الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاطمة الزهراء حافظ تكتب: من هم المستعربون ؟

صدى البلد

في وضح النهار؛ تتجوّل وحداتٌ إسرائيلية خاصّة في جميع أنحاء الأرضي الفلسطينية المحتلّة، تجمع معلومات، تلاحق مقاومين فلسطينيين مطلوبين، تنفّذ عمليات إعتقالٍ وتصفية بحقهم.

يطلق على هذه الوحدات اسم "المُستعربين"، لكونها تمتزج في المجتمع الفلسطيني ليصعب كشف عناصرها، فهم يتجوّلون، يشربون، ويأكلون مع الفلسطينيين وكأنهم أبناء جلدتهم، ولكنهم يتحوّلون إلى مقاتلين دمويين عندما يحين موعد تنفيذ المهمات
تشكّلت وحدات المستعربين مع بدء الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، فقد كانت بمثابة رأس حربة لمنظمة "الهاجاناه" الصهيونية في اختراق المجتمع العربي الفلسطيني.

عملت هذه الوحدات على اطلاع القيادة الصهيونية على المعلومات كافة حول القرى الفلسطينية وتعداد سكانها وطبيعة حياتهم، ووفّرت لها معلومات أخرى كثيرة تسهّل إختراق هذه القرى تمهيدًا لتهجيرها.

بعد إنشاء دولة الاحتلال إثر نكبة فلسطين في العام 1948، دمجت وحدات المستعربين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" وجيش الاحتلال الإسرائيليتمّ تفعيل الوحدة في العام 1988، لإخماد الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

إن وحدة المستعربين الخاصة أُقيمت في نهاية عام 1988 وبدأت عملها في ذروة الانتفاضة الأولى، فيتجوّل عناصرها في المناطق الفلسطينية كافة متخفّين بزيّ مواطنين فلسطينيين مدنيّين في بعض الأحيان، وتراهم يظهرون بالزيّ الرسمي في أحيانٍ أخرى، ويتم الاختيار تبعًا للمهمة واحتياجاتها
وفي وقتنا الحالي، توجد وحدتان رئيسيتان من المستعربين، الأولى تدعى "دوفدوفان" وتعمل في الضفّة الغربية، والثانية "شمشون" وتعمل في قطاع غزّة.

كما يخضع أفراد الوحدة لتعليمات مشدّدة تقضي بالحفاظ على سريّة عملهم، إذ قال قائد وحدة المستعربين الخاصة "الدوفدوفان" -الذي حجب اسمه- لموقع "واللا" العبري، أن أفراد هذه الوحدة يلتزمون بتعليماتٍ صارمة لحفظ السريّة، فـ "الفيسبوك" مثلًا محظور، وكذلك لا يُسمح بنشر أي صورة من داخل أروقة الوحدة أو من خارجها.

ويؤكد قائد الوحدة أن عائلة المستعرب لا تعلم عن طبيعة عمله شيئًا، فهنالك تعتيم كامل في هذا الخصوص. يخضع أفراد الوحدة لتدريبات مكثّفة غير تلك التي يخضع لها الجندي العادي، للتمكّن من إنجاز مهامهم. يتدربون على إتقان اللغة العربية بلكنةٍ فلسطينية، ويتعرّفون على عادات الفلسطينيين وثقافتهم بشكلٍ دقيق، بالإضافة إلى دورات الدراما والتجميل التي يخضعون لها بحيث تساعدهم في عملهم على التخفّي. فهم في بعض الأحيان، يتقمّصون دور شيخٍ أو امرأةٍ عجوز أو بائعٍ متجوّل أو أفراد في طواقم طبية، ويولون اهتمامًا لأيّ تفصيل يخدم تخفّيهم: "ارتداء الكوفية مثلًا"، بحيث يتمكّنون من أن يكونوا فعليًا عيونًا للاحتلال في قلب المجتمع الفلسطيني.