الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد غياب 13 عامًا .. ماذا ننتظر من قمة "السيسي – ترامب" ؟


ليست المرة الأولي التي أزور فيها أمريكا ضمن الوفد الرسمي المصاحب للرئيس عبد الفتاح السيسي ،لكنها المرة الأولي التي أشعر فيها أن هناك اختلافا كبيرا .. وأن هناك نظرة أمريكية مختلفة لمصر وللعلاقات بين البلدين .. زيارة السيسي لأمريكا اليوم تطوي 13 عامًا من غياب القمم الثنائية على مستوى الرؤساء ،فآخر قمة ثنائية كانت سنه 2004 بين بوش ومبارك ورغم تعدد الزيارات بعدها لم تعقد أي قمة رئاسية .. ليس هذا فقط ولكني أعتقد أيضا أنها ستطوي محاولات للوقيعة بين الدولتين من دول يهمها أن تظل مصر مشغولة بقضاياها المحلية ،وجماعات إرهابية لها جمعيات مؤثرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وزيارة الرئيس لأمريكا هذه المرة تأتي في ظل توافق في وجهات النظر ،فيما يتعلق بالتوجه لحل أزمات المنطقة العربية ومحاربة الإرهاب .. وحديث الرئيس ترامب المتكرر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقطع الكثير من مسافات اكتشاف الآخر ،خاصة وأنه قال في وقت سابق واصفًا السيسي: "رجل رائع وأشعر بوجود كيمياء بيننا".. ففي سبتمبر الماضي وأثناء مشاركته في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك إلتقى الرئيس السيسي ترامب المرشح الرئاسي وقتها ،ومنذ اللحظات الأولي للقاء ،شعر الجميع بأن السياسة الأمريكية تجاه القاهرة ستتغير إذا تم إنتخاب ترامب رئيسا .. فهناك نقاط التقاء كثيرة أولها الاتفاق علي مكافحة الإرهاب وأهمية الدور المصري.

ترامب وعد السيسي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارته ستكون صديقًا وحليفًا قويًا يمكن الاعتماد عليه ،اللقاء الذي تابعته عن قرب رغم أنه كان رسميا إلا انه أتسم بالود والإتفاق وكان محور الحديث عن العلاقات الثنائية الإستراتيجية التى تجمع مصر والولايات المتحدة ،خاصة التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين البلدين .. وضرورة العمل معًا للتغلب علي العدو المشترك وهو الإرهاب .. وأكد احترامه الكبير لمصر وتاريخها ،والدور الريادي الهام الذي تقوم به فى الشرق الأوسط.

اليوم وأنا في واشنطن العاصمة ،أتابع ترحيب البيت الأبيض بالزيارة وأري تغييرا حقيقيا وواضحا في الموقف من مصر ومن رئيسها .. في بيان أصدره أمس ،قال فيه: إن مصر من أهم الركائز التقليدية لاستقرار الشرق الأوسط ،ومن الشركاء محل الثقة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأن هناك تفاهمات أولية للرئيس ترامب مع الرئيس السيسى ،بما فى ذلك اتصالاتهما الهاتفية فى 23 يناير الماضى ،وأن الرئيس ترامب يهدف إلى إعادة التأكيد على الالتزام الأمريكى العميق والالتزام بأمن مصر واستقرارها وازدهارها ،وأن الرئيس السيسى اتخذ عددًا من الخطوات الجريئة بشأن قضايا حساسة جدا منذ أن أصبح رئيسا فى عام 2014،ودعا إلى الإصلاح والاعتدال فى الخطاب الإسلامى ،وبدأ إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية ،وسعى إلى إعادة تأسيس الدور القيادى الإقليمى لمصر".

ومن وجهه نظري أن أهم ماجاء في بيان البيت الأبيض أن ترامب يدعم طموحنا فى تطوير شامل لمكافحة الإرهاب يتضمن جهودا عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ،وأنه يريد زيادة التركيز على التعاون الاقتصادى والتجارى ،خاصة أن بناء اقتصاد أكثر إستقرارا وإنتاجية هو خطوة حاسمة لضمان الإستقرار على المدى الطويل فى مصر ،وهو مايحتاج الي تفعيل ،حتي نجني ثماره .. وهذا هو ماننتظره ونريده من القمة الاستثنائية بين الرئيسين .. والتي نعقد عليها أمالا كبيرة في اتخاذ خطوة لإدراج الإخوان جماعة إرهابية ،علي الرغم من أننا نعلم أن ترامب يواجه حاليا ضغوطًا وفي بعض الأحيان لا يستطيع تمرير قراراته.

خاصة أن هناك قرارا تنفيذيًا تم تأجيله يصنف جماعة الإخوان كـ"إرهابية"، بعد مذكرة قدمتها وزارة الخارجية، تؤكد فيها أن القرار سيكون له نتائج سلبية على علاقة واشنطن بالشرق الأوسط.

طبعا المتابع يعلم أن الطريق لتفعيل العلاقات المصرية الأمريكية ليس مفروشا بالورود في وجود جمعيات إخوانية نافذة وبعض أقباط في المهجر ومصالح لدول تريد لمصر أن تنهار .. ولكن المؤشرات حتي الآن تبشر ببداية مرحلة جديدة من العلاقات ،وعلينا أن نعلم جيدا ماذا نريد بلا إسراف في التفاؤل والأهم أن نعرف كيف نحققه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط