الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدبلوماسي لا يكذب ولكن يتجمل!


في كامل حدود اللياقة واللباقة والأخلاق، وبكامل عزتي وشموخي وشممي، لا قبل لي بالرد على تلك الإرهاصات، التي يراها هؤلاء الأرمن دون الحقيقة حقيقة، لأن الرد الموازي بنفس الكيفية سيأخذ مني وينال، وهذا مالم أتعلمه، لذا فإجلال لمقامي رجحت الصمت، فالخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

لكن إن حسبتم أن تجرأكم على شخصي، سيحيد بي عن قضية الاحتلال الأرميني للأراضي الأذربيجانية، فهذا مما لايدع مجالا للريب، لم ولن يكون، فتلك قضية في نفسي، تسكن سكون الإيمان الذي لايتزعزع، وتشكل لدي كل العقيدة من أن للإستيطان أمد وله نهاية إن طال او قصر.

فلقد سمعت كثيرا من الكذب والتضليل والإفك، لكن أن يصبح لديكم عبادة، وأن تتخذوا من إغتصاب الأرض تخصصا، بالطبع هذا التخصص لانجيده، فصدقا قولكم بعدم تخصصنا ولكن عدم تخصصنا في إغتصاب الأرض، فليس هناك من هو أعلم به منكم، لأنه في نطاق تهيئاتكم وإستخفافاتكم بعقولنا، قبل أسيادكم، وفي نطاق أيديكم الملطخة بالدم.

فلقد مارستم بحرفية منقطعة النظير، شهد بها العالم كل طرائق الإستيطان الإجرامي الدموي على الأراضي الأذربيجانية، وكم من مذبحة إرتكبتموها بحق هذا الشعب الكريم، دون أن تمس مضاجعكم صحوة الضمير، فمن مذبحة خوجالي.. لإحتلال خوجاوند.. وإحتلال خانكندي.. وإحتلال عسكران.. ومدن حادروت.. شوشا.. لاشين.. كليجر.. اغدره.. اغدام.. جبرائيل.. فضولي.. قبادلي.. زنقيلان.. باكو.. زانكازور.. اوردوباد.. ايرفان.. ناختشان.. قازاخ.. اوجمؤذن.. جوانشير..

مذابح ومجازر وقتل ودم ورصاص وإحتلال وضلال وإغتيال للشباب والرجال والنساء والأطفال والشيوخ والحوامل والرضع، فتحول رجال ونساء أذربيجان إلى ثكالى وأرامل وجرحى ومرضى يشيب لها الولدان، ومنها من قلبتم فيها الحقائق وألبستم فيها الباطل ثياب الحق، فتفوقتم حتى على العدو الصهيوني الذي لم يرتكب حتى القدر اليسير منها طيلة فترة إستيطانه للأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن الضمير الحق الذي تلوون به ألسنتكم لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب في شئ، أنتم أضل الناس عنه، فلو أعطيتم لأنفسكم سويعات وطرحتم إفككم مليا لرؤية الموقف، وتفنيد الدفوع بمنتهى الحيادية لكتبتم بأقلامنا أكثر مما نكتبه نحن، لكن.. أفأنت مسمع من القبور؟.

أما عن العلوم الدبلوماسية، وعن إنتهاج الأخلاق الدبلوماسية التي تعلمناها من أرباب الدبلوماسية على وجه الأرض عامة، ومن الدبلوماسيين والمستشارين والسفراء والخبراء الأنقياء الأذربيجانيين خاصة، والتي أنتم أبعد ماتكونوا عنها، وأن أهم الأسس والبنود الدبلوماسية التي درستها في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، وشربتها في الدبلومات والدراسات العليا في الشئون الدبلوماسية والقنصلية، والعلاقات الدولية والسياسية، وكذلك تعلمتها من أساتذتي الأذربيجانيين، أساسها الرئيسي أن (الدبلوماسي قد يتجمل لكن لايكذب)، أليس من الخذلان أن تلطخوا ثياب الدبلوماسية تارة بالكذب وتارة بالدم.

أما أن قلمنا هذا يكتب لإرضاء سيد أو صاحب جاه أو سلطان، فهذا برئ منه إلا أن يكونوا أرباب حق لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهؤلاء الأذربيجانيون بنو صلاح الدين الأيوبي، هم سادة ليس لي وحدي، بل ولأسيادك وللعالم أجمع، سادة وقادة للعدل ركبانا، وللكرامة خلانا، وملوكا.

تاريخ أذربيجان زخم بالشهادة والشهامة، لكن من صفات العبيد أن يسترقوا السمع وأن يقلبوا الحقائق وينددوا، وتلوك ألسنتهم كل إفتراء وبهتان، وهذا مايبدو جليًا على مر تاريخ الإحتلال الأرميني الذي يقارب قرنين من الزمان.

أما نحن فنحن من سيدنا الضمير، نحن من وضعنا سننا لشرف الكلمة، جعلنا على الحق برهانا ودليلا، غير أن ردكم الموجه لشخصنا نحن المستشار الدبلوماسي سامح المشد بعيد عن مرمى قضيتنا، فليس هو إلا حديث من أكل من بقايا موائدنا فتجرأ علينا، وليس أدل من موقفكم هذا إلا على ضعف حجتكم بل ويزيد الى حد كفركم بها، لكن منابركم ومناصبكم ونواصيكم ستذهب أدراج الرياح إن وجد قلمنا مأربه، وأسمع به الزمان والعالم كله، وأقام به قيامتكم - وأصبح لقرارات الأمم المتحدة الأربع صداها، وهي: (٨٢٢ و٨٥٣ و٨٧٤ و٨٨٤ لسنة ۱٩٩٣).

هل هذا أيضا من باب الهذيان أم أنكم من يهزي ويضل ويضلل؟ - فلا حرج عليكم.. فحين تود مناظرتي.. عليك أن تقرع الحجة بالحجة، والدليل بالدليل، أما أن تنحيها جانبا وتتطرق لشأني الخاص، فهذا موقف الهزيل، الذي يخشى مايخشاه من أن يودي قلمي به وبهويته.

أما في شأن تضليل المجتمع المصري وخلق العنصرية والكراهية، فهذا صدى قولكم وفعلكم الذي طالما كانت مذبحة، أو مجزرة، أو محرقة، أو جريمة عليها ترجمان، فأبناء الشعب المصري عقلاء لاعملاء.. فقهاء لاسفهاء، لديهم فرقانا بين الحق والباطل، بين صاحب الحق وغاصبه.

تعلم المصريون الوطنيون المثقفون الشرفاء العلماء الأتقياء، أثرياء الفكر والعلم والمعرفة، فقهاء الرأي والكلمة، صانعوا الحضارة والمنارة على مر الأعصار والأزمان، كيف يوئدون الفتنة، وكيف يشعلون فتيل الحق، وكيف يضربون مدافع الصدق، وكيف يقيمون الدنيا ولم يقعدوها من أجل العدالة والضمير، هذا هو الشعب المصري الأمين، وفي هذا المقام.. وفي هذا المقال.. أنتم من أشعلتم نار الفتنة، ونسجتم من العنصرية رداءا وقائيا لأفاعيلكم، تترنح به آذان الأنعام لمناصرتكم، وإستجديتم من العالم وجودكم بإسم العنصرية، وباسم إضطهادكم المزعوم.

فالشعب المصري النابه المثقف المتحضر، البارع الواعي الواعد الصاعد المساعد، يجيد البحث في الحقائق، ويعلم مافي باطن الأمور ومابين السطور، ويستطيع تفنيد التاريخ المزيف الذي تتشدقون به وترتلونه في كل محفل من محافلكم الدبلوماسية والسياسية والإعلامية.

ياسيادة الملحق الدبلوماسي إستيفان جيفوركيان، الملحق الدبلوماسي لسفارة أرمينيا.. لابد أن تعي وتعلم علم اليقين، أنه سوف يأتي يوم ترد فيه المظالم، وتنكس أعلام الضلال، ويرفع علم يرقص ويرفرف اسمه (علم أذربيجان)، وقد استعادت كامل حريتها وحرمتها، وفرضت سيادتها وسياستها وسعادتها على كامل أراضيها، أرض النيروز والفيروز، أرض اسمها (أرض أذربيجان).
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط