الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"داعش" يحول "يوتيوب" لشبكة إلكترونية لتجنيد عناصر جدد بعد "هجوم لندن".. و"ديلي ميل" تهاجم "وسائل التواصل غير الاجتماعية"

صدى البلد

  • "تايمز": التنظيم نشر مئات الفيديوهات العنيفة عبر "يوتيوب" بعد هجوم لندن
  • مواقع التواصل الاجتماعي شكلت تحالفا لمحاربة "المحتوي الإرهابي" في 2016
  • خبراء: التنظيم حقق أرباح من استخدام علامات تجارية في دعايته

قالت صحيفة "تايمز" البريطانية، أمس الاثنين، إن تنظيم "داعش" لجأ مؤخرا لموقع "يوتيوب" لتوظيفه عقب هجوم لندن لاستقطاب عناصر جديدة، في إطار خطته لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره ومقطع الفيديو التي ينتجها.

وذكرت الصحيفة أن تنظيم “داعش” نشر المئات من تسجيلات الفيديو العنيفة عبر "يوتيوب" بعد هجوم لندن الأسبوع الماضي في محاولة للاستفادة من المأساة، وأضافت أن شركة جوجل، التي تملك "يوتيوب" فشلت في منع عرض هذه الفيديوهات رغم أن العشرات منها نشر تحت أسماء تدل على علاقتها بالتنظيم مثل : دولة الخلافة أو وكيل تنظيم “داعش”.

وأشارت إلى أن العديد من مقاطع الفيديو التي نشرت على "يوتيوب" أنتجها الجناح الإعلامي للتنظيم وبتقنيات عالية، وغلبت عليها عمليات قطع رؤوس ومشاهد عنيفة جدًا يظهر فيها أطفال، وأن أحد الشرائط المسجلة المتداولة على اليوتيوب جاء بعنوان "خمسة كفار قتلوا في لندن، والآلاف من المؤمنين قتلوا بسبب الضربات الجوية الأمريكية"، مضيفًا أن فيديو آخر جاء تحت عنوان "من هم الإرهابيون الحقيقيون؟".

وأضاف أن فيديو آخر أنتجته "الأنبار"، الوكالة الإعلامية للتنظيم، جاء تحت عنوان "توثيق هجوم وستمنستر" يجب مشاهدته.

ونشر على "يوتيوب" بيان للتنظيم بعد هجوم لندن يزعم أن "مسعود كان جنديًا من تنظيم "داعش"، ولا يزال الفيديو على اليوتيوب وكتب أحد الداعمين والمؤيدين للتنظيم " الله أكبر، شاكرًا الله".

وفي فيديو آخر، بث على "يوتيوب"، أمس، يظهر تسجيل بطيء لقتل أحد السجناء بإطلاق رصاصة في رأسه، وفيديو آخر يظهر عناصر من التنظيم يصدحون بأغنية "سنقطع أعناقهم بسكاكين حادة وسنشرب من دمائهم اللذيذة والحمراء الغامقة".

وقال إنه "بعد الكشف عن هذه التسجيلات المصورة للتنظيم والمنتشرة على اليوتيوب، سيتوجب على جوجل تفسير لماذا يتمكن تنظيم من الحصول على منصة لترويج نشاطاته على مواقعها".

وفي سياق متصل، جاءت افتتاحية صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بعنوان "وسائل التواصل غير الاجتماعية"، وقالت الصحيفة إن "أدريان آجو (الاسم السابق لمنفذ هجوم وستمنستر)، الرجل الذي قتل أربعة أشخاص في وستمنستر الأسبوع الماضي، أرسل رسالة على تطبيق "واتساب" قبيل تنفيذه الهجوم".

وأضافت الصحيفة أن الشرطة البريطانية والأجهزة الأمنية التي تحقق في هذا الهجوم تود وبكل وضوح معرفة الشخص الذي أرسلت له الرسالة، إلا أنهم لا يستطيعون ذلك لأن جميع وسائل التواصل الاجتماعية مشفرة، وأوضحت الصحيفة أن أحد مزايا الواتساب أنه مشفر ولا تستطيع الشركة نفسها قراءة الرسائل.

وأردفت الصحيفة أن آمبر رود، وزيرة الداخلية البريطانية تطالب بضرورة تمكين أجهزة الاستخبارات من الإطلاع على الرسائل الإلكترونية المشفرة، وقارنت الصحيفة بحادثة جرت في أمريكا العام الماضي حين رفضت شركة "آبل" الاستجابة لطلب قدم للمحكمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ليستطيعوا الاطلاع على المعلومات داخل هاتف الايفون الخاص بقاتل محترف.

وختمت الصحيفة بالقول إن "الواتساب يفتخر بالخصوصية الشخصية التي يوفرها لزبائنه، إلا أن عليه تقبل فكرة أنه يُساء استخدام هذه الخدمة احيانًا، و عليها العمل على توفير طريقة لتجاوز هذه الخصوصية في ظروف استثنائية".

يذكر أن شركات "فيس بوك" و"مايكروسوفت" و"تويتر" و"يوتيوب" شكلت شراكة عالمية، في ديسمبر 2016، بهدف تسريع عملية كشف المحتوى "الإرهابي الطابع" على شبكة الإنترنت، ووقف انتشاره.

وقررت الشركات الأمريكية الأربع إنشاء قاعدة بيانات مشتركة، تتضمن "البصمات الرقمية" للصور أو شرائط الفيديو الترويجية والمُعدَّة للاستقطاب والتجنيد التي تنشر على منصاتها، وفق رسالة مشتركة نشرتها على مواقعها.

وقالت إنه "عبر مشاركة هذه المعلومات يمكننا استخدام (هذه البصمات الرقمية) للمساعدة في كشف المحتوى الإرهابي الطابع على منصاتنا الجماهيرية"، لن يتم في المقابل سحب أو حجب أي رسالة بصورة آلية، إذ يعود إلى كل شركة أن تقرر إن كان المحتوى المحدد يخالف أنظمتها، ثم تقرر كل منها بصورة مستقلة ما الصور وأشرطة الفيديو التي ستضيفها إلى القاعدة المشتركة.

وقالت إنها تريد البدء مع الصور والأشرطة ذات المحتوى "المتطرف والواضح" التي سحبت من منصاتها، وبالتالي "التي يتوقع أنها تنتهك أنظمة كل شركاتنا".

وقالت مايكروسوفت وفيس بوك وتويتر ويوتيوب (المتفرعة عن جوجل) كذلك، إنها تريد دراسة كيفية "إشراك شركات أخرى في المستقبل" لكنها أصرَّت على أن كلًا منها ستواصل بشكل مستقل معالجة طلبات المعلومات أو سحب المحتوى التي تتلقاها من أجهزة الأمن أو الحكومات.

وخلال الأشهر الماضية، ضاعفت الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وحكومات أخرى مطالبة الشبكات الاجتماعية بمكافحة الدعاية الجهادية على الإنترنت، وعلى الإثر قالت تويتر إنها علقت منذ منتصف 2015 أكثر من 360 ألف حساب تروج للإرهاب، وإنها لاحظت تراجعًا في استخدام الجهاديين لمنصتها، وفق شينيد ماكسويني، نائبة الرئيس، المكلفة بالسياسات العامة للشبكة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

تحظر معظم الشبكات الاجتماعية استخدام المحتوى الذي يحضُو على العنف أو يمجِّد الإرهاب. ولكن حتى مع تحسين أدوات الكشف الآلية يؤكد القطاع أنه لا يملك قواعد خوارزمية "سحرية" لكشف المحتوى المشتبه به، ويعتمد في ذلك كثيرًا على المستخدمين.

وقالت إحدى الشركات الأربع إن نشر محتوى "إرهابي الطابع" على الإنترنت هي "مشكلة ملحة ينبغي أن توليها شركات التكنولوجيا اهتمامًا خاصًا"، وتبرر بالتالي المبادرة المشتركة المعلنة الإثنين.

ولكنها أصرَّت على أن هذا لا يشكل "قاعدة جديدة" للتصدي لكل أنواع المحتوى غير المرغوب به، مثل العنف أو الاستغلال الجنسي للأطفال على سبيل المثال.

يذكر أن شركة "مرسيدس بنز" التى كانت تستعد لإطلاق سيارتها الجديدة من فئة "E"، منذ أسابيع، تفاجأت بإعلان عن هذه السيارة الحديثة ملازم لشريط فيديو يعود لتنظيم "داعش".

حيث يظهر إعلان لمرسيدس من الفئة E.، بعد ثوان من بدء الفيديو الذي يبدو فيه العلم الأسود لـ"داعش" مع أغنية تمجد التنظيم، وتظهر النجمة الثلاثية لعلامة مرسيدس التجارية أيضا على فيديوهات لتنظيمات وأحزاب متطرفة أخرى، بينها فديوهات لقناة الحزب البريطاني اليميني المتطرف على اليوتيوب.

وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية التي نشرت تحقيقا عن تمويل شركات عالمية، ولكن من دون قصد" لتنظيم "داعش"، إن مرسيدس ليست إلا واحدة فقط من مئات العلامات التجارية الغربية التي تظهر في مواد اعلامية متطرفة أو مثيرة، فشركة جاجوار لديها أيضا إعلانات تظهر في أشرطة فيديو لمتطرفين.

كما يظهر أيضا إعلان لمنتجعات "ساندالز" السياحية، قرب فيديو يروج لحركة الشباب الصومالية التابعة لـ"القاعدة"، وقالت ناطقة باسم الشركة إنها بذلت "كل جهد" لوقف ظهور الإعلان ضمن فيديو غير لائق.

هذا وتبرز أيضا إعلانات لـ"هوندا" و"تومسون رويترز" و"هاليفاكس" ومتحف فيكتوريا وألبرت وجامعة ليفربول وغيرها على فيديوهات متطرفة وضعها على يوتيوب مناصرون لمجموعات بينها المجموعة النازية "كومبات 18".

وبعدما أخطرت "تايمز" شركة جوجل، التي تملك منصة التواصل الاجتماعي، بالأمر، حذفت بعضا من هذه الفيديوهات.

وقال ناطق باسم شركة جوجل: "في ما يتعلق بمحتويات يوتيوب، نحن نحذف الفيديوهات التي تنتهك قواعدنا ونعتمد سياسة عدم التساهل مع المحتوى الذي يحرض على العنف والكراهية".

ويضيف أن بعض الفديوهات على يوتيوب قد يكون مثيرا للجدل وعدوانيا، "لذا نسمح فقط بالإعلان مع الفيديوهات التي تندرج في إطار مبادئنا الإعلانية التوجيهية".

ويقول خبراء القطاع إن ظهور إعلانات لعلامات تجارية كبيرة على فيديوهات غير لائقة كهذه يوفر عشرات آلاف الدولارات شهريا للمتطرفين، مشيرين إلى أن أي إعلان يظهر إلى جانب شريط فيديو على يوتيوب مثلا يوفر عادة لمن حمَّله، أيا كان، 7.69 دولار لكل ألف مشاهد، علما أن بعض الفيديوهات الأكثر شعبية للمتطرفين يشاهدها أكثر من مليون شخص.