الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أذربيجان واحة خصبة للاستثمار والتسامح العرقي والديني


شكلت أذربيجان واحة خصبة للتسامح العرقي والديني في منطقة القوقاز، حيث تعيش جميع القوميات والأعراق ومعتنقي مختلف الأديان والمذاهب في جو من المودة والتسامح، حيث كانت ملتقي الحضارات المختلفة.

تمتاز أذربيجان بالعيش المشترك بين كافة القوميات والأعراق، فنجد الكنائس بما فيها الكنائس الأرمينية والمعابد اليهودية، إلي جانب المساجد التي تضمن بين جدرانها كافة المذاهب من سنة وشيعة عائلة واحدة يربطهم إنتماؤهم الوطني الحقيقي لبلدهم، وتعم البلاد أجواء التسامح الديني والعرقي.

تتميز أذربيجان عن غيرها من بعض دول العالم منذ الإستقلال عن الإتحاد السوفيتي بالإنفتاح علي العالم الخارجي، حيث تقيم علاقات متوازنة مع جميع دول العالم لما تتمتع به من سيادة وإستقلال في قرارها السياسي، حيث تترسخ بها قواعد الديمقراطية بإعتبارها من أقدم الدول اليمقراطية في الشرق منذ قيام جمهورية أذربيجان الحديثة في 28 مايو 1918، وقبل أن تكون إحدي الجمهوريات الخمسة عشرة المكونة للإتحاد السوفيتي سابقاُ.

مواقف مساندة للقضايا العربية

تتخذ أذربيجان دائما مواقفا مسانداً للقضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها قضايا الأمة العربية وخاصة القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام، بدليل أن أذربيجان رفضت إفتتاح سفارة لها في إسرائيل، و قامت بإفتتاح سفارة لفلسطين في باكو، كما إستضافت مؤتمرًا دوليًا لدعم فلسطين وإعمار غزة عام 2013، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية عام 2012، كما تتبني وتساند دائمًا المواقف العربية في كافة المحافل الدولية.

أما بخصوص الصراع الأرمني الآذري، يعترف المجتمع الدولي بوحدة أراضي أذربيجان والحدود الدولية التي إعترف بها العالم، وخاصة الأمم المتحدة، وذلك عندما إعترفوا بإستقلال أذربيجان عن الإتحاد السوفيتي عام 1991، كما أصدر مجلس الأمن الدولي أربع قرارات 822 ، 853 ، 874 ، 884 والصادرة عام 1993، تؤيد فيها وحدة أراضي أذربيجان وتدعم سيادتها علي كامل ترابها وتدعو أرمينيا إلي الإنسحاب من أراضي أذربيجان المحتلة.

ولفت إنتباهي حقيقة الإصرار الكبير للرئيس السيد إلهام علييف وسعيه الدءوب لتحقيق السلام في منطقة ناغورنو كرباخ، والجلوس على طاولة المباحثات مع الجارة أرمينيا، للتوصل الى حل مرض إستنادا الى قرارات الأمم المتحدة وإنسحاب القوات الأرمينية من الأراضي الاذربيجانية، وعودة المهجرين الى ديارهم وإحلال السلام والوئام محل الخصام الذي مضى عليه أكثر من عشرين عاما.

على الرغم من هذا الصراع الذي له تأثير مباشر على كافة المعطيات في أذربيجان، إستطاعت أذربيجان خلال سنوات الإستقلال أن تخطو خطوات كبيرة وبثبات لتدخل في عداد الدول المتقدمة المزدهرة، وقد إتضح ذلك جليًا عندما شاهدها العالم خلال إستضافتها لدورة الألعاب الأوروبية الأولي، التي تقدمت بفكرة تنظيمها وطلب إستضافتها حسب المعايير الأولمبية والأوروبية، مما أبهر العالم بحسن الإستعداد والتجهيز والتنظيم، الأمر الذي يدل علي تمتع أذربيجان بإمكانيات مادية وبشرية لم تصل إليها إلا الدول المقتدمة.

وعلى الرغم من إستقرار أذربيجان السياسي والأمني إلا أنها تواجه الكثير من التحديات، وأصعبها إحتلال 20 في المائة من أراضيها وغيرها من التحديات السياسية، إلا أنها تسعى دائما لإقامة العديد من المشاريع الإقتصادية والإجتماعيىة وإقامة العديد من المشاريع في مجالات النقل والطاقة والتي تنفذ بمبادرة ومشاركة مع البلدان المجاورة.

وبالرغم من حصول أذربيجان على إستقلالها منذ فترة قصيرة نسبيا في عمر الدول والشعوب، إلا أنها تحولت من دولة غير معروفة لدى الكثير إلى منطقة جذب لكثير من الإستثمارات والسياح، بفضل ما قامت به من ثورة في مختلف المجالات والقطاعات على الموروث الثقيل من البيروقراطية والفساد، و إستطاعت أن تثبت حضورا عالميا على المستوى السياسي والإقتصادي والعلاقات الدولية، فكانت مبادرتها بإستضافة دورة الألعاب الأوروبية الأولى عام 2015، التي فاجأت العالم بحسن الإعداد والتنظيم ومن ثم قدمت نفسها للعالم كدولة عصرية عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية التي شاركت في تغطية فعاليات تلك البطولة الرياضية الأوروبية الأولى من نوعها.

دأبت أذربيجان على إستضافة وتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة العالمية كالمنتديات والمؤتمرات والمهرجانات الدولية، التي أسهمت في التعريف بأذربيجان، الأمر الذي إنعكس بشكل واضح على حركة السياحة والإستثمار في البلاد وخاصة السياحة العربية، فقد أصبحت مقصدا للكثير من السياح القادمين من دول الخليج والعراق خلال العامين الأخيرين، بعدما لاقت تقديرا وإعجابا من زوارها من قبل بفضل ما تتمتع به من إستقرار سياسي وأمنى، وبنية تحتية متكاملة، إضافة إلى ما وهبها الله من طبيعة خلابة.

مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوروبي
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط