الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن المحن!


انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل مبالغ فيه كلمة (مُحن)، يستخدمها الشباب للسخرية من بعضهم البعض، ويتفاوت رد الفعل على وصفك بها (ممحون)، ما بين الخجل والإنكار الشديد.

حسنًا ما معني كلمة محن؟!
في اللغة العربية مُحِن فلان أي وقع في محنة، والمفعول منها ممحون، وأتذكر منذ عدة سنوات في بداية استخدامنا للإنترنت، كان بعض الرواد من دول الخليج العربي، يستخدمون كلمة (ممحون) بمعني مستثار أو متهيج، وما إلى هذه الكلمات من إيحاءات جنسية وخارجه عن الذوق العام.

أما الآن وبعد متابعة كثيفة، وجدت أن كلمة (محن) الآن المقصود بها ذلك الذي كنا نطلق عليه سابقًا (رومانسية)!
 
كما أن النموذج الذي يسوق لذلك الشخص (الممحون) -وفق وصفهم- هو (سوما العاشق)! ذلك الدور الشهير للفنان أحمد مكي في فيلم (طير أنت).

وبما إن تلك الكلمة اصبحت محل استهجان ونقد، إذن فالكلام اللطيف، والمغازلات الرقيقة، والتعبير الصادق عن المشاعر، أصبح محل سخرية وعدم اعتراف بحقيقته، والشخص الذي يقوله محل تشكيك في صدقه بل ورجولته!

في حقيقة الأمر الموضوع في غاية الخطورة، رغم أننا نتعامل معه من منطلق أنه موضوع ساخر، نحن بالفعل أمام هجمة ثقافية شرسة، تستهدف تفريغ قناعتنا من المعاني الجميلة للحب والمشاعر، وإحلال ممنهج للمعاني المادية الملموسة.

هل تستطيع أن تتصور معي الطريق الذي تأخذنا إليه هذه الخطة المحكمة؟!

في السنوات الأخيرة يتعرض مجتمعنا لموجة عارمة من الإرهاب مختلفة الأشكال، وأعتقد أن أعنف تلك الأشكال كان (الإرهاب الفكري)، لأنه يغير مفهومًا ما كان راسخًا في ثقافتنا، ثم تستمر محاولات الابتزاز العنيفة؛ حتى تقضي علي ذلك المفهوم وتمنع إحياءه مرة أخرى.

ولأن أهم ضمانة لبقاء أي جزء من الإنسانية في مجتمعنا هو الحب، لذلك فهو عدوهم الأول، إذا تمكنوا من القضاء عليه، أصبح مجتمعنا مهددًا في وجوده، بل وصارت مهمتهم في إفناء مجتمعنا غاية في السهولة.

أعزائي:
دافعوا بالحب، عبروا عن مشاعركم بكل عفوية، بأي مفردات مهما كانت، لا تخجلوا ولا تهتموا بحسابات الآخرين، ولا تسمحوا لأعداء الإنسانية أن يهزم إرهابهم الحب الذي في قلوبكم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط