الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتصاب الضمير!!


من يقرأ الوقائع ويراقب الواقع الذي يحاصرنا اليوم على أكثر من صعيد سيصل ليقين بأننا نُشرف على مخاطر نوعيه دون أن يكون هناك لا برنامج للتصدي ولا رؤيه لتصحيح المسار الذى يأخذنا أخذا ناحية التردي ...!

تنفق الدولة الملايين من قوت الغلابة على بناء المساجد جدران ملونه وأسقف منمقة دون أن تنفق قرشا على توطين أخلاقيات السجدة لكي نجد بالشوارع أثرها في التنمية وعطاءها في السلوك ومردودها في الأخلاق وبناء العلاقات الاجتماعية ..!

تنفق الدولة ملايين أخرى على بناء المدارس والجامعات ومركز الأبحاث لتبقى الأبنية حجارة شاهده على بهتان ما يحتلها من نماذج لا تعلم ولا تتعلم .. وجامعات لا تجتمع مع الحقائق العلمية كي تقدمها للمجتمع في مخرجات مبتكره كنفع عام به ننتفع ..!!

فكيف يستمر الطقس بنا عبر الإنفاق على المدارس لا الدرس ... وطباعة المناهج والغفلة عن النهج ... وتمويل الأزهر من لحم الفقراء دون أن يزهر لنا في أي حوض ...؟
كيف يلتئم المشهد ويطرح الزرع المغروس في أرض ذات ملح وموج ..؟
لقد تم تكفين القوانين التي بصرامتها يتم توطين القيم .. !
وتم تأثيم العقل الذى بانطلاقته تستقيم الفطر ... !

وقع هذا كله مع غيره لصالح فكر سلفي كهنوتي جاءنا بما نراه اليوم في شوارعنا من اغتصاب جماعي للضمير العام ..

وخلفه قد خرج جيل جديد خاو من القيم الوطنية تائه بين الصالونات المعلوماتية التي تبثها شبكات عنكبوتية مفتوحه على عوالم زرقاء لا تستهدفنا إلا بالمنكرات وسط بيئة غير قادره على إنشاء مصدات قيميه من خلال برامج وطنيه وتعليميه وإعلاميه وفكريه قادرة على تثبيت هوية المجتمع والحفاظ على ضميره الجمعي بأسلوب حداثي معاصر ..

لتنبعث الأصوات من منطقة الشرابية بالقاهرة حول نداءات التكبير التي أطلقها بوق سلفي يريد أن ينفذ حد السرقة قطعا لليد في عصر يوم قاهري مقهور عابث بعيدا عن مظلة القانون في دولة عصريه اغتصبها فكر سلفي قد خطف شوارعها الى عهد العصور الوسطي لتقطع يد شاب في سرقه جوال كان بإخفائه مازحا ....!

فأين الدولة والمجتمع من هذه التهور الذي يسرقنا فيه الظلام من وسط خصل الضوء الذى كنا نتجهز له ونتجهز به .؟

وحول المشهد بلا فواصل زمنيه تدفن بأرضنا طفولة بريئة بمحافظة الدقهلية بعدما نزفت دمائها عندما حاول كائن بشري اغتصابها متلذذا بأصابعه الى فتقت الضمير الجمعي للأمة المصرية دون أن تتحرك مراكز الأبحاث لرصد هذه الظواهر ووضع الحلول الملزمة للدولة كي تراقب مساقط السقوط الأخلاقي الذى يعصف بالمجتمع وتضع لتصدعه حلا ناجعا ..

وليست إلا حوارينا الصادعه بمواجعها وهي تزف كل يوم عبر وسائل إعلام يتسكع وسط الباطل بلا دور إلا دور نافخة الكير وهو يذيع على الملآ حوادث خطف الأطفال وبيعهم كقطع غيار من خلال منظومات تباشر العمل من سرقة الأطفال في حوارينا حتى تسليم قطع الغيار المطلوبة لعملائها المحليين والخارجيين في مشهد يشهد علينا جميعا أن هناك اغتصاب جمعي للضمير يمارسه الفاعل بوقاحته والمفعول به بصمته وسلبيته ...!!

لقد انتقلنا عدة خطوات نحو الهاوية المحققة بعدما اصبحت قصص الاعتداءات الطائفية والمذهبية عنوانا يوميا لا يجد مجتمعا يردعه ولا قانونا حاسما يقصم ظهره ليصبح شائعا حولنا اليوم جرما أخلاقيا نوعيا حول مشاهد تحرش جماعي في الشارع العام تجمهر له المارة في محافظة الشرقية وسط بيئة تسودها ثقافة المساجد السلفية التي تدفع المجتمع للاعتداء على حرية الأخرين بحجة حماية الأخلاق فيما لم تستطيع إدانة فقه كان ولا زال يعري صدور النساء ويعرضهن في الأسواق للبيع لحما بهز النهود وفحص المؤخرات ..!!

ليقول المشهد ما يشاء حول سقوط نوعي تشهده مرحله آثرت أن تلتصق فيها أخلاقيات المجتمع بأسوأ موجات القذارة التي لم تكن مسبوقة خلف مبررات سلفية تبرر للتحرش لا تستطيع أن تتواصل فيها هذه المبررات بحال مع الحقيقة..!
كيف وصلنا إلى هذا المدى من الانحطاط ... ؟

وكيف نصمت على هذا التفكك الذى يطعن خاصرة المجتمع ويؤدي بنا إلى الشتات ... ؟

وأين الدولة بمؤسساتها الفاعلة الغارقة بعيدا عن تصويب البوصلة وإعادة الهوية الوطنية الضائعة للأمة المصرية واستعادة المجتمع المنتهك من بين ايادي اللصوص .. ؟

لصوص التدين المغشوش .. واللصوص المستغرقين في سن الموس من أهل الاحتكار والجشع .. ولصوص الأفكار أهل الأهواء باعة الوطن .. ولصوص فوق مكاتبنا تقبض رواتبها من لحم الشعب دون أن تقدم مقابل نافعا ..؟!

أين الدولة ومؤسساتها من الاغتصاب الجمعي الذى يتعرض له الضمير العام والقيم المصرية العامة والحريات العامة ...؟
فهل بعد كل الذى يجري حولنا من وقفه تعيد وصل الأمان وترتيب الأجندة ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط