الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو الخياط : الزعماء في ذاكرة الأجيال نقطة فوق حرف ساخن

الكاتب الصحفى عمرو
الكاتب الصحفى عمرو الخياط

قال الكاتب الصحفى عمرو الخياط عبر مقالته أن ست سنوات مرت علي اندلاع ٢٥ يناير انتهت بحصول الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علي براءته النهائية من تهمة قتل المتظاهرين، لقد بدأت تلك السنوات بحالة غضب جارفة تجاه مبارك ثم دعوات للمحاكمة أعقبها حالة اعتياد لمشهده داخل القفص صاحبها اندهاش من قدرته علي التماسك والمواجهة، بعدها نشأت حالة من التعاطف انتهت برغبة جارفة في تتبع أخباره وإعادة تقييمه ورصد إنجازاته مقابل أخطائه.

تابع الخياط أننا لسنا هنا بصدد الحديث عن مبارك رغم كونه حالة فرضت نفسها علي الرأي العام المصري وصحافته وإعلامه، إنما بصدد تحليل للحالة المزاجية للشعب المصري وقدرته علي تغيير الصور الذهنية لرؤسائه من النقيض إلي النقيض والتي عادة ما تبدأ سلبية لتنتهي بصورة بطل تستوجب الحسرة علي أيامه والندم علي ما فات لو عدنا بالذاكرة، تعرض الرئيس السادات لهجوم وتطاول وصل إلي حد وصفه بالخائن والعميل بعد زيارته التاريخية لإسرائيل وما صاحبها من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، واليوم هم نفس الأشخاص الذين هاجموا السادات يصفونه بالبطل ويثنون علي مواقفه السياسية وخاصة اتفاقية كامب ديفيد ليصبحوا يسبحون ببطولات السادات بعد أن لعنوا في فترة خطواته وأفعاله.

اشار الخياط الى أنه ومن قبل كان الهجوم والتطاول علي عبد الناصر الزعيم الذي أصبح بعد وفاته أيقونة الديكتاتورية وحمله الشعب جميع الأخطاء السياسية، ليتحول بعد فترة إلي رمز الوطنية ونترحم علي أيامه وحكمه. وتحول تقييم الشعب المصري لحكم الزعيم عبد الناصر من النقيض للنقيض في غضون سنوات. الآن ونحن علي موعد غير بعيد من انتخابات رئاسية جديدة يطرح السؤال نفسه كيف سيقيم المصريون الولاية الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي، هل نحن أمام تقييم علمي؟، هل نستطيع أن ننكر أن الرجل قرر في لحظة مواجهة العالم استجابة لنداء الشعب المصري بالخلاص من حكم التنظيم العصابي الإخواني؟، ماذا سنفعل عندما نجد أمامنا حجم إنجاز غير مسبوق لبنية تحتية لا يمكن إنكارها ؟،

تسائل الخياط هل سنستطيع إنكار ما تم علي الصعيد الأمني، هل نستطيع أن ننكر القدرة علي كسر حالة العزلة التي حاولت أطراف دولية فرضها علي مصر؟، ماذا لو أتت الإصلاحات الاقتصادية بثمارها بعد سنوات لتثبت رؤية ثاقبة للقيادة الحاليّة ؟، كيف سنتعامل مع إصرار الرئيس علي التضحية بشعبيته لإنجاز الإصلاح، هل نملك القدره علي مواجهة الحقيقه أم أننا أمام حالة من التغييب المتعمد للوعي هربا من المسئولية، أم أنه قرار بعدم التضحية من أجل الأجيال القادمة؟، كيف ستتعامل ذاكرة المصريين مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟، كيف ستسجل مشهد الثالث من يوليو؟، ستوثق مشهد المقاتلات المصرية عائدة من الجانب الغربي وكيف ستري مشهد الطائرات المصرية بعدما نفذت ضرباتها الجويه ثأرا للدماء المصرية في ليبيا؟، هل ستتناسي إصرار الرئيس علي الاعتذار المعلن لفتاة تعرضت للتحرش الهمجي بميدان التحرير؟،

قال في أي فصل من فصول الذاكرة سيكتب تنازل الرئيس عن نصف ميراثه لصندوق تحيا مصر؟، كيف سترسم الذاكرة حفل افتتاح القناه الجديدة؟، هل يمكن لتلك الذاكرة أن تنسي جرائم الإخوان فتقبل المصالحة يوما ما؟ نحن أمام حالة مزاجية للشعب المصري، فريدة بين شعوب العالم، فنحن غير قادرين علي التقييم في اللحظة، ولا نستطيع الحكم علي تجربة سياسية ما، لأننا نري الأحداث في وقتها من منظور واحد دون الوضع في الاعتبار الصورة الكلية للحدث، فيأتي التقييم مشوها لنعود بعد فترة من الزمن لنناقض رؤيتنا التي بنينا عليها أفكارنا في حينها ونتحسر علي ما وصلنا إليه وظلمنا الذي أوقعناه علي زعمائنا في حينه، تلك هي طبيعة شعب أدمن الانفعال العاطفي في الحكم علي الأحداث اليومية.