الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في إنتظار البابا فرنسيس


وسط كل أحزاننا وآلامنا التي سببتها تفجيرات الكنائس والتي حولت الأعياد إلي مأساة ومعاناة لأسر فقدت أبناءها في الكنسية وأثناء صلاة العيد .. تأتي زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر يوم الجمعة القادم لتخفف الألم وتمدنا بالأمل فهناك من يشعر بنا وبأننا نحارب ونواجه ونفقد أرواحنا وأرواح أبنائنا في حرب غير شريفة لجماعات لايهمها لا دين ولا وطن كل ماتسعي اليه الدمار والخراب وقتل البشر .. زيارة البابا التي تأتي بعد 17 عاما.

من آخر زيارة قام بها بابا الفاتيكان إلي مصر تأتي في وقت نمر فيه بظروف صعبة .. لتؤكد ثقة العالم .. ومساندته لنا في حربنا ضد الإرهاب .. فالبابا فرانسيس له مكانة كبيرة جدا العالم، يتابعه ويعتز به أكثر من 2 مليار كاثوليكى، وهو خير من يحمل رسالتنا عن السلام والأمان .. ومطالبنا للعالم كله بالتوحد في مواجهة الإرهاب ومحاسبة الدول الداعمة له، وحظر الجماعات التى تقدم الدعم للمتطرفين .. لقد عانينا جميعا مسلمين ومسيحيين مع عدو شرس لايعرف الرحمة ونحتاج لكل يد داعمة ومساندة وأعتقد أن مؤتمر السلام الذي سينظمه الأزهر ويجمع القمم الدينية الثلاث هو أقوي وأكبر رد علي هؤلاء الإرهابيين لما يتمتع به الفاتيكان من ثقل روحي وديني، وبما للأزهر من دور هام في العالم الإسلامي، وبما يمثله البابا تواضروس لمسيحي الشرق من قيمة وقامة دينية كبيرة .. ومشاركته ورؤساء الطوائف المسيحية فى مصر فى الصلاة على أرواح ضحايا الحادث الإرهابى الذى وقع بالكنيسة البطرسية، هو خير دعاية لمصر ولأزهرها الشريف وكنيستها الشرقية.

وإن الارهاب لن ينجح أبدا في دس الفتن والوقيعة بين أهلها وتكفي كلمات البابا تواضروس التي أعلنها في حواره لوكالة سير الإيطالية بأن "الأزهر هو المؤسسة الرسمية للإسلام المعتدل، وأعمال العنف الشرسة التى شاهدناها ارتكبها أشخاص أساءوا فهم القرآن والدين الإسلامى، وأننا فى مصر نتعايش سلميا مع المسلمين لأكثر من 14 قرنا، ولم نشهد أبدا أى شكل من أشكال الإرهاب والعنف "..

 وأعتقد أن هدف الإرهابيين من التفجيرات خلال الفترة الماضية هو منع زيارة البابا .. لكن أملهم خاب والزيارة في موعدها لترد كيدهم وأتمني أن يتم استغلالها على أعلى مستوى، وأن تستعد كل مؤسسات الدولة .. البرلمان والرئاسة والحكومة فهي زيارة استثنائية وتاريخية.. وخير دعاية لمصر وحضارتها وتاريخها وشعبها المتسامح الكريم.

مصر كلها في انتظار زيارة قداسة البابا التي تختلف عن كل الزيارات السابقة لباباوات الفاتيكان والتي كان آخرها من 17 سنة .. فهي زيارة لها معني خاص لدولة تقع في وسط العالم كله وملتقي للحضارات .. تكافح وتقاوم وتحارب الإرهاب وتئن من جرائمه التي تحصد أرواح أبنائها .. لهذا سيكون لها أثر مختلف فهو لقاء يجمع ثلاث قمم دينية كبيرة شيخ الأزهر بمقامه الرفيع وتأثيره الكبير في العالم الاسلامي وبابا الكنيسة الشرقية البابا تواضروس وبابا الكنيسة الغربية البابا فرنسيس أعتقد أنها سترسي علاقات جديدة بعيدة تماما عن السياسة وستكون صفعة قوية علي وجه الارهاب الذي يحاول دس الفتنة والوقيعة بين الأديان وسترد علي كل التكفيريين وأعداء الحياة في جميع أنحاء العالم.

ورغم العلاقات التاريخية بين مصر والفاتيكان والتنسيق بي الدولتين الذي بدأ سنه 1980، مع إنشاء اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والمجلس البابوى للحوار بين الأديان، ثم زيارة البابا يوحنا بولس الثانى لمصر عام 2000، وهي زيارة تاريخية بكل المقاييس ، دعمت أسس السلام والحوار بين الأديان، وأهمية التواصل بين الطوائف المسيحية .. ثم زيارة الرئيس الأسبق مبارك للفاتيكان سنه 2006.

أما زيارة الرئيس السيسى للمقر البابوى سنه 2014، واجتماعه مع البابا فرنسيس، فهي الشرارة التي أعادت الحياة للحوار بين الأزهر والفاتيكان، والتي تلتها زيارة الشيخ أحمد الطيب للبابا فرنسيس ليبدأ الحوار مرة أخري.

مصر كلها في انتظار زيارة البابا فرنسيس، التي سيكون لها أثرها ونتائجها العالمية المبشرة .. والتي أتمني ألا نفوت فرصة استغلالها لنؤكد للعالم كله أمن مصر واستقرارها ونبذها للعنف والإرهاب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط