإشارة إليه منذ أكثر من أسبوعين حول هذه القضية و أهمية النظر إليها بعين الاعتبار ، خاصة في ظل التطورات الأيديولوجية المتلاحقة في مواجهة الفكر الآخر  لم يك رجما بالغيب ولا رهانا على التنبؤات بالأحداث بل محض التتبع و التراكم المعرفي لما هو سيكون من الآخر ؛ خاصة و أن المسالك لزعزعة الاستقرار في مصر ضاقت سبلها و اندثرت مبرراتها في ظل انزواء رصيد التيارات الإسلامية التي أخذت حظها من التأييد قبل آن.

 و لا سبيل إلا النفاذ من فكرة الاعتداء على الأقليات في مصر تلك اللعبة الخاسرة التي راهن عليها أعداء الوطن منذ عقود من الزمان ، الأمر الطارئ الذي حاول الغير من خلاله اختراق وحدة الصف ، وهي الكرة الخاسرة التي راهن عليها المضللين ؛ المتخذين من النص المبارك منفذا للتبرير و مدخلا للتضليل ، و الحقيقة بازغة بزوغ الشمس و الكائنة في كون الدين الإسلامي بل و كل الأدين السماوية تعلي من حرمة قتل النفس و الاعتداء على الآخر ، تلك الآلية التي اعتمدها القوى الإرهابية سبيلا لشج النسيج الوطني بين المسلم و غير المسلم ، في إطار الزعم بإعلاء التعاليم الإسلامية التي نصت عليها الشريعة ، و المناداة بأن أفراد الجماعة هم الذين يأتون بما لا يأتي به الآخرون من علماء الدين ,

 أو إعادة الفهم الصحيح لمراد الدين إلى مساره بعد أن ضل السبيل ، تلك هي الأكذوبة التي يحاول الترويج لها و يسعى الفكر المتطرف إلى ترسيخها داخليا و خارجيا ؛ فتصير هذه الأكذوبة ذريعة التشويه لحقيقة التسامح الكائن في الإسلام و تعاليمه في نظر الغرب و العالم بأثره ، و ما يؤسف له الضمير أن هذه المحاولة دائما ما تتكرر قِبل المضللين و أعداء الإسلام الحقيقي من آن إلى آخر و من موقف لآخر في ظل بقاء يد المفكرين و العلماء المسلمين تالية ورده فعل.
يا سادة إن الإسلام مازال قويا بفكره بين الناس مادام أبناءه في رباط و تدبر في دستوره و شريعته ، و ما شاهدناه من سعي المذاهب الإسلامية إلى تضافر الجهود لتوعية العالم بأثره في كون الإسلام مراعيا لحق الأخر، و تجنيب الأصوات الصارخة بالخلاف الفكري فيما بينهم – مبعث الخلاف - لمن أيسر السبل تضيقا للخناق على الأفكار الهدامة و الساعية إلى التشكيك في مراعاة الإسلام لحقوق الأقليات.

لاشك أن توحد الجهود الفكرية و الإسلامية على اختلاف مذاهبها نحو هدف ردع الأفكار الغربية الداعية إلى تشويه صورة الإسلام و أيديولوجيته الفكرية لمن الخطوات التي أظنها الأجدر نحو الطريق المستقيم صوب النجاة و النجاح ؛ خاصة و أن النهج المتبع قبل الآخر من أجل التبرير و التضليل يرتكز على آيات من النص المبارك لترويج أفعالهم المشينة في ثوب المتمسك بالدين الذي تضمن في باطنه التضليل و التشويه ، على الرغم من أن الثقافة الإسلامية نشأت على التسامح و مراعاة حقوق الآخر في الوقت الذي اتخذ الغرب من ثقافته منبعا لكراهية ما ليس منهم ؛ سعيا إلى تحقيق الأنا الغربية .

يا سادة أن المتتبع لنصوص آياتنا المباركة يجد أنها جميعها تدعو إلى احترام حقوق الإنسان بعامة وتحريم قتلها و الشواهد و أدلتها يصعب رصدها و حصرها ، و ما يستعين به هؤلاء القتلة من آيات قرآنية تبريرا لفعلتهم ما هي إلا محاولة محنكة تسقط من ليس متبحرا في علومه القرآنية في غيابات التيه والتضليل؛ فيصاب المستمع المسلم قليل الثقافة بالعلوم القرآنية بالتخبط ما بين الصواب و الخطأ ، بل و يصل الحال بالبعض إلى الترويج لهذه الأفعال التي لا تمت بأي صلة بالإسلام و المسلمين ، و يتجلى الإسلام أمام غير المسلم بصورة الشبح الزاهق للأرواح ، هذه هي طموحهم المأمول جراء ما يفعلون ، بيد أنها لا تجني إلا الخسارة و الندامة قِبلهم و ما يزيدهم ذلك إلا خسارة.
خسارة تكشف للعالم بأثرة ضعف الحجة و البرهان .... خسارة تؤكد على أن منهجهم واه لم يك أساسه القرآن بخاصة ولا الدين بعامة .... خسارة الأرواح التي يسجلها يد التاريخ تخليدا لأيديهم الملوثة بدماء الأبرياء.
ورغم ما ذكر لم يكن المقصد و المراد الوقوف أما هذه الهجمات الشرسة موقف المشاهد أو المسلم بالأمر، بل إشارة و تلميح إلى ضعف حجج التيارات المروجة لبشاعة الإسلام ، و حافزا يدفع للمواجهة و الرد بالقوة التي تناسب منهج الإسلام و قوته .

و أتصور أن مكمن الردع كائن في إعادة صياغة الخطاب الديني في هذا الصدد بما يتفق و مقام المواجهة الأيديولوجية المضادة ؛ فالقوة بالقوة ... و الفكر بالفكر ، و أول أولئك يبرز من خلال بيان الفهم الصحيح للآيات القرآنية المستعملة في العملية الترويجية المتولدة في أكناف الفكر المضلل بالتوعية المستدامة لمراد النص المبارك و خاصة الآيات التي يروج بها أصحاب ذاك الفكر و التي يصعب فهم مرادها الصحيح لمن ليس لدية ثقافة بعلوم القرآن الكريم ؛ حتى يتولد في أذهان العقول العربية مناعة ثقافية قادرة على إحالة الخاطئ و المغلوط إلى محله، و يتولد مناعة لدى المجتمع الإسلامي قادرة على الدفاع عن الإسلام ومفاهيمه و ثقافته؛ فيصر الإسلام – حقًا – منهج حياة.





المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط