الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في سينا الأرض بتخر دم ... وهوانا بيشم هم ..!!


في لحظات اصطفاء تاريخي تُقبل علينا آلام المواجهة مع البغاة والمعتدين من عصابات الغدر والإرهاب... وحينها يريد قلم التاريخ أن يتحرك كي يسجل المواقف والمشاهد والوقائع والمواقع التي يتخذها كل منا في هذه اللحظات النادرة التي تصبح أحوج ما تكون إلى اصطفاف وطني نوعي ... يقدم الأصول على الفروع ... وفكرة البقاء على التناحر من أجل المكاسب الزائلة ...

وفي كل مرة  يفشل الرهان على أصحاب العمائم .. في تحريك موج التاريخ كي ينصفهم حين لا نجد منهم رجلا يقدم مصلحة الوطن على مصلحة فهمه للتدين المغشوش .. ولا يواجه بقوه وشفافية وحسم تضاريس تراث صنع بعالمنا كل ما نستنشقه من دخان الجثث المشوية وغبار المدن المهدمة ..

يختبئون خلف عبارة هؤلاء لا يمثلون الدين ... فلماذا لا تخرج العمائم من فوق منابرنا إذن لتنبذ وتنابذ أفكار الإرهاب وعقائده في الشوارع والمدارس ..؟

لماذا تتمترس العمائم خلف منظومة الدعاء على كل المخالفين إلا من يقاتلوننا فيمنحونهم سرا دعاء خالصا للمجاهدين كما يلقبونهم ...؟!!

خسر الرهان على منطلقات التجديد الديني عندما نتوقعه من طوابير المشايخ التي تعيش على استنساخ ونسخ وتكرار الحواشي القديمة دونما فهم عصري أو إبداع حصري ..!

خسر الرهان على منابر أصيبت بداء التلوث العقلي فلم تعد قادرة على فتح مضامين حديثه للنص الخام وظلت تدور حول أقوال بشرية لتمنحها مسحة إلهية تتعبد بها جماهير معاصرة لم تعد تناسب زمانها التخاريج القديمة البالية..

في سيناء ... عربون شر ... يطوح براية سوداء ذات اليمين والشمال هناك ... يصطادون تحتها الجنود ويذبحونهم كالخراف بحد السكين من الوريد إلى الوريد ...

وهناك يزأرون بصيحات التكبير .. فلم يعد يعرف الناس طبيعة النداء .. هل هو مذاع على حفلة إرهابية لشواء البشر أم أنه دعوة للصلاة قد جاء النداء ..؟

دون أن تتصدى المؤسسة الدينية لهذا الوباء الذى خرج منها وجاء اليوم ليسيء للعالم وإليها ..
فما الذى ينتظرنا ... وما الذى يجعلنا ننتظر من هذه العمائم أن تفعله في اتجاه قتال حقيقي للفكر الضال الذى جعل أرض سيناء تخر دما وهوانا هناك يرسل ألما وهما ..!

الآن المشهد يتكور ... ليحكي بما يكفي .. أن الصامتين شركاء .. والمتقاعسين ندماء ... والشامتين حولنا ينتظرون لحظة سقوطنا ليخرجوا في شوارعنا بالتكبير فوق رؤوسنا ... !!

فهل سيبقى على مؤسسات الكهنة الرهان باقيا ..؟
أعتقد أننا يجب أن نسلم قضية تجديد الخطاب الديني برمتها عبر قرار سيادي لرجال العلم والفكر والرأي والفلاسفة..

ولننزع عن هذه العمائم التي تفتي حولنا الهالة المقدسة ..
ولنعلن لأنفسنا أن راهننا على المؤسسة الدينية خاسر ... بعدما تيقنا أن عطاءها لشوارعنا ليس إلا دعم لما نراه من انكسار الخاطر ...!

لقد ظلت هذه الجماهير كل هذا الزمن بعهدتها ... وهي على ما ترون فوق تخوم الفتنة قد بنت خيامها وأناخت بعيرها ... تنتظر عبر خطاب شحن سلفي ديني لحظات المواجهة مع كل الآخر ..!

الآن نقولها ... قبل إصلاح الطريق إصلاح العقول .. قبل بناء الدولة بناء الإنسان .. قبل تشييد الكباري تشييد الوعي ... وإلا فجاهل واحد قادر على هزيمة عمران عمره أكثر من ألف عام بحزام ناسف أو سيارة مفخخة ...!!

لم يعد هناك من أمل في تجديد خطاب ديني أو دعم فكري للمستقبل تقوم به المؤسسة الدينية المقصودة أصلا بفكرة التطوير ..

فكيف يعالج المريض نفسه .. وكيف يصل لنهاية الطريق أعمي هو بحاجة للامساك بيد غيره ...؟

أعتقد أن الرسالة قد وصلت .. وأعتقد أن النخب السياسية تفهم ذلك وتدركه ..

فلنكف إذن عن بذل جهد لا تثمر نتائجه .. أو إرسال نداء لا يملك لرجع الصدى صولته .!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط