الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد عامين من تدخل التحالف العربي.. تعرف على توزيع النفوذ في اليمن.. القوات الحكومية تسيطر على ثلثي الأراضي.. والحوثيون يفرضون قبضتهم على أهم المناطق

صدى البلد

لا تزال اليمن تعيش تحت وطأة الحرب التي لا تنتهي بين التحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران.

وتشهد البلاد هذه الأيام الذكرة الثانية لبدء السعودية المدعومة بالتحالف العربي حملة عسكرية لإعادة تنصيب الحكومة المعترف بها دوليا على رأس الحكم في العاصمة صنعاء، بعد انقلاب الحوثيين المدعومين من قوات الرئيس علي عبد الله صالح على السلطة وسيطرتهم على قطاعات واسعة من البلاد.

ويرصد "صدى البلد" في خريطة مناطق السيطرة وتوزيع القوى على الأرض في اليمن في الوقت الذي تمر الذكرى الثانية للتدخل العسكري العربي لإعادة الحكومة الشرعية.

وتظهر الخريطة سيطرة القوات الشرعية الموالية للحكومة على الجزء الأكبر من البلاد، بينما يتركز تواجد الحوثيين في الولايات الشرقية والشمالية الشرقية في اليمن، مع إبقاء يديهم على العاصمة، صنعاء.

توزيع القوى
استطاعت القوات الحكومية المدعومة من السعودية والتحالف الدولي تحقيق نجاحات واسعة في الحرب في اليمن، في الوقت الذي يمر عامين على انطلاق عملية تحرير البلاد من سيطرة الحوثيين.

وأصبحت القوات الحكومية على أبواب مديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، كما سيطرت هذه القوات وحلفائها من جنوب اليمن على مركز مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر، بالإضافة إلى مكاسب مهمة على الأرض في محافظات تعز ومأرب والجوف.

كما سيطرت القوات الحكومية أيضا في نهاية عام 2015 على مدينة عدن، أهم المدن اليمنية، وعاصمة اليمن الجنوبية القديمة.

تحتفظ القوات الحكومية بنفوذها على 8 محافظات جنوبية تشكل نحو 70 بالمائة من المساحة الكلية للبلاد، مقابل 11 محافظة شمالية وغربية كثيفة السكان (80 بالمائة من السكان) ما تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقت تتنازع فيه هذه الاطراف، نفوذا متفاوتا في ثلاث محافظات هي مارب وتعز والجوف.

نفوذ الحكومة
وبحسب شبكة "مونت كارلو الدولية"، فإن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادئ، تسيطر على كامل المحافظات الجنوبية والشرقية تقريبا التي تمثل نحو ثلثي المساحة الكلية للبلاد، غير أن الحوثيين وقوات الرئيس السابق تحتفظ بجيوب متفاوتة الأهمية في محافظات شبوة وأبين والضالع ولحج.

وتتمثل المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة.

مناطق نفوذ الحوثيين
يستميت تحالف الحوثيين والرئيس السابق من أجل الحفاظ على نفوذ إداري ومالي في محافظات الشطر الشمالي السابق من البلاد بما فيها العاصمة صنعاء.

لكن هذا التحالف الداخلي، يواجه تحديات عسكرية وأمنية كبيرة، خاصة في محافظات حجة والبيضاء، وذمار.

وتتمثل الولايات التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء وعمران وصعدة وحجة والحديدة والمحويت وذمار وإب والبيضاء وريمة.

مناطق الصراع

على الجانب الآخر، تشكل بعض الولايات نقطة الصراع الحالي وتتفاوت السيطرة بين الطرفين فيها، هذه المحافظات هي مأرب والبيضاء وتعز وصعدة، بالإضافة إلى الجوف.

وتمثل ولاية مأرب أهمية كبرى في الحرب، لاسيما لكونها ولاية نفطية مؤثرة في الحرب.

وعلى الرغم من سيطرة القوات الحكومية على غالبية أراضيها، إلا أن الحوثيين لا يزالون يحتفظون ببعض النفوذ العسكري في مديرية صرواح غربي المحافظة.

تعز هي الأخرى لا تقل أهمية عن مأرب وربما تفوقها، إذ إنها تشكل مركز الثقل السكاني جنوب غرب البلاد وتشكل وحدها نسبته 13% من إجمالي عدد سكان اليمن.

تضم محافظة تعز الممتدة إلى مضيق باب المندب 23 مديرية يبسط حلفاء الحكومة نفوذهم على 11 مديرية منها، بما فيها مركز المحافظة، فيما يسيطر الحوثيون وقوات الرئيس السابق على 9 مديريات تتحكم بطرق إمداد ومنافذ رئيسية غربا نحو سواحل البحر الأحمر، وشرقا نحو مدينة عدن وشمالا نحو العاصمة صنعاء، في حصار محكم على المدينة منذ منتصف العام 2015.

مأساة بشرية
بحسب الأمم المتحدة، فقد خلفت هذه الحرب التي تقسم اليمن أكبر الكوارث الإنسانية والتدميرية خلال الأعوام الأخيرة.

وتسببت الحرب في مقتل 10 آلاف شخص وإصابة 42 ألفا آخرين، كما خلفت 18.8 مليون شخص بحاجة لكل أشكال المساعدة الإنسانية، إضافة إلى 10 ملايين شخص أخرين بحاجة لمساعدات إنسانية فورية للبقاء على قيد الحياة.

يضاف إلى ذلك 3 ملايين نازح و3 ملايين فقدوا أعمالهم و2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.