الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميركل .. المرأة التي غسلت التاريخ ..!


من منا لا يعرف هتلر أو تمر أمام عينيه سطور عن النازية عندما يستدعي ملامح الفتك والعنصرية فيصيح الصوت من حوله منددا بسلوك يشبه فيما يصنعه الفتاكون ما جاءت به النازية ..؟

ولكن الأمم الحية التي تملك ضميرا قابلا للتطور لا تقف عند مصابها ولا تتحول من صناعة القتل إلى التبرير له والبحث لمخازيه عن مخارج تجبر بها قلب الفضيلة دون أن تعلم أنها تطعنها في الخاصرة القريبة ,.!!

أخطأ هتلر فيما فعل ... وأخطأت أفكاره فيما ارتكبت ... وعادت مسرعة ألمانيا إلى ارتداء ثوبها الإنساني وضميرها الرحماني وقد أعلنت براءتها من فترة حكمه ومسالك سلطانه وفتاوى إجرامه وانضمت للمسيرة الإنسانية وقد جرمت مثل هذا الفكر الذي لا يسمح له بالتجول في شوارع برلين أو ميونخ ...!

بل لم تقف ألمانيا عند هذا الحد .... فذهبت السيدة ميركل لتبث للعالم ما تشعر به من ألم حول حرمان المهجرين في الأرض من حقوقهم الإنسانية.

لتصبح نظرة الفجيعة التي مالت بها عيناها على مشاهد الطفولة البريئة المفجوعة على شواطئنا غرقا وحرقا وقتلا أفضل في ميزان الحق من كل جامعاتنا الدينية وأثقل في ميزان الله من كل عمائمنا الأزهرية وطُرحنا السلفية ومعها ما حملته جيوبهم من مساويك التطهر من عفن السرقات التى تقتات عليها أفواههم وتغلظ بها أكتافهم وتفوح من خلفها بالفتاوي القاتلة ألسنتهم ..!!

لا يمكن أن يغفل التاريخ ما فعله أهل أوروبا مع اللاجئين حين يصطف الناس في المطارات ومحطات القاطرات وقد كتبوا على لوحات حملوها باللغة العربية للاجئين الذين طردتهم بلادهم وأديانهم ومذاهبهم - أهلا بكم واهلا وسهلا - بخط عربي يحاول أن يكون واضحا ...

بل وقف حولهم في وسط اوروبا من كتب لهم من أهل النمسا لوحات ورقيه باللغة العربية يرشدون بها اللاجئين إلى الأماكن التى يحتاجونها للإسعاف أو المساعدة أو وسائل الترجمة ...

لم تعد تعنيني استعداد هذه الدول لقبول اللاجئين وما تقدمه من خدمات إنسانيه ما يلفت النظر هو الرقي الخلقي للشعب الذي فتح قلبه واحتضن اللاجئين في أرض طالما سمع اللاجئون من شيوخهم أنها أرض الكفار التي ينتظرها سكين الدواعش وبنادق الأزاهرة كي يفتحوها أمام سلطان المسلمين ليغتصبوا براءتها وطيب طويتها ...

أخطأت أوروبا في تاريخها ... نعم .. ولكنها اعترفت وتبرأت وبدأت مع عالمها عهدا جديدا ....

أخطا المسلمون في تاريخهم .. نعم وارتكبوا المجازر ولكنهم يعاندون الحق ويعيدونها مرة أخرى تحت لقب الجهاد وسيف الفاتحين حتى أخرجوا المسلمين من ديارهم لا يلوون على شئ إلا النجاة بما بقي من أطراف الطفولة وبقايا الأمومة وعراء الأبدان التي خطف القصف الهمجي أوطانها ومرابض صباها ..!!

الأمة الآن تعيش في ضمير تتناسل فيه الخطايا عندما يفشل الحاقدون على صناعة بؤر إنسانيه تعالج خللهم النفسي فيذهبون لاتهام إنسانيه الآخر انطلاقا من نذالتهم

فنسمع من البعض أن ألمانيا بل أوروبا تعاني شيخوخة وهي بحاجه للمهاجرين وفي حاجة للأيدي العاملة ولذلك تفعل ما تفعله ...!!

وإن كان الوضع كذلك فلماذا منحتموها هذا الشرف الرخيص ولم تحظى به بلادكم ...؟

وإن كان الأمر كذلك فلماذا لا تستورد ألمانيا عماله من أفريقيا وشرق آسيا أكثر معرفه وحنكه ويكون لها الاختيار بين اصحاب المهارات الأكثر نفعا بدلا من استقبالها فروعا جاهله بكل غبائها من بطون القبائل العربية بصبيانها وعجائبها ممن لا يملكون أملا في الإنتاج ولا يحملون معهم إلى حقارة التقاليد ودناءه الطباع ... وقد هربوا من بلادهم إلى أوطان لا يظلم فيها احدا ..؟

أعتقد أنه بعد المشاعر الإنسانية التي استُقبل بها اللاجئين في ألمانيا لم تُبقي السيدة ميركل في تراث هتلر من شيء وقد اهال ضميرها الإنساني على سوءاته سجلات من رحمه طمرتها بعطفها ووقفتها ..

فيما كشفت داعش كل سطور التراث الذي حاول الأزهر الوسطي أن يخفيه عن كل المسلمين المدعوون اليوم لإعادة اكتشاف دينهم الذي ضيعته المؤسسات الدينية بين سطور الفقهاء وخرجت به داعش إلى الأسواق بالسبايا مجللا بالعار والدماء ...

وخلف هذا الهم وفي لحظة تاريخيه ... لا يسعنا اليوم إبان زيارة ميركل للقاهرة .. إلا أن نقول لها أهلا وسهلا بك في بلدك الثانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط