الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فما بالكم لو حكموا ...........؟


سقط الشهداء على أرض مصر كدموع الشموع في وهج السحر .... شربت الأرض دماءهم وقد حولتها إلى سطور من وعي بالذاكرة المصرية التي استطاعت وسط دخان التفجيرات أن تفك شفرات المشروع السلفي الإخواني الذي يرصد المنطقة ...

الآن نسترجع نداءهم في الساحات ... وخطابهم على المنابر ... وسطورهم في وسائل الإعلام ... وزحفهم القادم بما صوروه للناس على أنه الإسلام ...

الحين تبتز الذاكرة كل إمكانياتها حتى لا تترك وهما حركوه أمام الشعب ولا وعدا أقسموا به أمام الجماهير ... ولا نهضه أرادوها .. ومشاريع تطوير سهروا عليها وأهدروها ...الآن يتضح أن الهدف فقط كان الوصول للكرسي وحال التمكن منه لن يكون إلا السحق بحد السكين الذي ينحر المخالفين في العراق والشام ... ويهدم المدن ويشق الصدور التى يخالجها همس يمنيها بمشاعر الانفلات من مشروع اللئام الذى جاءوا به لذبح كل من سواهم ومن لا يسير على خطاهم ...!!!

كانت أمانيهم محض وهم ... وكان نهضتهم سطورا من كذب كتبوها بحبر زور نرى نتائجه اليوم في بلادنا تمور من خلال القنابل المقدسة ..!! القنابل المتوضئة بأيدي الصالحين أهل الطرح البيضاء واللحى الكبيرة التي صلوا عليها ركعتين ثم أرسلوها للشعب على سطرين من فتاوى ابن تيمية التى تسحق الصالح بالطالح ولا تفرق بين صبي لم يبلغ الحلم ولا شيخ كبير قد ذهب لشراء الكفن ...!!

هذه القنابل التى ينثرونها في بلادي لو كانت أرزا في حقل وفاء لأطعمت كوكب الأرض وزاد خيرها وأفاء ...! ولكنهم لا يعرفون إلا الموت في سبيل أهدافهم وتخريب بلادنا بأيديهم وأيدي سطور المخابرات الدولية التى تستخدمهم لإسقاط مصر وسط بحيرة من الفتن والعداء ...

أمس لعبوا بسيناء التى زفت شهداء الوطن واليوم بكفر الشيخ وطن الحويني الذى فيه الإرهاب قد كبر ... ومن قبل جاءتنا المنوفية بأنبائها والفيوم بأخبارها والدقهلية والمنيا وأسيوط بهمومها وكما نرى فالمنحنى الذي يدور فيه الارهاب بهذه المحافظات مع ما يشابهها هو منحنى يمر على مناطق نفوذ إخواني سلفي يعني فيما يعني أن خط الإرهاب مربوط بتواجد فكر الضرار الذي يحتل المساجد ويحولها إلى دار فتنة في وجه الأمن الذي تنشده الأديان ويدعو إليه رب السماوات الأرض بعدما اتخذ لنفسه اسما وصفه بالسلام الرحيم والرحمن ...!

هذا فعلهم وهم أصحاب خلافة في بلاد الشام ... وذاك عملهم وهم معارضة منظمه في مصر والصومال ونيجيريا وجارتنا الحزينة ليبيا ..فما بالنا لو حكموا واستقرت لهم قوائم لا تهتز ... ومال لا ينفد ... وسلاح لا يتحلى بتأتأة ولا صمت ... فماذا كانوا فاعلين بعالمنا ..؟

أعتقد أن على أيديهم ستقوم القيامة بأفظع من الحرائق التي صورتها كتب الأديان العريقة ..!! بأي ذنب قتلوا الجنود ... وبأي ذنب هتكوا أمان الوطن .. وبأي ذنب نال غدرهم طفلا يلهو بلعبته في خضم فرحته حتى تحول في لحظة إلى اشلاء ضاعت ملامحها في حضن التراب ؟

أي فقه يأمرهم بذلك ..؟
وأي دين يطمح منهم أن يكون فعله في الأرض تخريبا ومنكرا ...؟
فهل يحاربون إلا وطنا ....؟
لقد ظهر لكل ذي عينين من يقتلنا اليوم بالمصاحف والفتاوي ومن يطعن الوطن بحربة لها "لسان غاوي" ..وأن من يدلسون على الناس دينهم ... هم أنفسهم من يفجرونهم بكتاب لا يقرأه جهلهم ولا يعرفه لسانهم.

لقد فرضوا علينا المواجهة ووجب على بلادنا أن تقاوم اليوم في ساحات الوطن بالقوة المطلقة من أجل الأمن ... وتقاوم في ساحات الفكر والدين من أجل الوعي ..

لقد أخذ الأزهر فرصته ... والأوقاف وقتها ... ومساجدهم دورها ... وأثبت الجميع فشله ..وعلى الدولة من منصة الرئاسة أن تعلن من هناك ثورتها على تخلف المفاهيم التى تسيء إلى جمال الدين وتنزع من الأزهر ثوبه السلفي وتكسوه بثوب الدين الرحيم .. وتكسر أنياب السلفية التى تختبئ خلف اللحى وعيونها مسلطة على شرر ... وتنزع أوثان الفكر الذي يدعو لتعظيم آراء الشيوخ وأصحاب الفتاوى من دون الله بلا نظر ..

اليوم الحرب مفتوحة بلا خطوط حمراء ... وعلى مدى لن ينتهى إلا بإنبات الأمان واستنهاض الدين بأطره الإنسانية ليستطيع تخليق بيئة قادرة على حماية الناس وخياراتهم لا تشريدهم وهدم بلادهم ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط