الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأطفال المفقودون والـ DNA


فى الماضى البعيد كان المنادى فى الشوارع هو وسيلة البحث عن المفقودين , وكان الناس يتعاونون فيما بينهم على البحث عن أى طفل تاه عن أمه أو أبيه , كثر الناس وكثُرت متطلبات العيش , وتاه الجميع فى زحمة الحياة , وبات الجار لا يعرف اسم جاره , وان عرف اسمه لم يعرف صور أبنائه .

واليوم زادت جرائم خطف الاطفال , حتى باتت ظاهرة تقلق جميع المواطنين على شتى مستوياتهم وطبقاتهم الاجتماعية , فلم يستثن الجناة أحدا , البعض يتم خطفهم للتسول بهم , والبعض يتم خطفهم لبيعهم , والبعض الآخر خطفهم لبيع أعضائهم , حتى صار الاسعد حظًا هو من يتم خطفه لطلب فدية .

ولكل جريمة من تلك الجرائم الشنعاء أساليب حديثة لمواجهتها , والحمد لله ان العلماء قد عرفوا الخريطة الجينية للبشر , والحمد لله ان لكل إنسان خريطته الجينية المميزة له , ولكل عائلة ولكل أسرة صغيرة كانت أو كبيرة رابط جينى مشترك بين أفرادها , ومن هنا أصبح من السهل استخدام الخرائط الجينية وتحليل الـDNA لفك لغز الكثير من الجرائم , ومنع حدوث بعضها .

ومن هذه الجرائم التى يمكن فك طلاسمها بسهولة هى جرائم خطف الاطفال واستخدامهم فى عمليات التسول , فإذا قمنا بعمل تحليل جينى واخذ بصمة وراثية من كل طفل متسول فى أى شارع فى مصر, وعمل بنك معلومات خاص بهم , وبصمة جينية لكل أسرة فقدت طفلا وعمل بنك معلومات مقابل , واستخدمنا قواعد البيانات هذه , فسوف نكشف الكثير من الاسرار, ونعيد الكثير من الاطفال المفقودين الى ذويهم .

ونفس الحال فى زراعة الاعضاء , فيتم أخذ مسحة جينية من أى عضو بشرى يتم نقله الى أى شخص , ويتم إضافتها الى قاعدة بيانات البصمات الجينية والوراثية , ويكون ذلك شرطا أساسيا قبل أى عملية زرع أعضاء فى مصر , وبعدها نطالب بتعميم ذلك على مستوى العالم، وعندئذ سنقطع الطريق على أى استخدام غير قانونى لعمليات زراعة الاعضاء بصفة عامة .

قد يكون ذلك مكلفًا من الناحية المادية , ولكن حياة أى طفل مفقود لا تقدر بمال , وتكاليف إنشاء قاعدة البيانات هذه ستوفر تكاليف البحث والانقاذ التى تقوم بها الشرطة , وستؤدى الى تراجع معدلات هذه النوعية من الجرائم بطريقة كبيرة فى مصر , وربما فى شتى بقاع الارض اذا حذت الدول الاخرى حذونا فى هذا المضمار .

ثم يتبقى لنا جرائم الخطف لطلب الفدية , وهذه أيضًا من السهل مكافحتها اذا أستخدمنا التقنيات العلمية الحديثة الخاصة بالبصمة الجينية أو الوراثية فى التعرف على الجناة , قد يكون ذلك أكثر صعوبة من حالات خطف الاطفال للتسول بهم أو لبيعهم , لكون الطفل المخطوف لطلب فدية يفضل أهله دفع الفدية على المخاطرة بحياته , ولكن ذلك سيقلل بدون شك من عدد هذه الجرائم , لكون الجناة سيتم القبض على معظمهم بسهولة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط