الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبع طبقات وأستك


قال وقوله الحق «وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ» أي بقول آخر ربنا خلقنا كده !! لكل منا موطئ قدم قبل أو بعد اللي جنبك. 

وعلي قدر اختلاف العلماء في توصيف المقصود من تلك الدرجات فبعضهم ذهب إلى أنها "معنوية " فالبشر متفاوتون في درجات ذكائهم وقدراتهم العقلية، وآخرون فسروا تلك الدرجات على أنها "دينية" كلٌ على قدر اجتهاده في طاعة الله والتقرب إلى زلفاه، حتي "الصحة" أجمع عليها بعض المفسرون أنها هي المقصودة لأن الصحة هي من أكبر نعم الله علينا وهي متفاوتة بين العباد بدرجات ودرجات، ولكن الإجماع الأكبر كان على أن تلك الدرجات " دنيوية " غني وفقير .. ولأن الدنيا بين عيني بني آدم فكان الشغل الشاغل لهم في تلك اللاهية الفانية هو اللهاث وراء قسمات الخبز التي تتنوع وتتغير بتغير تلك الدرجات من السعي وراء فُتات الخبز وحتى ( لَهْفْ) الرغيف كله!! فكلٌ يسعى لسد رمقه فهناك من يشبه رمقه ( خُرم الباب) وهناك من هو أقرب لـ( خُرم الأوزون ) وكلها درجات!!.

ومع التطور الطبيعي للحاجة الساقعة التي أضافت تطورا ملموسا في كل مناحي الحياة أصبح مفهوم الدرجات هو الطبقات ولما كانت الدرجات هي الغني والفقر فأستحدث مفهوم الطبقات درجة جديدة وهي " الطبقة الوسطي" وعلى ذلك الأساس وضعت معظم الدول القوانين التي تحمي ذلك الشكل الهرمي " الطبقي" للمجتمع الذي عادةً ما تكون قاعدته الأكثر عوزًا واعتمادًا علي الدولة وهنا تَسِنْ الدولة الآليات التي تواجه بها متطلبات ذلك الاحتياج مع محاولة السيطرة عليه حتى لا تتسع وتكبر قاعدة الهرم وتصبح الدولة معيلة والنَّاس عويلة.. ثم يعقبه الطبقة "المستورة" وهي المصنع الذي يتشكل فيه معظم أبناء الجامعات ومن ثم هم قادة وساسة الغد، والطبيب والمهندس والمفكر لنفس ذات الغد وهنا دور الدولة أن تتدخل للحفاظ علي قوام تلك الطبقة بأن توفر متطلباتها الأساسية وخاصةً في التعليم للحفاظ علي هُوية الأمة وضمان مستقبل أفضل علي يدْ أبناء اليوم.

ثم قمة الهرم ( كريم شانتيه ) مجتمع العز وأكل الوز الذي تحاول الدولة وضع قوانين لحماية نفسها منه!! فالكتالوج الأقرب لطبقات المجتمع في دول العالم أجمع إنها ثلاث طبقات و "أستك" يحافظ على مرونة الانتقال الطبقي من تحت لفوق، ويحفظ التوازن بين تلك الطبقات وبعضها البعض... إلا في مصر فستجد أن مصر سبع طبقات وثلاثة وثلاثون " أستك " من النوع المفتخر "منه فيه".... فقراء مِصر قاعدة الهرم العريضة جدًا طبقات على الرغم من مشاركتهم نفس الطابق في السكن وحصولهم على الزيت والسكر ببطاقة التموين لكن كلاهما ينتمي لطبقة مختلفة وإن ظلا تحت مظلة الفقر !! وبالمثل للطبقة الوسطى اللتي تمزقت من فرط مقاومة السقوط إلى قاع الهرم فأوشكت أن تصبح ذكرى مِن الزمن الجميل، فتجد أعضاء نفس النادي الذي كان أعضاؤه يومًا ما سواسية كالبنيان المرصوص تشرذموا بفعل الاختلاف الطبقي الذي طرأ عليهم فهذا يقضي الصيف في "شرم "بينما اعتاد ذاك قضاء الصيف في "يورب " الشهيرة بأوروبا يبقي أكيد مش من مستواه فلا يرقى أن يجلس معاه!! ولم تنجوا كريمة المجتمع من سوط الطبقية بل إن درجاتها تتسع وتتباعد مع كل قرار اقتصادي وقانون استثماري يعكس أثره علي نشاطاتك فبحسب مكانك في عالم المال ستتحدد مكانتك في طبقات الجلال.

وستجد دومًا في كل الطبقات بشعابها المختلفة تصنيفات أخرى ( الأساتك ) التي سترتد في وجهك مع كل تصنيف وتزيد من الأمور تعقيدًا وتشابكًا فستجد البيئة والعشوائي والأصيل والأصلي والبلدي والفلاح - من باب الذم وليس صفة للمهنة - وغيرهم من ما يصعُب حصره ....

انفجار طبقي يحدث في مِصر فالطبقات أصبحت كالنتؤات علي جلد المجتمع تشوه ظاهره بلا جذور تربطها بباطنه والعوامل التي أدت إلى ذلك (كالعدد في الليمون ) قبل ما يصل سعر الليمونة بجنيه وتصبح لها طبقة خصوصي ( طبقة الناس اللي عاصرين ليمون )...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط