الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيب وفشل السوق المفتوحة


السوق الحرة هي السوق المفتوحة هي العولمة هي إسقاط الحدود والدولة القومية في مواجهة التجارة العالمية الحرة.

قالوا عنها ستحل وتقضي على كل مشاكل الكرة الأرضية وستنتهي بواسطتها جميع حروب العالم وستذهب بالفقر على مستوى الإنسانية بغير رجعة.

توقعوا في ظل خيرها الوفير أن تصبح الشركات متعددة الجنسيات عابرة للقارات دولا في حد ذاتها و أن تتلاشى الحاجة للدولة القومية وتتلاشى معها الحدود فلن تكون هناك حاجة لحدود الدولة.

تفاءلوا وبشروا بأن الربح سيعود على الجميع بما فيهم الغرب المتقدم وشعوب العالم النامي وأن الفقراء سينالون حظهم كما الأغنياء.

وحددوا أن تدفقات التجارة وموجات صعودها ستستمر إلى ما لا نهاية وستحمل السعادة لكل فرد في كل مجتمع.

واستمرت عمليات الترويج للعولمة للسوق العالمية الحرة منذ بداية السبعينيات في القرن الماضي وحتى التسعينيات منه وهي فترة تعد طويلة في أعمار النظم الاقتصادية استمرت حتى بدأ بعض العلماء والخبراء يحذرون منها.

كل النتائج جاءت مختلفة ومغايرة ومعاكسة للخطط والآمال، الأغنياء تفحشوا في غناهم، والفقراء ماتوا جوعا والمساكين تتضاعفوا وضعفوا على مستوى الإنسانية.

تراكمت الأرباح أكثر وتحولت الشركات العالمية لغيلان متوحشة افترست الدول و أكلت لحم وعظم الفقراء.

توافق التجار الدوليون والتجار المحليون واحتكروا غذاء الإنسانية و أزهقوا أرواحهم ، وزادت الحروب ومبيعات السلاح وعمليات امتصاص دماء الشعوب.

تحولت الحدود المفتوحة إلى مذابح لنهب الأرواح و شهية المكسب تركت التجارة بلا ضمير.

الصراعات زادت وعادت بين الدول والشركات وتتطورت ليتم حسمها بالصواريخ والقنابل والدبابات، فأوروبا نفسها تكاد تكون على شفا حرب وتذكرت الآن حدودها القديمة.

بعض الدول تنبهت مبكرا لأضرار العولمة فتمنعت عليها و نجت من خطرها مثل الهند و بعض الدول رفضتها مثل الصين.

الدول التي سقطت في شراكها وصدقت دعوى الخصخصة ثم الخصخصة ضاعت وفقدت إرادتها وتركت مواطنيها فريسة لجشع التجار اللانهائي.

الآن تتم إعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد ومحاربة الفساد وحماية الدولة والمواطن بعد فشل ترك الحبل على الغارب وفتح الباب على مصراعيه.

الآن يجب الاعتراف بفشل السوق المفتوحة بنهاية العولمة والتجارة الحرة ، الآن يجب التصدي لجشع التجارة العالمية لأنه أسوأ استغلال عرفته الإنسانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط