الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسلام بين مطرقة القاعدة وسندان داعش


بات خطر الفكر المتطرف داهمًا وأضحت تهديداتُه الصارخة عائقًا أمام اقتناع غير المسلمين بسماحة الإسلام.

وأصبح شبح الإرهاب بمثابة ألمٍ في جسم من أراد تصحيحًا لأفكارٍ مغلوطةٍ ومفاهيم شابتها الضبابية وعدم الوضوح.

والغريب في الأمر أنْ ضرب التشعبُ جذورَ التطرف فغدا كالحشرة التي لها رأس واحدة بينما أرجلها أربعة وأربعون.

فهل اختلف التنظيمان أم أن مصب نهرهما واحد؟ وهل في هذا ضلال أو تضليل أم أن العالم على دراية بما يضمره هذان الكيانان اللذان يمثلان دفتي ضرر وضرار قد لحقا بالمسلمين وبمستقبلهم ناهيك عن أنهما قد ضربا صرحهما في مقتل.

وإلى متى سيظل فرسا رهان الشَّرِ هذان يركضان في دروب المستحيل ويمرحان في مضمار التيه؟ وإلامَ سيظلان يدميان الأفئدة ويبكيان العيون ويؤجِّجان نيران الصدور ويسجِّران النفوس؟ وإلى متى سيُمْنى صرح المسلمين بغدر طعناتهما التي، وإن لم تكن نافذة، فهي مشوِّهة؟ وهل سيعودان مكبلين منكسي رؤوسهما ومطأطئيها؟ وهل سيرجعان بخفي حنين؟ وهل سيهويان في حفرة النسيان بعيدة الغور؟ وهل سيلفان بأكفان الخيبة لِتَتِمَّ مواراتهما في إقليم الصمت الأعلى. أم أنهما سينالان بغيتَهما المتمثلة في تشويه سماحة دين حنيف؟

رغم الصراع والانشقاق، وإن شئت فقل الشقاق، الذي يسود ويقود أيديولوجيات هذين الكيانين، إلا أن منبتهما واحد وجذورهما واحدة ذلك لأنهما قد نتئا في ليلٍ ألْيَلٍ، أو إن شئت فقل أكْحَلٍ، ليل دامس بطئت كواكبه وكفت نجومه عن الترائي في الأفق وبكي عليهما قمرُه بل لم يكف عن النحيب جرّاء فعلتهما بل فعالهما. ليل نسجت ستائره بخيوط الجهل والجهالة. ونحن نناديهما بلا كللٍ ولا ملل أن عودا إلى رشدكما فإنا لكما ناصحون ولفكركما مصححون.

أما آن لبريق شركما أن ينطفئ ولأهواء شيطانكما أن تنجلي؟ فمثلكما يُخْشى على الأغنام ذئبُه، وطريقكما بعدم الوضوح مرصوف ومحفوف ورياح سمومكما تهز كياننا ونيران أفكاركما تلفحنا وتغشانا. ونحن في انتظار فجر يُنهي بنوره ظلامَ كهوف الفكر المتطرف وفي انتظار شمس تشرق في عيون الظلمة وفي انتظار صوت يعلو وسط ضجيج صمت الغي وفي انتظار سيف يمزق حجاب اليأس وفي انتظار من سيسفه أحلام الفساد الفكري حتى لا يستطيع لنفسه ضرًا ولا نفعا.

فقد دق ناقوس الخطر بعدما رست مراسي الإرهاب في بحار الكذب ووسط شطآن العنف والفزع. ونحن في بحث دائم بل دؤوب عن طوق نجاة وسفينة إنقاذ من براثن هاوية الفكر العبثي هذه. وحتما سيبقر جواد فكركما المنحرف بسيف الحق...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط