الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محلل إسرائيلي: 3 أسباب تجعل التحالف العسكري بين السعودية وإسرائيل ضد إيران «مستحيلا».. الدولة الشيعية «جار مزعج» والتصدي لها واجب ولو من تحت الطاولة.. مصلحة تل أبيب تتطلب حوارا هادئا مع المملكة

صدى البلد

  • آموس جيلبوا يزعم:
  • «فلسطين» كلمة السر الوحيدة لإتمام الصفقة بين المملكة وتل أبيب
  • مصلحة السعوديين تقتضي الاتحاد ضد الشيعة مع إسرائيل

وصف المحلل الإسرائيلي، آموس جيلبوا، إيران بالعدو الأول للدول الإسلامية السنية في المنطقة العربية، كما أنها عدو إسرائيل كذلك، قائلا إن كثيرين قد يتصورون أنه من الممكن إنشاء تحالف عسكري بين إسرائيل والدول السنية «المعتدلة» وعلى رأسها السعودية؛ لمواجهة إيران والتي تعتبر جارا مزعجا لجميع من حولها، مؤكدا استحالة ذلك التوقع على الجانب العملي والنظري أن تتحد السعودية مع إسرائيل في وجه التهديدات الإيرانية.

وقال المحلل الإسرائيلي، في مقال نشره اليوم، الخميس، موقع «نيوز 1» العبري، إن اتحاد إسرائيل والسعودية على حد سواء أمر مستحيل، والحديث عن هذا الموضوع «وهم كبير»؛ لأسباب جوهرية، والأمر مثل أن يعتقد أحد ما أن الدول العربية السنية «المعتدلة» ستسمح بالضغط على الفلسطينيين من أجل إظهار شيء من المرونة في مواقفهم من أجل التوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل.

وأضاف «آموس» أنه في حالة استطاع الإسرائيليون التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين بمساعدة الدول السنية «المعتدلة»، فإن ذلك يمكن إسرائيل من إقامة اتفاقيات مع السعودية وغيرها من دول الخليج تمكننا أيضا من تشكيل معهم تحالف عسكري ضد إيران؛ مؤكذا أن من مصلحة إسرائيل إجراء حوار أمني هادئ مع السعودية.

وتابع المحلل الإسرائيلي: «أعتقد كذلك أنه من مصلحة السعوديين التعاون مع إسرائيل ولو من تحت الطاولة».

ويعود «آموس جيلبوا» من جديد لاستبعاد هذا التصور، قائلا: «في تقديري.. يجب أن نفهم الفوارق الجوهرية بين التحديات الأمنية التي تواجه السعودية بسبب إيران وبين ما تحياه إسرائيل، فهناك فجوات تضع قيودا حول التعاون الأمني الواسع بين الطرفين، لاسيما وإن كان تعاونا معلنًا».

واستعرض المحلل الإسرائيلي الأسباب التي تجعل هذا التعاون بين السعودية وإسرائيل مستحيلا، قائلا إن في مقدمتها أن إيران حاليا تستهدف نظام المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي يجعلها تعمد إلى القيام بعمليات تخريبية، على سواحل الخليج العربي، حيث تتركز الكثافة السكانية الشيعية في شرق المملكة، وفي نفس التوقيت تضغط طهران عسكريا عبر أزمة اليمن، بيد الحوثيين، وبمقارنة الوضع نجد أن إسرائيل، لا تواجه مثل هذه التهديدات من إيران، وإن كان ذلك يحدث بشكل بعيد عن طريق ما أسماه «الإرهاب» في هضبة الجولان من خلال بعض الخلايا التابعة لإيران هناك، فضلا عن التهديد الدائم من قبل «حزب الله» المدعوم من الدولة الشيعية في لبنان.

وأضاف: "يمكن وصف التنافس بين السعودية وحلفائها (مصر والأردن والإمارات) بأنه صراع سياسي وديني قديم بين «السنة والشيعة» تحولت فيه الأخيرة إلى أكبر دولة تضم الشيعة منذ مطلع القرن الـ «16»"، متسائلا باستنكار: «هل من المنطقي أن تقحم إسرائيل نفسها في صراع علني كهذا؟».

ويردف: «آموس» أن «المنطقة العربية حتى هذه اللحظة لم تشهد أي تحالف سني؛ بسبب انقسام الدول السنية تجاه سوريا والتي استطاعت إيران استغلال أزمتها لتعلن دمشق تحالفها مع طهران»، متسائلا بسخرية: «هل على إسرائيل أن توحد السعودية وتركيا مثلا، في تحالف مشترك ضد الشيعة؟».

وبعد استعراض الأسباب الثلاثة لاستحالة التحالف بين السعودية وحلفائها السنة مع إسرائيل في العلن زاعما بأن ذلك قد يكون ممكنا في الخفاء، ولن يكون إلا من خلال إشراك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمر، منوها بضرورة ألا تقدم إسرائيل على أي خطوات وصفها بأنها «عديمة المسئولية» خلال تلك الفترة التي قد تشهد التحالف السري، مثل أن تضم مناطق بالضفة الغربية، وألا ترفض الحوار السياسي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وألا تتعنت إذا ما قدم الرئيس الأمريكي مبادرة لتسوية سلمية.

ويخلص المحلل الإسرائيلي في نهاية مقاله، إلى أنه أمام كل هذا يعتبر التحالف السعودي الإسرائيلي شيئا من الوهم.