الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسطية الإسلام


إن النص القرآني متين لا تفنى إفاضاته ولا تنقضي عطاءته التي بلاشك تكون خير معين ومبين للإنسان بعامة والمسلم بخاصة ففيه النجاة والصلاح للبشرية جمعاء، وما دار على الآذان من تكرار لكلمات وعبارات تؤكد على وسطية الإسلام لم تك على سبيل التجميلية أو ضرب من ضروب التزيين، ولكنها حقيقة راسخة على الأرض لكل من أراد أن يرى ويتيقن، ونحن والحمد لله - معشر المسلمين - قد تأكد لنا بما جاء من الأحداث ما يؤكد ما سلف ذكره ودليلي على ذلك النص القرآني ذاته الذي تفرد بنظمه الفريد و تصويره المعجز لبيان ذلك، وإذا ما أمعنا النظر في آياته المباركة وأعملنا الفكر في مراميه؛ نجد أكثر من دليل وشاهد على وسطية الإسلام، وسوف نقتصر على جانب من مراد الوسطية في الإسلام التي كثر الكلام فيها ، و تشعبت مراميها و مقاصدها ،لنأخذ جانبا من مراد الوسطية بخاصة وسطية الإسلام بين الأديان السماوية الأخرى؛ نجد في آي الذكر الحكيم خير كاشف و مبين ، ففي قوله تعالى
: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) )( )
أخال أن الآية المباركة انفردت بتصويرها و بيانها بما يتفق و ثقافة العربي الذي يميل في حديثه إلى تصوير المعاني المجردة ، نجد أن الحق سبحانه و تعالى يبين حال الإسلام و المسلمين بحال التوسط بين حال اليهودية التي أفرطت في ماديتها لتتفق و حال من نزلت فيهم الرسالة من حتمية وجود الأدلة المادية و الشواهد العينية حتى يتسنى التصديق ، و حال المسيحية التي آثرت الجانب الوجداني بعد ما ساد من مادية اليهودية على الأرض ما أفقد من الجانب الروحي في الحياة الإنسانية
فالمادية الملازمة لليهودية في الآية المباركة - محل الاستشهاد - ممثل في قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)

والوجدانية الملازمة للنصرانية في الآية المباركة - محل الاستشهاد - ممثل في قوله تعالى : (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ)
ليأتي الدين الإسلامي خاتم الرسالات حاملا لمعاني التفكر العقلي و الجانب الوجداني معا، فلا روحيا جامدا و لا جسديا جامدا بل وسطي رفض الكهانة و الثيوقراطية ، صان نظام الجماعة ، فالإسلام لم يدع ما لقيصر لقيصر ، بل كان من شأنه أن يحاسب قيصر على ما له ، و يأخذ على يده فيعمله .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط