الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا وإفريقيا .. الحفاظ على المصالح


تعتبر العلاقات الإفريقية الفرنسية أقرب ما يكون الى الرابطة المقدسة وذلك من جانب الطرفين على الرغم من البدايات اﻻستعمارية من جانب فرنسا التى كانت اكثر حرصا ونشاطا على التواجد فى غرب القارة بمزاعم تجارية تماما مثل بدايات اﻻستيطان اﻻوروبى فى اقصى الجنوب بغرض تأمين مع تأسيس محطات تجارية فى تلك المنطقه ثم تحول هذا التواجد الى صيغته الحقيقية اﻻستعمارية ومن هنا حدثت المواجهة بين فرنسا والممالك اﻻفريقية فى الغرب وكانت مواجهات دامية وفى النهاية استطاعت فرنسا الوصول الى اهدافها ببسط نفوذها اﻻستعمارى فى مناطق شاسعة فى الغرب اﻻفريقى.

ووفقا لفلسفة فرنسا اﻻستعمارية التى كان عمادها اﻻستيعاب الكامل للمستعمرات والسيطرة على القارة فى قطاعها العرضى وخصوصا مع وجود تنافس مع بريطانيا على خيرات وموارد القارة ومن هنا عمدت الى وجود تمثيل مواطنى تلك المستعمرات فى المجلس الوطنى الفرنسى وفرض اللغة الفرنسية وكذلك نظامها التعليمى واعتبار مواطنى تلك المستعمرات مواطنين فرنسيين لذلك لم يكن غريبا ان يطلق على تلك الفلسفة عملية فرنسة افريقيا وعمدت ايضا الى خلق نموذج اسلامى اسود حرصت فيه على اعتماد الصوفية ومبادئ السلام بعيدا عن صيغ المواجهه التى عانت منها كثيرا فى بداياتها اﻻستعمارية والتى عانت منها كثيرا على واقع المقاومة والمعارك مع اصحاب اﻻرض وقامت باستغلال الزعامة الدينيهة لتحقيق القبول النسبى للإدارة اﻻستعمارية التى كانت من ضمن اولوياتها الوصول الى خيرات وموارد القارة من خلال مزاعم كاذبة وشعارات من بينها اﻻبوية السياسية ونشر الحضارة والمدنية التى لم تتحقق نتيجة اﻻستنزاف المفرط للقارة فى جميع المجاﻻت .

وعلى الرغم من ذلك واجه اﻻستعمار مقاومة شرسة بعد ظهور اغراضه الحقيقية...حتى بعد رحيله ترك لنا ارثا من اﻻختلاف والصراعات اﻻثنية التى تعتبر ارثا بغيضا من تركة اﻻستعمار الثقيلة التى مزقت وحدة الشعوب اﻻفريقية كذلك تركت لنا نخبة افريقية من صناعتها وتحمل وﻻءات فرنسيه وثقافة تحافظ بها على التواجد فى القارة ﻻن هناك من يمثلها ويحافظ على مصالحها لذلك لم يكن مستغربا ان تعود فرنسا للقارة عندما تسمع نداءات الحكام عند طلب المعونة ومواجهة الصراعات التى تواجه اﻻنظمة من هنا وهناك ...حيث سارعت الى مالى وافريقيا الوسطى والجابون ....تحت مزاعم انسانية والغرض تأمين وارداتها من المعادن وعلى رأسها اليورانيوم ..

ولذلك فإن فرنسا لم تترك مستعمراتها القديمه يوما وتحاول الحفاظ على الرابطة التى اراها مقدسة يستحيل فكها ﻻن فرنسا ومن خلال آليات واضحه استطاعت تدعيم تلك الرابطة فى جميع المجاﻻت وعلى رأسها اﻻليات الثقافيه والسياسيه والعسكرية واﻻقتصادية وحافظت ومازالت على انعقاد القمة الفرانكفونيه التى تعقد كل عامين فى باريس او احدى الدول اﻻفريقيه وكذلك تدعيم اﻻواصر واﻻرتباط حيث صاغت الخارجية الفرنسيه مشروع افريقيا لتحسين صورتها والحرص على امتداد نفوذها فى القارة تحت مزاعم انسانية وديمقراطية.

كان ذلك تأصيلا واجبا للرابطة اﻻفريقية الفرنسية التى مازالت على قوتها وخروجها من القارة كان اجباريا على واقع المقاومة وتغير قواعد اللعبة السياسية وظهور الوﻻيات المتحده الامريكية التى اصبحت القوة اﻻعظم فى العالم التى رفعت شعار الخروج اﻻوروبى من القارة ورحلت فرنسا وهى ﻻ تقدر على مواجهة النفوذ اﻻمريكى وانتهجت سياسات تدور كلها حول تأييدها للقيادة اﻻمريكية الجديدة للعالم.

فرنسا مازالت على عهدها القديم مع القارة للحفاظ على مصالحها وتحاول وتخطط لبقاء تلك الرابطة التى بغيرها تصبح فرنسا فقيره والكلام هنا لجاك شيراك الرئيس الفرنسى السابق ...لذلك فان افريقيا مازالت مستعمرة....فهل يمكن ان نرى افريقيا تستطيع فك خيوط هذا الرباط الذى طال عمره .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط