الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«إدريس» الأقصري.. خادم طُبعت صورته على الجنيه بسبب حلم.. صور

صدى البلد

تداول نشطاء سودانيون صورًا خلال الأيام القليلة الماضية، قيل إنه أول جنيه ورقي مصري والذي ظهر عليه صورة رجل قيل إنه "عم إدريس السوداني" من قرية كويكة في شمال السودان.

وتداول النشطاء هذه العملة ردًا على ما وصفوه بسخرية الإعلام المصري بشأن تصريحات سودانية بأن "الحضارة السودانية أقدم من المصرية".

ونشر أحد النشطاء تغريدة مرفقة بصورة جنيه مصري قيل إنه أول جنيه ورقي مصري، وعلق: "وجوه على أول عملة ورقية مصرية في العام 1898 إذ كان السودان هم السمة العامة لمصر الوجه على العملة لإدريس عثمان علي عم الشاعر إدريس جماع"، إلا أن الحقيقة غير ذلك.




الجنيه «أبو جملين» أول جنيه ورقي
صدر أول جنيه مصري ورقي وكان يسمى «أبو جملين»، في يوم 5 يناير عام 1899، فعندما قام البنك المركزي بطباعته لأول مرة بعد 65 عامًا من مرسوم الخديوي عباس حلمي بشأن مشروع قانون برلماني لإصدار عملة مصرية جديدة بديلة عن القرش، تم تقييمه بما يساوى 7.43 جرام من الذهب، واستمر هذا التقييم منذ 1885 حتى عام 1914.

وكان هناك سباق غير مفهوم السبب لهواة العملات القديمة، غايته الحصول على "أبو جملين"، وهو أول جنيه مصري ورقي، صدر في يناير عام 1899 فبعضهم يحكمه الشغف في اقتناء العملات القديمة والطوابع، وآخرون حركتهم أطماع مبهمة لشرائه، سعيًا وراء شائعات لا تنتهي عن أن من حمل تلك الورقة يمكنه فتح مقبرة أثرية أو تحضير الجان وشفاء الأمراض المستعصية.

تغيير صورة «الجملين» بـ «إدريس» على الجنيه
فى يوم 4 يوليو 1926 صدر أول جنيه مصري عن الدولة المصرية المستقلة شكليًا وهو يحمل صورة "إدريس بك الأقصري"، الذي راوده حلمًا كان سببًا فيما وصل له من شهرة، وفيما يلي نسرد قصتها:

"يا أفندينا.. لقد رأيت رؤيا أريد أن أقصها عليكم، لقد حلمت بأنكم أصبحت ملكًا لمصر وجميع الأمراء يقبلون أياديكم وينحنيون أمامكم".

هذا هو الحلم الذي خلد صاحبه إلي وقتنا.. حلم حول صاحبه من شخصية مغمورة إلي مشهورة.. حلم نقله من الأرض إلي السماء.. ليس هذا فحسب بل إنه حلم غير من مجري التاريخ وكتب علي صاحبه أن يكون أحد صناعه.

حلم قاد صاحبه ليكون صاحب أغرب جنيه مصري في التاريخ لعام 1924، الجنيه الذي آثار العديد من التساؤلات، وخلد صاحبه واسمه وحكايته ليذكرها التاريخ المصري الحديث.

إنها حكاية إدريس خادم الملك فؤاد منذ أن كان طفلًا إلي أن اصبح ملكًا، إدريس صاحب البشرة السمراء ولحية يخالطها الشيب وعمامته الجنوبية صاحب الحلم الذي نقله لسيده ليبشره بالعرش بعد أن ضاع منه.

ترجع بداية الحكاية إلي أنه ذات يوم استيقظ إدريس الأقصري خادم الملك فؤاد علي حلم خاص بسيده ـ الذي سبق ذكره ـ وقصه عليه، مما أثار انتباه فؤاد لهذه الكلمات المستحيلة من وجهه نظره في ذلك الوقت، ورد عليه: "لقد كبرت وخرفت يا إدريس".

فقد كان تحقيق هذا الحلم من المستحيلات وقتها، ولكن كان كل مايشغل بال فؤاد كيف يتسلل من السفينة إلى مدينة الإسكندرية دون أن يعلم أحد بأنه كان يسافر في أدنى درجة بالسفينة دون جناح خاص يليق به كأمير من أسرة "محمد على" وأخ لسلطان مصر،
فقد كان فؤاد عائدا إلي مصر هاربا من روما من الديون وكان معه خادمه إدريس الذي لم يتخل عنه بعد أن هجره الجميع.

وبمرور السنوات تحقق حلم أدريس، وبعد تلقي الملك فؤاد للخبر عاد إلى بيته ووجد إدريس يصلى صلاة الظهر، وظل واقفًا حتى فرغ من صلاته، ثم صاح "انهض يا إدريس بك"، وظل إدريس مذهولًا، وعاد فؤاد يقول: " لقد تحقق حلمك الغريب وسأضع صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي".

فى يوم 4 يوليو 1926 صدر أول جنيه مصري عن الدولة المصرية المستقلة شكليًا وهو يحمل صورة "إدريس بك الأقصرى"، والذي شهده كل المصريين بمنتهي الدهشة دون أن يعرف أحد أي شىء عن هذا الشخص صاحب الصورة.

كان من المعروف أنه توضع علي الجنيه المصري صورة السلطان العثماني الذي ظلت مصر ولاية تابعة له لفترة طويلة، حيث كان يحكم البلاد في هذا التاريخ الملك الجديد فؤاد الأول، وبهذه الطريقة يخلد إدريس حكايته وحلمه.