الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دائرة الفقه الداعشي تتسع ... ثم تتساءلون ... تبًا لكم ..!


أشعر بالهزيمة لعدم قدرتي على الفعل ... وأشعر بالصدمة في وطن يعيش فيه الأزهر الذي أصيب بداء الصمم رغم أنه شريك أصيل في الجريمة ....

ينتابني أحيانا اليأس من جسامة ما يدور في واقعنا العربي الموروث والمحاصر بفقه السيف والطعن ومخنوق بفتاوي التكفير والطرد ...

ولكن تبقى المشيئة في الحروف التى تنتصر على بغيهم عندما تخلد مخازيهم ... ويعيش الأمل بانتظار جيل النصر الذي نكتب لهم عن مآسي أبويهم ...

رأيت داعش وهي تعلق أربعة رجال على وضب ثم توقد في العراق أسفل جثامينهم الحية اللهب فينضج الشواء وفقا لقيم التأني والأدب .... مر الموقع بآلامه وقد استحضر ابن المقفع بين عيونه ...!!

رأيت حلفاء داعش تمضغ أكباد الجنود السوريين بغيظ وحقد فجاءتني على عجل أسنان هند بنت عتبة كي تحكي أن أمتنا لم يمت وليدها ولم يُوأد صغيرها والفتنة فيها تكبر مع الزمن ..!

عاصرنا هدم المدن العامرة وحرق المكاتب الذاكرة وتحطيم الآثار التي تحمل على عواتقها تواريخ الأمم وفتحنا أعيننا على أسواق نخاسة وسبي كان يقودها من قبل عكرمة وأبو جهل ... مشاهد مثيرة تلك التى نرى التاريخ حيا يعاد بكل هذه الدقة تمثيله ..!

ورجال الدين والملة محبوسون بقهرهم خلف ألسنتهم بعضهم يستشعر العار وغيرهم يحاول كذبا الإنكار ..!

إلى أن داهمتني المصيبة الكبرى ... تكبير محتشد ... خلف رعاة أحقاد اقتحموا زماننا بلحية الحويني وبرهامي .. وتكبيرات الزعبي وقد سماهم حسان بالمجاهدين في العراق والشام ..!!

ماذا حدث ...؟

إنهم أمام صف من الأطفال ما بين الثالثة عشرة إلى الخامسة عشرة ... وقد رصوهم على الأرض فوق بطونهم شبه عرايا إلا من رداء بمنتصف الجسد، ثم صوبوا لهم فوهات البنادق.. الطفولة تصرخ لا تعرف لخطف حياتها من سبب.. ما هذا الذي يحدث في كوكبنا من لجب ..؟؟

لا يزال الأزهر يرى هؤلاء المجرمين من أهل القبلة وليس خارج الملة...
أتدرون لماذا ..؟

لأن فعل داعش بالطفولة البريئة المهدرة الدم حوله خلاف في كتاب الدين وفتاوى تأخذ وتعطي فلا يستطيع الأزهر مجرد المواجهة ..

وإلا إذا لم تكن داعش منكم وتسيء بحق إلى فهمكم ودينكم فلماذا لا يخرج مشايخنا ومساجدنا يوم الجمعة القادم في دعوة تصدر من مكة وفتوى تؤازرها من القاهرة تدعو إلى مظاهرات عالمية عارمة ضد داعش التي أساءت للدين والرسول وشوهت الإسلام كما فعلوا بالرسوم الدنماركية السابقة ...؟

وحتى يعلم الناس أن هذه مواقف شعوب المسلمين وأئمتهم ....

بالطبع الجمعة لن تأتي ولن يفعلوها ... هل هناك من يتظاهر ضد لسانه ... ويتآمر على بنانه ..؟

تعتبر داعش أن ما دونها ولم يلحق بها هم أهل ردة وكفر ..
وعليه وفقا لمذهبها الحنبلي الوهابي تستبيح دماء جميع خصومها ولا تحفظ حتى حياة الأطفال والنساء ..

ولم تكن داعش صاحبة الرأي الأول في ذلك .. فالرأي بقتل المخالفين نساء وأطفال عليه بتاريخنا كلام طويل لا تسعه السطور ... نعيده مرة أخرى للظهور عبر فتوى شيخ الوهابية ابن عثيمين حين سئل عن جواز قتل أطفال ونساء محاربي الكفار ...فقال: " فإن قيل لو فعلوا ذلك بنا بأن قتلوا صبياننا ونساءنا فهل نقتلهم ؟

الظاهر أنه لنا أن نقتل النساء والصبيان ولو فاتت علينا المالية لما في ذلك من كسر قلوب الأعداء وإهانتهم ولعموم قوله تعالى: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".

وتفويت المال على المسلمين ليس بشيء غريب ؛ ولهذا يُحرق رحل الغال مع أن فيه تفويت مال على أحد الغزاة، فإن قال قائل: لو هتكوا أعراض نسائنا فهل نهتك أعراض نسائهم؟ لا؛ هذا لا نفعله، لماذا؟

لأن هذا محرم بنوع ولا يمكن أن نفعله لأنه ليس محرمًا لاحترام حق الغير ولكنه محرم بالنوع فلا يجوز أن نهتك أعراض نسائهم .. لو لم نفعل بهم ما فعلوا بنا صار هذا ذلًا أمامهم .. هم قتلوا نساءنا نقتل نساءهم، هذا هو العدل ليس العدل أن نقول إذا قتلوا نساءنا ما نقتل نساءكم لأن هذا يؤثر عليهم تأثيرًا عظيمًا - انتهى.

لا تتعجبوا من كلمة المالية ... فالرجل يقصد أننا كنا سنستفيد من بيعهم في أسواق النخاسة ولكن قتلهم ضيع المالية علينا ...!!

استهزاء عجيب بالدماء المعصومة والأنفس التى خلقها الله وقال لها يا عبادي لا تقنطوا من رحمة الله .. وقال لقد كرمنا بني آدم .. يقول هذا حتى لو ضاعت علينا المالية يجوز لنا قتالهم ..

ثم يتورط باستدعاء آية عامة في غير مكانها وقصدها ... وقد نزلت لكف من يتوسعون في العدوان على قوم آخرين تدعوهم فقط بألا يتوسعوا في العدوان وتكون مواجهتهم محدودة بأدوات الردع لإقرار الكف حتى يسود السلام..

كيف أجاز هذا الرجل الذي على مذهبه داعش قتل أبناء ونساء غيره لمجرد قتلهم نساء وأطفال عندنا ..

أين المسئولية الفردية عن ارتكاب الجرم وأين "ولا تزر وازرة وزر اخرى "..؟
وكيف له ان يمنع مثلا هتك العرض مقابل هتك العرض بحجة أنه محرما بنوع بذاته بينما لا يرى في القتل وإزهاق النفس ذلك .. ؟؟
من أين جاء هذا الرجل بهذا الهذيان الذي صار عند القوم دينا ..

كيف يفهم هذا الرجل ومن خلفه الدين ولدينا نصوص تقول  "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك".
وكما نعلم فقتل الأنفس البريئة هي أشد ذنبًا وجرمًا من مجرد الخيانة ..

فإذا كان لا يجوز أن تُقابل الخيانة بخيانة والسرقة بالسرقة وهتك العرض بهتك العرض فمن باب أولى أن لا تستبيح قتل الأنفس المعصومة من باب فهمك للمقابلة التى خرجت بها من آية لا تعطيك بقدر ما تدينك ... !

فبرقبة من تبقى دماء الأطفال التى سالت على رمال العراق والشام وباكستان ونيجيريا يا مشايخنا الكرام ...
من القاتل الحقيقي .... جاهل ببندقية ... أم بنادق بأفواه المشايخ تخرج فتاوى تغرر بصبيان الحوارى والأودية ؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط