الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب : قدسية الأزهر – وهجوم متعمد

صدى البلد

نحن في وقت وظرف لا تتحمل منا خطأ، لأنه ومن الواضح في كل ما يحدث سواء على أرض الواقع أو في وسائل الإعلام والتي للأسف لم تقدر مسئوليتها التقدير السليم ولم تعط رسالتها المنوط منها القيام بها قدرها من الشفافية ولا من الإخلاص ولا من التفكير السليم والتصرف الواعي.

حيث أصبح الكلام يصدر وكأنه من أشخاص يجلسون على مقهي، وليس من أشخاص يؤثرون إيجابا في صالح الوطن ومصلحة المواطن .ولهم رسالة سامية هي إظهار الحقيقة، وليس التجني ولا التطاول ولا الحديث من أجل الحديث.

أصبحت الاتهامات بالكيل، ولا يوجد ضوابط ولا حتي إختيار سليم للضيوف الذين يناقشون المواضيع، وذلك أنتشر في كثير من البرامج والتي ليس لها هدف سوي الحصول على أعلى نسبة مشاهدة، ودون الاهتمام بالمادة المقدمة ولا الاهتمام بتأثير تلك البرامج سلبا على المجتمع.

من الخطأ البليغ والذي لا يمكن تداركه أن ننساق وراء الهجوم على الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية العريقة والتي لها دور على مر العصور في حفظ مصر – وفي حفظ اللغة العربية وفي تحقيق الترابط بين أبناء الوطن العربي والعالم الإسلامي.

الأزهر ليس وليد أمس، ولا مؤسسة من مؤسسات الدولة، والتي من الممكن أن ينالها من التغيير أو من الهدم والبناء أو حتى الاستبدال.

الأزهر له قدسية في نفس كل مسلم، سواء مصري أو عربي أو أجنبي، الأزهر هو المشعل الذي كان ينير للثوار ثوراتهم ضد الظلم والطغيان من الحكام أيام المماليك ومن قبلهم، وهو الذي كان يقود الثورات ضد الإحتلال الأجنبي على مر السنوات.

الأزهر هو الذي وقف بجانب ثورة 1919 والصور موجودة ،ثم ثورة يوليو 1952، وثورة 25 يناير 2011، وثورة 30 يوليو.

الأزهر هو الذي ساند في حروب أكتوبر، وأتذكر أن شيخ الأزهر عندما تحدث أبان ثورة يناير 2011 أذكر فيما قاله أنه يشد على يد الشباب وقال لهم أحموا ثورتكم ولا تتركوا أحدا يخطفها أو يأخذها منكم.

الأزهر هو الذي كان يساند في كل موقف صعب تمر به مصر، وهو الذي ساهم في نشر الإسلام وتعاليمه في كل بقاع الأرض، وهو الذي يستقبل الدارسين من كل مكان ليدرسوا به ويتعلمون مجانا . ويعودون لبلادهم لتعليم أوطانهم.

الأزهر هو الذي به التعاليم الأساسية للدين الوسطي، ولكم قبل أن تتحدثوا عنه أن تقرأوا على أي شئ تنص مناهجه وما تحويه من علوم بدلا من الهجوم الغير مبرر والغير مقدر العواقب.

ربما يوجد تقصير من الأزهر في عدم حكم قبضته على طلابه أو بمعني أصح في ألا يجعلهم يتلقون تعليما من أماكن أخرى تنشر العنف، وتنشر الأفكار المتطرفة.

وأقصد بالقبضة ليس القوة المتحكمة الظالمة ولكن أقصد بإعداد المدرسين وأساتذة الجامعات الموثوق في علمهم وطريقة شرحهم و انتمائهم الفكري 

فما حدث من الأزهر هو إهمال، ولا بد أن يراجع الأزهر نفسه في ذلك.

وأقول لشيخ الأزهر حقيقة إن الرسالة عظيمة وحملها ثقيل ولكنها تستحق، ولابد من أن يقوم الأزهر بعمل غربلة داخليه له، للبحث في سبب الخلل، والذي جعل بعض طلابه ينحرفون في تفكيرهم ومسلكهم ويتشددون.

ولكن لا ننكر أنه يوجد تخطيط حقير لهدم ذلك البناء والصرح العلمي، مثلما يريدون هدم كل شئ ذو قيمة في مصر كما كتبت سابقا يوجد تخطيط لهدم ماسبيرو.

طبعا البعض يقول هناك فرق بين المبنيين في الهدف وفي العاملين بهما، ولكنني أري أن هدف المبنيين هو صنع الإنسان المصري وصنع مبادئه وتفكيره وسلوكه، وهما المتحدثان باسم مصر لكل العالم، وإن اختلفت الرسالة.

الأزهر هو الصرح الديني وهو المنارة لكل العالم وهو صاحب الرسالة العظمي، ولا ينكر ذلك إلا حاقد وكاذب وذو نية سيئة.

فيجب أن نساند مصر بكل قوتنا، ولا نسمح لأحد بأن يهدم أو حتي يحاول أن يهدم مقدساتها.

ويجب على مجلس الشعب تعديل القوانين، وإستصدار قوانين تعاقب كل من يحاول هدم الإنسان المصري عن طريق الأفكار الهدامة، وتعاقب كل قناة تبث سموما عبر الهواء للناس في منازلهم، وتفرض عقوبه على كل مذيع يستهين برسالته ويقدم برنامج أو يستضيف أشخاصا لا هم لهم سوي الكلام الذي يفرق شمل المصريين، ويحطم رموزهم، ويسفه أفكارهم.

الكلمة مسئولية، والإعلام رسالة، والأزهر هو الكيان الحصين الذي يخرج منه الإسلام الوسطي الصحيح، ولم تشهد مصر نكبة في أولادها إلا عندما غلت يد الأزهر، ولم تفتح المساجد بعد الصلوات لتلقي العلم، ومعرفه الدين، فأنصرف الناس يحصلون على فتواهم من أي مكان ومن كل مكان، وإضاعة أوقاتهم في الجلوس على المقاهي وقارعة الطرق والنت فنشأ جيل لا يهتم بالدين، في وجود بعض من يستقطبون الشباب لزرع عنفهم وجهلهم.

وأرجو من كل مسئول أن يقدر حجم مسئوليته، والأمانة التي على عاتقه، فمصر أمانة في عنق كل مصري.