الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين وأردوغان يناقشان الملف السوري و«S-400».. تنسيق أمني بين البلدين.. والرئيس التركي يخطط لحظر قيام منطقة كردية في سوريا

صدى البلد

 خلال زيارة أردوغان لروسيا...
  •  مباحثات حول الاقتصاد وسوريا وS-400
  •  تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنفيذ مشاريع متبادلة
  •  موسكو وأنقرة راضيتان عن التنسيق بينهما في سوريا
  •  أردوغان يسعى لتجنب تشكيل منطقة كردية في شمال شرق سوريا

يناقش الرئيسان الروسي والتركي، مجموعة شائكة ومتنوعة من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، مع التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنفيذ مشاريع ذات منفعة متبادلة.

موسكو وأنقرة راضيتان عن التنسيق بينهما في سوريا
أعرب خبراء عن اعتقادهم بأن المحادثات بين الرئيسين، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، لن تكون سهلة، وقالوا إن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة وإعادة المياه إلى مجاريها السابقة بينهما ما زالت بعيدة وأشاروا إلى أن التنسيق في مكافحة الإرهاب وإيجاد حل للأزمة السورية والتحقيق في جريمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع خط نقل الغاز إلى تركيا (السيل التركي) وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستتصدر جدول مباحثات الرئيسين، وأن قوة العلاقات بين البلدين مرهونة بالتوافق على هذه المواضيع.

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت سابقا أن الرئيسين، أردوغان وبوتين، سيبحثان خلال لقائهما في موسكو موضوع توريد منظومات "إس-400" الصاروخية، إلا أن موسكو لم تؤكد هذا الأمر.

وقال إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية في أنقرة: "تجري الآن مباحثات حول "إس-400"، ويتم النظر في جوانب تقنية كثيرة. والإدارة والرئيس يتابعان الموضوع عن كثب. ولا ندري هل سنتمكن من حل المسألة قبل انعقاد القمة، إلا أن هذا الموضوع سيطرح للمناقشة على مستوى الزعيمين".

ووفقا للخبراء، فإن تغييرات ملحوظة على الساحة السياسية طرأت منذ الاجتماع الأخير بين بوتين وأردوغان، وعلى رأسها تضييق الجيش السوري مدعوما بالطيران الروسي الخناق على الجماعات الإسلامية على جميع الجبهات كما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يمهد لفتح قنوات جديدة في المنطقة تتجاوز تركيا، التي تواجه انتقادات متكررة من مسئولي الاتحاد الأوروبي، في وقت تتصاعد فيه حدّة الصراع السياسي في تركيا. لذلك، فإن كل هذه الأمور لا بدّ أن تترك أثرها حتما على مواقف الأطراف وسير المفاوضات الروسية-التركية القادمة.

وقال السكرتير التنفيذي لأكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أرايك ستيبانيان: "إن الوضع في تركيا، يواجه صعوبات كثيرة، منها: فشل السياسة الخارجية لأردوغان، فشلا ذريعا، تراجع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. والوضع ليس أفضل مع جيرانها الأقربين، اليونان وأرمينيا. فيما يشهد الوضع الداخلي في البلاد صراعات تزداد تفاقما. وفي ظل هذه المشكلات، فمن أي موقع يجب على أردوغان التفاوض مع روسيا؟".

ووفقا لهذا المحلل، فإن الجانب التركي مضطر للتقرب من روسيا، لأنه إذا ما بدأ أردوغان الصدام مع موسكو، فإن تركيا ستواجه مشكلات لا حدود لها. ومع ذلك، فلروسيا مصالحها الخاصة مع تركيا، وخاصة في التعاون معها لتسوية الصراع السوري.

فيما اعتبر يوري مافاشيف، رئيس مركز دراسات تركيا الحديثة، أن روسيا تريد إكمال العملية التي بدأتها في سوريا، وأكد، في مقابلة مع RT، أن هذا هو السبب في أن موسكو وافقت على عملية "درع الفرات".

وأشار الخبير أيضا إلى أن الاستفتاء المقرر في أبريل في تركيا حول تغيير النظام الدستوري مهم جدا لأردوغان. وبالتالي، فإن الرئيس التركي سيحاول أن يظهر للناخبين أنه يدافع عن المصلحة الوطنية ويقود الحوار مع روسيا على قدم المساواة.

الخريطة السورية
وفي الوقت الذي تهتم فيه روسيا بجرّ أردوغان إلى تقديم تنازلات في الموضوع السوري، يسعى الرئيس التركي إلى الحصول على تطمينات من موسكو بشأن دعم الأكراد الذين يقلقونه ويقضون راحته.

فأردوغان يسعى لتجنب تشكيل منطقة كردية في شمال شرق سوريا، لأن الأتراك يخشون أن يشكل الحكم الذاتي الكردي سابقة تمتد إلى أراضيهم، يمكنها أن تؤثر على جنوب شرق تركيا، ويمكن أن يؤدي إلى تشكيل دولة مستقلة على أراضي تركيا.

المسألة الاقتصادية
وعلى الرغم من أن بوتين وأردوغان أعربا عن رغبتهما في التوصل إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية، فإن التحسن السريع في هذا المجال أمر مستحيل، بسبب انعدام الثقة في السوق التركية من جانب رجال الأعمال الروس.

وقال الخبير: "هناك موقف حذر تجاه الأتراك"، "ليس من الممكن الانتقال إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية " في الوقت الراهن.