الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هاني عسل: مقاطعة البورسعيدية للسمك أشبه بـ«زواج البابا»

صدى البلد

قال الكاتب الصحفي، هاني عسل، إن مقاطعة "البورسعيدية" و"الدمايطة"، السمك، أشبه بأن يتحرك هرم خوفو من مكانه، أو أن يتزوج البابا، كما تقول النكتة الأوروبية!

وأضاف «عسل»، في مقال له بجريدة الأهرام، طبعًا حملات مقاطعة السمك انطلقت فى أكثر من محافظة، تحت شعارات مختلفة أشهرها «بلاها سمك»، ولكن أن يشارك فيها أبناء المحافظتين، فهذا له معنى آخر.

وأوضح أن السمك بالنسبة لهاتين المدينتين الساحليتين يعنى كل شيء، بل هو الحياة نفسها، فهو الوجبة الأساسية الأكثر توافرًا، والأقل سعرًا، والألذ طعمًا، والأكثر إشباعًا، وملاءمة لظروف الطقس والعمل هناك.

وأشار "عسل" إلى أن السمك فى دمياط وبورسعيد كسندويتش الفول والطعمية فى القاهرة، وكوب الشاى فى الصعيد، وحلة «الطبيخ» فى محافظات الدلتا، وست البيت الدمياطية والبورسعيدية تتفنن فى عمل عشرات الأصناف من الأكلات الشهية التى يدخل فى صناعتها السمك والجمبرى والذى منه.

وأكد أن حملة «بلاها سمك» التى بدأت قبل أيام هدفها «قرص ودن» تجار السمك، بعد أن رفعوا سعر الأسماك إلى أرقام فلكية خرجت عن حدود المعقول، بما فى ذلك أرخص الأنواع، وعلى رأسها البلطي.

وعن الأسباب والمبررات يقول الكاتب الصحفي هى دائما غير منطقية، وغير مفهومة، فالتاجر يتعلل بسعر الدولار، وهو يعرف تماما أنه لا علاقة للسمك بالدولار، ولكنه «الجشع» الممزوج بالوقاحة والغباء معا، بدليل أن الأسعار لم تنخفض قرشا واحدا عندما هبط الدولار.

ولفت إلى أن بعض الخبراء «أفتى» بأن ارتفاع الدولار أغرى كبار تجار الأسماك بتصدير منتجاتهم للخارج، وبالتالي، شح المعروض فى السوق المحلية، فارتفع سعره، خاصة مع تزايد الإقبال عليه قبل شم النسيم، والمسألة فى النهاية عرض وطلب، وهذا غير صحيح، ففسيخ شم النسيم «بورى»، والتصدير أيضا لم يبدأ بعد، ولم تر الدولة منه دولارا واحدا، والمعروض المحلى من السمك «هوه هوه»، والكمية لم تتغير، كما لا يمكن بطبيعة الحال عرض السمك، ثم إعادة تصديره، ولكنه «الكذب» و«الاستهبال» الذى يسميه بعض التجار «شطارة»!

وويضيف عسل مع بداية حملة «بلاها سمك»، بدأ تجار السمك يفضحون بعضهم البعض، فالتاجر الكبير يقول إن هامش الربح لديه عند حده الأدنى، وهذا غير صحيح، لأن الحقيقة أنه يريد هامش ربح مليون فى المية، ولولا ما يحققه هذا «الحوت» من ربح مضاعف لما وجد أموالا يشترى بها عشرين فيلا وشاليها وسيارة، ويلحق أبناءه بالمدارس الدولية التى بنيت خصيصا من أجله!

وتابع: أما التاجر الصغير فيزعم هو الآخر أن أسعار البيع تفرضها عليهم أسعار التوريد من التجار الكبار، وعلى لسانه دائما عبارة «السوق نايمة»، وهذا أيضا غير صحيح، لأن التاجر الصغير هو الآخر يصر على تحقيق هامش ربح لا يقل عما يحققه التاجر الكبير من حيث النسبة المئوية، وما يفعله فيه التاجر الكبير يفعل مثله فى الزبون، «تجارة بقى»!

واستطرد: إزاء هذا «الدلع» من الطرفين، لا يجد الزبون سوى أن يقاطع هذا وذاك، لكى ينقل لهما رسالة مفادها أنه «كده كتير»، و«للصبر حدود»، وأن سلعتك غير أساسية بالنسبة لي، ولا أقبل أن أشتريها بهذا السعر حتى وإن كان معى ثمنها، فمن الضرورى أن تكون لنا كلمة، وأن ننتصر على بطوننا التى استعبدتنا، ولنتعلم ولو جزء ضئيل من التضحية من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنا، فقط مطلوب أن «نسترجل» شوية، وأن ندرك أن معركة الأسعار هى حرب «عرض وطلب»، لا قرارات حكومية.

وتساءل عسل لماذا السمك فقط؟ طب ما «بلاها سجاير»، و«بلاها مولات» و«بلاها قهاوي»، و«بلاها رغى فى الموبايل»، و«بلاها عربيات»، و«بلاها لحمة»، وبلاها أى سلعة أو خدمة يرتفع سعرها بصورة مبالغ فيها ونتوهم أن الحياة من دونها مستحيلة!

واختتم مقاله: ولنتذكر مقولة لينين الرملى: «لن تُمتهن إلا إذا توسلت، ولن تُحتقر إلا إذا تلهفت»!