الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قضايا ساخنة في قمة «صباح الأحمد» و«أردوغان» في أنقرة.. أزمة سوريا تلقي بظلالها على العلاقات الكويتية التركية.. «وضوح وتباين» بين أمير الكويت والرئيس التركي من السعودية وروسيا وإيران وإسرائيل

صدى البلد

  • نائب رئيس الوزراء التركي: حجم الشراكة بين الكويت وتركيا يبعث على الاطمئنان
  • برلماني في صفوف الحزب الحاكم في تركيا: زيارة أمير الكويت تكتسب أهمية كبيرة لدينا
  • المتحدث باسم الرئاسة التركية: دور مؤثر للكويت وتركيا على مستوى القضايا الخطيرة في المنطقة

التقى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استقبله لدى أنقرة، والوفد المرافق له في مطار «أسنبوجا» أمس، الاثنين، في مستهل زيارة رسمية تستمر 3 أيام، تعتبر هي الأولى لـ«صباح» في عهد الرئيس التركي الحالي؛ حيث كانت آخر زيارة لـ«صباح» في 2013، حيث كان يرأس عبد الله جول حكم البلاد، وكان أردوغان رئيسًا للوزراء.

وتأتي زيارة «صباح» إلى تركيا بهدف بحث قضايا ساخنة، أبرزها التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وأمن المنطقة والأوضاع في كل من سوريا والعراق واليمن، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية التركية الكويتية.

ووفقا لوسائل إعلام تركية، فقد أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة في أنقرة وفق بيان له اعتزام «أردوغان» تقليد أمير دولة الكويت «وسام الدولة»، وهو أرفع وسام يقدّمه رئيس الجمهورية التركية.

ومن المتوقع بحسب البيان الرئاسي التركي ذاته، أن يتخلل الزيارة، توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية في مجالات مختلفة بين تركيا والكويت، ومباحثات حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية.

وأضاف البيان: «ستُساهم هذه الزيارة بتطوير التعاون بشكل أكبر على صعيد علاقاتنا الممتازة في الوقت الراهن مع الكويت من جهة، ومجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى».

وفي وقت سابق، أكّد البرلماني في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، خليل أوزجان، أهمية زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا، موضحا أنها ستبحث العديد من القضايا الساخنة.

وقال «أوزجان»، في تصريح نقلته وسائل الإعلام الرسمية في الكويت، إن زيارة الشيخ صباح الأحمد إلى تركيا تحمل معاني ودلالات كبيرة للحكومة والشعب التركي، إذ تأتي في توقيت مهم؛ نظرا لما تشهده المنطقة من تحديات عدة.

وأضاف البرلماني التركي أنه سيتم خلال الزيارة المقررة من 20 إلى 22 مارس الجاري، بحث قضايا ساخنة أبرزها التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب، وأمن المنطقة والأوضاع في كل من سوريا والعراق واليمن، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية التركية الكويتية.

من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء التركي للشئون الاقتصادية، محمد شيمشيك، إن حجم الشراكة التجارية بين تركيا والكويت وعلاقاتهما الاقتصادية الثنائية وعدد السياح الكويتيين في تركيا هي أمور تبعث على الاطمئنان والارتياح.

وأعرب «شيمشيك» عن تطلع تركيا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دولة الكويت في بعديها التجاري والاستثماري، وقال إن «الزيارة الرسمية لأمير دولة الكويت إلى تركيا تأتي في إطار علاقات الصداقة المتينة والتعاون المتنامي بين البلدين في مختلف المجالات».

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم كالين» إن «زيارة أمير الكويت تكتسب أهمية كبيرة في ضوء ما تشهده العلاقات الكويتية التركية من تطورات تعكس تطلع البلدين؛ لتطوير التعاون القائم بينهما في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة إلى جانب التعاون العسكري».

وأضاف أن زيارة أمير الكويت تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة يتصدرها ملفا الإرهاب والنزاعات المسلحة، ما يتطلب تبادل وجهات النظر وتعزيز التنسيق المشترك لمواجهتها.

وتعد القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين خطوة جديدة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الجانبين، لا سيما بعد أن شهدت تلك العلاقات في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مختلف المجالات حتى أصبحت نموذجا يحتذى به دوليا، وفق ما ذكره تقرير الإعلام الكويتي.

وتكتسب زيارة صباح الأحمد ولقاء القمة مع أردوغان، أهمية خاصة لأكثر من سبب، أولها أنها القمة الأولى بين الزعيمين خلال 2017.

ويعد اللقاء المرتقب اليوم هو الثالث الذي يجمع الرئيس التركي وأمير الكويت خلال عامين، بعد الزيارة التي قام بها الصباح في أبريل الماضي للمشاركة في قمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، والزيارة التي توجه فيها أردوغان إلى الكويت في أبريل عام 2015.

ونشرت صحيفة "الوطن" الكويتية مقالا أمس للكاتب الكويتي، أحمد بودستور، تحدث فيه عن العلاقات الكويتية التركية، قال فيه: «نعتقد أن الكويت وتركيا يلعبان دورا بارزا في مساعدة الشعب السوري ودعم قضية اللاجئين السوريين ويساهمان مساهمة فعالة في التخفيف من آلام الشعب السوري ومساعدته على تحمل الكارثة في سوريا جراء التدخل الروسي والإيراني وتواجد التنظيمات الإرهابية مثل «حزب الله» و«داعش» الذين يرتكبون أبشع الجرائم والمجازر في حرب إبادة جماعية للشعب السوري».

وعن العلاقات التركية الكويتية، قال الكاتب إن "هناك جانبا آخر يشترك فيه البلدان وهو الاعتدال في السياسة الخارجية، فنجد أن الكويت تحتفظ بعلاقات جيدة ومتوازنة مع دول العالم ماعدا الكيان الصهيوني وأيضا تركيا فهي تحتفظ بعلاقات جيدة مع الكثير من دول العالم بما فيهم الكيان الصهيوني، فهي لديها علاقات جيدة مع روسيا رغم اختلاف المواقف حيال القضية السورية ولو أن هناك توترا في العلاقات مع بعض دول الاتحاد الأوروبي بعد الخلاف الأخير مع هولندا، ولكن يبقى الخلاف تحت السيطرة ولكن في المجمل تنتهج تركيا وكذلك الكويت سياسة خارجية حكيمة يغلب عليها الاعتدال والانفتاح على الآخر والتعايش معه".

وأضاف: "لا يخفى على أحد أن تركيا واحدة من الدول العشرين الأقوى اقتصادا في العالم، وأيضا الكويت تعتبر من الدول التي تتمتع باقتصاد قوي ومتين، لذلك الزيارة سيكون لها طابع اقتصادي ومالي، خاصة في مجال المشاريع والبناء، فهناك شركات تركية عملاقة ومن المفيد القول إن الشركة التي ستقوم بتنفيذ مشروع مطار الكويت الدولي هي شركة تركية".

ويعتبر الكويتيون وكذلك شركات الاستثمار العقاري الكويتية من أكبر المالكين للعقارات في تركيا، فهناك أموال كويتية تضخ في السوق التركية، ما يجعل العلاقات التركية الكويتية نموذجا للعلاقات الجيدة بين الدول ومثال على التعاون المثمر والبناء لما فيه مصلحة شعوب البلدين.

وتستطيع الكويت وتركيا بالتفاهم والتنسيق بينهما أداء دور مؤثر في حل القضايا الخطيرة بين دول المنطقة، والتي عجزت الحروب عن حلها عسكريا مثل القضية السورية واليمنية والعراقية وغيرها من القضايا العالقة التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة.

وتحظى الدولتان بعلاقات جيدة بين قطبي الصراع في المنطقة، وهما المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، وأي تقارب بين تلك الدول سوف ينعكس إيجابا على مجمل القضايا الملتهبة والساخنة في المنطقة ولو كان جهدا مشتركا كويتيا تركيا لإيجاد أرضية مشتركة ينطلق منها حوار سعودي إيراني يكون مدخلا للتهدئة وتنفيس الاحتقان في المنطقة، ولو أن المواقف المتشددة والطائفية للنظام الإيراني لا تشجع على أي نوع من الواسطات لأن لديه مشروع توسعي يرفض التخلي عنه.