الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تنتخب


مازال المشهد فى الانتخابات الفرنسية المزمع انطلاقها الأحد القادم غامضا بعد اتفاق الجميع بأن الصناديق ستشهد مفاجأة غير متوقعة، ورغم أنه لم يتبق سوى يومين على الجولة الأولى فما زالت الأمور غير واضحة حول قدرة أى من المرشحين فى الوصول للجولة الثانية.

ويعتبر الاقتراع الفرنسي القادم الأكثر غرابة فى تاريخ الجمهورية الفرنسية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب النسب حول نوايا التصويت تجاه اربع مرشحين هم ماكرون ، لوبين ، فييون وجان لوك وحتى هذه اللحظة فإن الفرنسيين والفرنسيين ذوي الأصول عربية لم يحسموا أمرهم لمن سيعطون أصواتهم لذلك تسود حالة من التردد لم تشهد لها فرنسا مثيلا من قبل.

الرئيس السابق ساركوزى دخل على خط الانتخابات بإعلان دعمه للمرشح اليميني فيون وهو ما قد يرجح من كفة المرشح نظرا لما يحظى به ساركوزى من شعبية داخل الحزب اليمينى.

وأما مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان فتشير الاستطلاعات إلى صعوبة فرصها فى الوصول لقصر الإليزيه فحتي لو نجحت فى الدورة الأولى فإنها من المستحيل أن تربح الجولة الثانية.

وتدخل لوبان المعركة الانتخابية ببرنامج يستهدف المهاجرين وهو ما يتعارض مع القيم الفرنسية ويعصب فرص فوزها بالانتخابات، حيث تعتمد على الخطاب العدواني ضد المهاجرين والعرب من أجل الفوز برضاء المتطرفين الفرنسيين، وتعهدت مرشحة اليمين المتطرف بإلغاء التعليم المجاني لأطفال المهاجرين ودفع ضريبة لأشغال المقاولات ومنح أولوية فرص العمل للفرنسيين.

وعلى العكس من لوبان يعتبر بونوا أمون مرشح اليسار الفرنسي الأقرب للمهاجرين نظرا لدفاعه عنهم، وقدم أمون برامج أهمها مشاريع تطوير الهجرة وبناء مجتمع يضم الجميع.

وتعتبر قضية الهجرة والمهاجرين ورقة هامة جدا فى الانتخابات الفرنسية حيث تعتبر أصواتهم مؤثرة بشكل كبير لذا يسعى كل مرشح لاجتذاب المهاجرين والحصول على أصواتهم.
 
أما بخصوص العرب حاملي الجنسية الفرنسية فالخلاف والتشرذم سيد الموقف رغم قوة العرب بفرنسا وقدرتهم على إحداث تأثير فى الانتخابات إذا اجتمعوا على انتخاب مرشح واحد لكن الانقسام دايما هو السائد فكل شخص يختار حسب ميوله.

ولا يتبقى لنا سوى الانتظار عما تسفر عن المعركة التي تنطلق بعد غدا الأحد لتحديد حاكم فرنسا الجديد. فلننتظر فلا نملك غير ذلك. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط