الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«صدى البلد في جولة داخل محطة الزهراء .. قبلة عشاق الخيل العربي الأصيل بمصر».. أنشأها الملك فاروق قبل 89 عاما.. تضم 460 حصانا.. والمزاد الواحد يدر 5 ملايين جنيه .. صور

صدى البلد

  • المشرف الطبي للمحطة لـ«صدى البلد»: خيول المحطة عريقة ودماؤها نقية بنسبة 100%
  • استمرار حظر تصدير الخيول المصرية «قرار سياسي»
  • هناك اتجاه لنقل المحطة منذ 2009 والأمور قيد الدراسة

تعد مزرعة الزهراء للخيول العربية هى قبلة غالبية عشاق الخيل العربى الأصيل فى مصر والعالم العربى حيث تعد المحطة واحدة من أماكن أكبر تجمع للخيول العربية الأصيلة فى مصر.. وتعد المحطة جزءا من تاريخ تربية الخيول فى مصر لأنها تم إنشاؤها منذ عام 1928 أى منذ حوالى 89 عاما.. المزرعة تتميز باتساع مساحتهاوطول ممراتها وطرقاتها حتى يتاج للخيل فرصة جيدة للترويض.

«الملك فاروق كان بيقعد هنا بالساعات ويتفرج على الخيل».. كانت هذه كلمات العميد عادل صالح المشرف العام على تربية الخيول بمحطة الزهراء، التي تعد واحدة من الأماكن التاريخية التي تعج بها مصر، وبجانب قيمتها الأثرية وتعد المحطة مصدر دخل للاقتصاد يدر ملايين الجنيهات سنويا، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الدخل خلال الأشهر القليلة المقبلة.

حالة معايشة

محرر «صدى البلد» قام بعملية معايشة حية داخل المحطة، رصد خلالها لقطات حية للخيول النادرة التي يرجع نسب بعضها إلى مئات السنين ونشأة المحطة والوحدات الموجودة بها، فضلا عن التحديات التي تواجهها وغيرها من الأمور.

ويقول الدكتور محمد معتوق أستاذ رعاية الخيل بكلية الطب البطري جامعة القاهرة والمستشار الطبي للمحطة، إن محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة أنشئت عام 1928 تحت اسم "اسطبلات كفر فاروق" نسبة للملك فاروق إلى أن تم تغيير اسم المحطة للاسم الحالي.

لم تكن محطة الزهراء هى الأولى لتربية الخيول، فقد كانت هناك محطة قبلها تحت اسم اسطبلات بهتيم تم إنشاؤها عام 1898، لكن نظرًا لطبيعة أرضها الطينية غير الملائمة لتربية الخيول وضيق مساحتها، تم نقل الخيول منها للمحطة الحالية التي تقدر مساحتها بحوالى 55 فدانا وتقع في صحراء عين شمس مما يجعها مناسبة لتربية الخيول لأن "الخيل يحب الصحرا والمكان الواسع".

وأضاف ان محطة الزهراء تتبع الهيئة الزراعية المنبثقة من وزارة الزراعة، وتختص بالإشراف على جميع المزارع الخاصة لتربية الخيول والتي تتجاوز الـ1000 مزرعة بهدف الحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة.

نسب الخيل

ويوجد بالمحطة 460 حصانا عربيا أصيلا يتنوعون ما بين الفرسات والطلائق (ذكر الخيل) والأرسان (نسب الخيل) وتضم الأخيرة الرسن الكحيلان ويتميز بالقوة والرسن الصقلاوي ويتميز بالجمال والقوة، بالإضافة إلى رسن العبيان وهو من اندر أرسان الخيول العربية ويتهافت على شرائه مربي الخيول.

تنظيم إدارى

وتضم المحطة ثلاثة إدارات مسئولة عن رعاية الخيول وتوثيقها، بالإضافة إلى عدد من العنابر والاسطبلات، ومدرسة للفروسية فإدارة التسجيل تختص بتسجيل الخيول العربية الأصيلة في مصر وتسجيل الأمهار (صغار الخيول)، فضلا عن تنسيب الخيل وختمه بختم خاص على رقبته باستخدام الوسم بالتبريد وهي شفرة خاصة معتمدة من منظمة الواهو (المنظمة الدولية للخيل العربي) ويشمل –الختم- تاريخ الميلاد ورقم الحصان ورقم المزرعة وحروفها (EA ).

وعند ميلاد المهر يتم وضع شريحة إلكترونية تحت جلد الجانب الأيسر من رقبتها؛ عليها كافة بيانتها التي تظهر بواسطة قارئ الشريحة الإلكترونية، ويتم ختم المهر قبل أن يتم عام.

أما الإدارة الثانية فهى إدارة التربية والتناسليات وتختص بوضع برنامج التربية الذي من أهم أهدافه الحفاظ على الأرسان وعائلات الخيول العربية الأصيلة وعدم تهجينها بأي دماء غير نقية، فجميع الخيول الموجودة بالمحطة أصيلة بنسبة 100% والإدارة الثالثة هى ادارة الرعاية والوقاية وهى مسئولة عن وضع البرنامج الوقائي للخيول من تحصينات دورية وتجريع (تطعيم) الخيول بشكل مستمر، بجانب وضع برنامج للامان الحيوي باستخدام المطهرات لتطهير عنابر الفراسات وبوكسات الطلائق بالاضافة إلى سحب عينات من الخيول بصفة دورية كل 3 شهور للتأكد من حالتهم الصحية وهذه الإدارة مسئولة ايضا عن رعاية الفرسات الحارز (الحامل) والمرضعة ورعاية المهر منذ الولادة واتباع برنامج رعاية صحية للحفاظ على الامهار من الولادة حتى سن الفطام 3 أشهر، وتعرف هذه الفترة بالمرحلة الحرجة.

وجبات الخيل

وأضاف أن المزرعة تضم العنابر 200 وبها فرس يتم تربيتهم تربية جماعية داخل العنابر وتقدم لهم العليقة (أكل الخيل) في السابعة من صباح كل يوم، بعدها تخرج الفراسات للعب مع أمهارها في ملاعب المحطة، وعقب عودتهما عند الظهيرة تُقدم لهما وجبة آخرى من البرسيم في الشتاء والجريس في الصيف، وفي المساء تُقدم لهما الوجبة الثالثة والأخيرة.

وبالنسبة للأمهار فتفطم عند عمر 6 شهور وتوضع في عنابر خاصة حتى عمر سنة ويتم الفصل بين الذكور والإناث، كل منهم على حدة.

أما الطلائق وهى (الذكور) فتستخدم في تلقيح الفرسات ولها بوكسات منفصلة، بخلاف الفرسات التي توضع مع بعضها في عنابر مشتركة، وتضم المحطة 40 طلوقة أشهرها: تجويد، ضفاف، الصاف، رباح، جبور، مجاسر.

وأشار إلى أن المزرعة يوجد بها مدرسة الفروسية وتضم عددا كبيرا من الأعضاء يتم تدريبهم داخل المحطة مقابل اشتراك مادي يتم احتسابه بالحصص، ويوجد بها حوالي 25 حصانا يستخدم في التدريب بالإضافة إلى اسطبلات الإيواء وهى خاصة بالمربيين وتضم 150 بوكس توضع فيها الخيول الأصيلة التي ليس لها مكان للإقامة فيه.

مصادر الخيول

وقال إن بدأت المحطة قديما عن طريق الشراء وقبول الهدايا من الأمراء ومربو الخيول العربية وعلى رأسهم عباس باشا الأول، وعلي باشا الشريف، والليدي برانتس وكانت الأخيرة عاشقة للخيول العربية وانشئت مزرعة لها في عين شمس تسمى مزرعة الشيخ، بالإضافة إلى شراء خيول من عباس باشا الثاني والأميران محمد علي وكمال الدين حسين.

إيرادات المحطة:
تحصل محطة الزهراء على مليون جنيه شهريا جراء تسجيل الخيول العربية في مصر، أي ما يقرب من 12 مليون جنيه شهريا وتقوم المحطة بتنظيم من 2 : 3 مزادات سنويا لبيع الفائض من انتاج المحطة من الخيول، وهناك مزاد سيتم عقده خلال الأيام المقبلة بالتحديد في 11/4.

ويدر المزاد الواحد ما يقرب من 5 ملايين جنيه، ويتم تسعير الخيول فيه من خلال لجنة فنية متخصصة في تقييم الخيول ووضع السعر المناسب لها طبقا للنسب والعمر والجنس والجمال والقوة، ويتم الاعلان عن المزاد في الصحف لتكون الدعوة عامة لجميع المربيين والمهتمين بالخيل.

وأشار إلى ان المحطة سيكون لها مصدر آخر من أهم مصادر الدخل خلال الأيام المقبلة حيث سيتم تصدير 24 حصان للخارج كأول دفعة يتم تصديرها بعد رفع الحظر جزئيا عن تصدير الخيول المصرية، والذي تم فرضه من قبل منظمة الواهو (WAHO) عام 2010 ولمدة 6 سنوات، وعلى الرغم من انتهاء مدة الحظر إلا أنه ما زال قائما ولم يُرفع إلا جزئيا.

حظر دولي

وحول أسباب الحظر قال أسباب الحظر إن المنظمة الدولية للخيول قامت بفرض حظر على تصدير الخيول المصرية نظرًا لعدم وجود محاجر وتحصينات لأمراض الخيول بالمحطة، بالإضافة إلى عدم وجود برامج لتربية الخيول ونقص قواعد البيانات الخاصة بها، جاء ذلك عقب زيارة المنظمة للمحطة عام 2010.

من جانبها قامت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالعمل على تنفيذ توصيات منظمة الواهو، حيث تم انشاء المحاجر الصحية اللازمة، وكذا وضع برامج لتربية الخيول ورصد المشكلات التي تواجههم والعمل على حلها، إلا ان الحظر لم يُرفع بشكل نهائي حتى الآن مما يؤكد أن القرار سياسي من الدرجة الأولى.

وأكد أن الحديث عن نقل المحطة ليس بالجديد فهناك اتجاه لنقلها منذ عام 2009 إلا أن الأمر ما زال قيد الدراسة والبحث عن مكان ملائم يصلح لتربية الخيول دون الحاجة إلى نقلها مرة آخرى بعد مرور فترة من الوقت مشيرا إلى ان سبب النقل هو زحف العمران الذي بدأ يتنامى في منطقة عين شمس (مقر المحطة الحالي) بعدما كانت صحراء شاسعة بجانب تزايد أعداد الخيول بالمحطة عما كانت عليه سابقا.