الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير المدرسة الراقص!


كما تعودت مع قرائي الأعزاء أن يشاركوني بعض الأفكار والموضوعات، وننتقي منها ما يصلح للمناقشة المجتمعية، وقد وردتني هذه الرسالة منذ عدة أيام من الدكتور محمد يسري الفرشوطي، ليبدي اعتراضه على هذا الموضوع الذي كان مثارًا للحوار على بعض الفضائيات (المتفرغة).. فبدلًا من أن تقوم هذه الفضائيات بعمل برامج تنويرية للمشاهد عما تقوم به الدولة من مشروعات تعطي للناس أمل في بكرة.. تعرض حكايات تافهة لا تستحق وقت المشاهد الثمين!.

وحتى لا أتعجل بسرد الحكاية في المقدمة، سأتركها للقارئ، صاحب الرسالة التالية لنعرف رأيه فيها:

الفاضلة الكريمة
تحياتي القلبية بعد طول غياب وعودة قريبة للوطن بإذنه تعالى..
تعليقي اليوم عن مدير المدرسة الراقص!
قد يكون التعليق مخالفًا للبعض ومغضبًا للبعض ومريحًا للقلة.
الرجل (مدير المدرسة) فعل هذا تلقائيًا ورقص عفويًا مع طلبة المدرسة بلا تصنع وفى وجود العائلات والآباء حول فناء المدرسة وأراد مشاركة الأبناء فقط لا غير.
في الحقيقة، أنا لا أعرف لا الرجل ولا المدرسة.

وفى كل بلاد الدنيا غربًا وشرقًا يرقص الـprinciples (مديري المدارس) مع الأولاد في حفلات شتى، لكننا لم نرَ هذا التقطيع من مديرة التعليم ومسئولي الوزارة.

كان حفلًا وكانت مشاركة منه، اعتذر عنها الرجل نزولًا على هجوم الصحافة والميديا (الإعلام) المتوحشة.
والحديث ما زال للقاري، حيث يقول في رسالته: رأيت رؤساء جمهوريات وملوك يرقصون ويغنون ويهتزون أمام الآلاف ورأينا كلينتون يعزف على آلة "الساكسفون" للجماهير والرئيس البشير يرقص بالعصا وسلمان وغيرهم!
نعم، صحيح أن هذه احتفالات شعبية فلكلورية ولكن هذا سلوك لا أظن أن الجانب التربوي سيتأثر لدى الطلاب أو أنها جريمة أو سوء سلوك!

كنا في مدارس الصعيد عام 1957 وكان لدينا الأستاذ/ عبد الله، رحمه الله، أستاذ التربية الرياضية وكنت أعزف على طبلة الكشافة في فناء المدرسة في جو احتفالي رائع وكان عمري سبع سنوات وكان أستاذنا يرقص بالعصا وسط حالة من بهجة الجميع.. ومازلنا حتى هذا العمر نحب الرجل ونذكره بكل احترام وحب!

وينهي صاحب الرسالة برأيه، قائلا: لو أن الأمر لي، لحاسبت مديرة التعليم التي أخذت تكيل للرجل اتهامات غير تربوية بالمرة وساهمت في تحطيم الرجل ومعنوياته أمام طلابه.. تُرى متى نتحرر من هذا السلوك والفكر المتخلف؟؟
تحياتي القلبية
د محمد يسرى الفرشوطى.

هنا انتهت رسالة القارئ ونقول له: صدقت يا دكتور، فمتى نتحرر من هذا الفكر العقيم والمعقّد المتخلف، ولماذا أصبحنا متفرغين إلى هذا الحد لتقييم سلوكيات البشر بدل من النظر إلى أنفسنا وكل شخص ينتبه لحاله.. أقد انتهينا من كل مشاكلنا لنتفرغ لتوافه الأمور؟

أتفق في وجهة نظري مع القارئ، صاحب الرسالة، فلم يقم مدير المدرس بارتكاب فاحشة، لا سمح الله، لنهش عرضه هكذا من قبل الإعلام، فكل ما سيظل في نفس وذاكرة أبنائه الطلبة، هو مشاركته فرحتهم واحتفالاتهم وبهجتهم سواء بالرقص أو بالغناء أو التصفيق أو أي نوع من المشاركة أيّا كان، لكن مع الأسف، ما لن ينساه المدرس، هو تحطيم نفسيته وتوبيخه من قبل الجميع، بدءا بمديرة التعليم وصولًا للإعلام التافه الذي ينطبق عليه المثل: (الفاضي يعمل قاضي!).

من كل قلبي: أطالب كل من قام بالتعقيب باللفظ أو القول على مدير المدرسة أن ينظروا لأنفسهم، ولا يقذفوا الناس بالحجارة، فكل واحد فينا فيه بلاء، فلنترك كل واحد في حاله ولنتخلص من القيل والقال، التي أصبحت تشكّل مجتمعنا، وانصرفنا حقًا عن بناء مصرنا الحبيبة.. أقول للناس وللإعلام: ارحمونا يرحمكم ربنا اتقوا الله يجعل لكم مخرجا ويرزقكم من حيث لا تحتسبون.. صدق الله العظيم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط