الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لازم يكون عندك خربوش!!!


كلمات جائتني من صديق...
ما ينفعش هدوئك!
لازم يخافوا منك!
لازم يعملولك حساب!
لازم يشيلوا همك!
شغلك وكفائتك مش حيوصلوكي لحاجة!
شهاداتك ولا ليها لازمة!
مقالاتك لن تفيدك في شيء!

أنا: طيب أعمل إيه؟
الصديق: لازم يكون ليكي خربوش!!!
إنتي عارفة فلان جه ليه، وفلان قاعد ليه، وعلان مأبد علشان إيه؟
الإجابة: علشان ليهم خربوش

تلك الكلمات لم تأت بجديد، كلمات كنت أحاول أن أقنع نفسي بعكسها.

طيب قولولي....
مطلوب أعمل إيه لما الكلام ده يقال لي بعد تصريح سيادة الرئيس باتاحة الفرص أمام الكفاءات؟
مطلوب أعمل إيه لما الكلام ده يقال لي بعد تصريح ضرورة إيجاد آلية لإفراز الكفاءات؟
مطلوب أعمل إيه لما الكلام ده يقال لي بعد حضور سيادة الرئيس لمؤتمرات متعاقبة للشباب؟
مطلوب أعمل إيه لما الكلام ده يقال لي بعد الإعلان عن عام الشباب؟
مطلوب أعمل إيه لما الكلام ده يقال لي بعد الإعلان عن أن العام الحالي هو عام المرأة؟

معقول..
الكلام ده يتم ترديده بعد ثورتين!
الكلام ده يتم ترديده بعد اختفاء أنظمة، وظهور كيانات مؤسسية جديدة!
ده إحنا على قديمه بأه.

ده لو كلام صديقي مظبوط، الموضوع كده حايكون محتاج ترسانة حربية، أو قنبلة نووية إن استلزم الأمر، مش بس خربوش، ده الموضوع أكبر من مجرد خربوش.

بالتمعن في كلام صديقي، وربطه بمجريات الأحداث أجد أمثلة على صدق كلامه، أمثلة تؤكد أهمية تدخل أصحاب المخالب.

فعلى سبيل المثال، صديقة مقربة مني ذات كفاءة عملية يشهد لها الجميع، وشهادات علمية يعترف بها الجميع، تقدمت لشغل إحدى الوظائف التي من المفترض أنها مرموقة، وكان مطلوب أربعة أشخاص، وتظهر النتيجة ليتم قبول ثلاثة فقط، والثلاثة المقبولين ذوي إمكانيات علمية وعملية أقل منها، ويتم رفضها، لم تمل تلك الصديقة، تعاود التقديم مرة ثانية، فيتم إلغاء المسابقة، بالها طويل، قدمت مرة ثالثة، فيتم إلغاء المسابقة مجددًا، خير يعني!!!

وخلال الحياة العلمية لتلك الصديقة حاولت أن تسترشد بأشخاص دائمًا ما يرددون أهمية تقديم العون للآخرين وإتاحة الفرص والتوظيف الأمثل وكلام اقتصادي على أعلى المستويات، ليمدوا لها يد العون أو التوجيه للأفضل، لكن تفاجأ بأن أفعال الكثيرين منهم تختلف كل الاختلاف عما يرددونه، فأفعالهم تنم عن السيطرة وحب الظهور والتملك والاستئثار لأنفسهم بكافة المميزات والغريب في الأمر أنهم يحصلون على دعم كامل ومستمر طوال الوقت، ويصلون إلى أعلى المراتب، ويحتفظون بتوجيهاتهم الثمينة لأصحاب المصالح وأصحاب المصالح فقط.

تلك الصديقة صدقت أيضا شعارات المنظمات الدولية، من أهمية تشجيع المرأة، وتحقيق العدالة والمساواة، واختيار الأكفأ، فأخذتها الحماسة وتقدمت إلى العديد من الوظائف الملائمة لكفائتها في تلك المنظمات العاملة في مصر، وكثيرًا ما يتم اختيارها ضمن أفضل المتقدمين، إذن هناك اتفاق على كفائتها، وتخوض الاختبارات، لتفاجأ بأن تلك الاختبارات معظمها تمثيليات، وأن الأمر بات محسومًا لاختيار شخص معين، وذلك باعتراف الكثيرين.

أخشى ما أخشاه أن تتحول حياتنا إلى تمثيلية كبيرة، نعلن فيها عن شعارات، ولا نقوم بتنفيذها، فنخسر الكثير، ولا نحقق الكثير، تحقيقًا لأهداف قلة قليلة منتفعة، ويذكرني قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".

فيا أصحاب المخالب، تذكروا مقولة "حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر"، رجاءً أن يكون تدخلكم لنصرة مظلوم، وخلاف ذلك لن نصل إلى شيء.

وعلينا جميعًا ألا نفقد الأمل في المطالبة بالحقوق ما دمنا نقوم بواجباتنا وأكثر، وألا نكف عن السعي بهدف الارتقاء لما هو أفضل، وكلنا ثقة في الله، بأنه سيسخر لنا أي من أصحاب المخالب إن استلزم الأمر تدخل أي منهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط