الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقت الجد ... كل الشعب جيش


نقترب من لحظة الحقيقة ..فعلها بنا يوم الأحد الدامي في تاريخ مصر المجروش بملح الفتنة التي ترفع رايتها داعش السلفية ومن خلفها ...الأحد 9 أبريل 2017 م تُضرب في عز نهاره كنائس مصر العامرة بذكر الله وفضيلة التسامح. 

ليسقط الشهداء مضرجين في دمائهم بكنيسة مار جرجس في طنطا ويتبعها بلحظات تفجير آخر بكنيسة مار مرقس في الإسكندرية ثغر مصر على المتوسط والتي كانت عاصمة الدنيا علما وثقافة وحضارة قبل أن يغتالها ظلام السيوف وضلال الرماح ..

إنه إعلان حرب سلفية يقودها غلاة الحنابلة ضد استقرار مصر وكامل المنطقة ..

يستهدفون بها أمن الوطن وأمان المواطن ... يسقطون فيها شهداء بلا ذنب لم يدخلوا في عداء أو مواجهة موزونة .. ليس المقصود بها كنائسنا العامرة بروح الحضارة المصرية القديمة وقيمها ... بل أيضا مساجدنا الهامسة بنفس فاطمي صوفي يقرن التسابيح بالتراويح ويذهب بنا بعيدا عن فكر يكفر وينفر وينشر الخراب في الأرض ..

خلف هذا التيار التكفيري دول ومنظمات .. أجندات ومخابرات ... أهداف وسلالات من مكر تراثي تريد النيل من الوادي الخصيب كما نالت من العراق والهلال الخصيب في بلاد الشام ..يتحرك خلف اللحى والجلابيب القصار قصار النظر والعقول ممن يظنون وهمهم دينا وإجرامهم تدينا ..!!

ليجعلوا من مصر عودا في معصرة ... يلوكونها بمكرهم ويحلبونها بغدرهم ويريدون أن يستولوا على عزها بجهلهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فيما يقربوننا من حلم الدولة المدنية التي تحبس الكهنوت في مساره وتطلق الطاقات الحرة من منافذها ومفارزها بعدما رأينا فعل المتدينين بالاستقرار وإجرامهم في السير خلف أجندات القيل والقال ..!!

ظن المتآمرون بنا والمتآمرون علينا أنهم من الممكن أن ينقلوا حربهم من حاضنة قبلية ممسوسة بخيانة الوطن لصالح جرة الدنانير إلى عمق الوادي الخصيب حيث خصوبة المعاني الوطنية التي تجعل من الشعب كله وقت الجد جيشا مدججا لحماية الأمان وصيانة الأمن وحفظ الشوارع ومنع الحدود بإقامة السدود ..

وقت الجد ستتحول كنائسنا لقلاع شامخة يندلع منها النبل البشري لحماية الوطن من الانزلاق إلى أتون الفتنة التي يعمل لها البعض. ووقت الجد ستتحول مساجدنا إلى قلاع تحتضن الصليب وتحميه من السقوط وتمنعنا من الذهاب في حرب تهلك الحرث والنسل ...!

ووقت الجد سيتحول الفقر إلى غني ... الضعف إلى قوة ... والغضب إلى وقود لتدفئة الأمان ونشر المودة ..إنها الأمة التي عاشت فيها الجندية كعجلة حربية منذ عهد أحمس المصري القديم ... ستتحول اليوم في مواجهة الإرهاب وبضاعته برجالها ونسائها إلى كتائب من إباء لحماية الاستقرار وزرع الأمان من جديد ...

وهنا نوجه صيحة للجميع ..ميزوا صفوفكم .. لنعرف الخونة والمندسين بينكم فكل الشعب الحر جيش ... وكل الجيش القوي أمة مصرية من البشر لا تعرف أن تميزها حين التحدي عن صلابة الصخر وقسوة الحجر .

ميزوا صفوفكم ... لنعلم من أين نؤتى ...؟ وعندما يُبث خطاب طائفي يحمل الكراهية والتكفير فأمسكوه .. وعندما يُبث سطر يهين مؤسسات الدولة أو يميل مع الاعتداء على السلطة مهما كانت عليها المآخذ فأحيطوا به وسلموه..اليوم لا موالاة ولا معارضة .. اليوم لا مسلم ولا مسيحي ..

اليوم نحن أمام وطن وأمام شعب عليه أن يحمي هذا الوطن من نزوة الإرهاب الذى أراد أن يتمدد في عمق الدلتا ويظن أن له بتواجد التيار السلفي حاضنة في الإسكندرية أو الدقهلية أو الفيوم أو طنطا ..! الآن عرفنا كيف يحاصرنا الخطر وتتصاعد حولنا مرارة الانزلاق إلى فوهة المخاطر ..

فاحذروا أن تكونوا رجالا في وطن أسقطه الجهل وضربه التفرق ونالت منه أجندة الأعداء عندما عبثت بملامح التماسك والوحدة ..

فلنقف اليوم خلف جيشنا ودولتنا ومؤسساتنا يدا واحدة لدفع الأخطار التي بدأت تحدق بالجميع وبلا تفرقة .. قبل فوات الأوان ... فقد جاء يوم الجد ليكون كل الشعب جيشا ... وكل الجيش أمة مرابطة رابضة على ثغور أمنها وأمانها في مواجهة أصحاب الرايات والأجندات .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط