الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفريضة الغائبة‎


إنها أساس خلق رب العالمين إليك يا انسان في الحياه.. إنها التي قد تغيب عنك أحيانا ولكنها أساس الوجود كله.. إنها الجاذبية الخاصه بك في الدنيا .. إنها الفريضة التي أنت مقسوم فيها الي نصفين.

أتعلم ما هي يا إنسان؟  إنها المسئولية، مسئوليه لماذا أنت موجود بالحياة ؟ خلقنا الله عز وجل في الحياه ليكون لنا أدوار مختلفه ورسائل متعدده واعطانا الهبة الاولي وهي المسئوليه، واسمحولي أولا أن اعرفكم بمعني المسئولية للإنسان ...

المسئولية هي المقدرة الكامله علي أن يلزم الإنسان نفسه أولا ثم إن يفي بعد ذلك بالتزامه أمام نفسه والآخرين وذلك بمجهوداته الخاصة.

والفريضة للإنسان في المسئولية تنقسم إلي مرحلتين رئيسيتين وهما مسئوليتك تجاه نفسك وذاتك ثم مسئوليك تجاه الغير والغريب في هذا الأمر أننا نهتم بالثانيه ونتجاهل الأولي ونظل نعاني من الحياه واختياراتنا وقراراتنا وكل ما يحدث لنا ولا نفكر ابدا ماهو السبب الحقيقي لحدوث ذلك؟

إنه عدم إدراكنا الكامل وفهمنا لمعنى المسئوليه الذاتيه لكل فرد منا في الحياه .. ويفترض أن نعي جميعا أن ( المسئوليه الذاتيه ) هي مجموع من ثلاث مراحل نمر بيها علي مدار حياتنا الدنيوية.

1- المعرفه: وهي المرحله التي ندرك فيها المسئوليه وهي في الطفولة وتحديدا في سن السابعة.

2- التعليم : وهي المرحله التي نخضع فيها لتعلم المسئوليه من الأهل لذلك الاسرة والتربية عليهما عامل كبير جدا وهذا أحيانا ما يسبب مرحله من الخلل في شخصيه الإنسان.

3- الممارسه : وهي المرحله والتي تبدأ مع الإنسان من سن الشباب والي أن يفارق الحياه.

لذلك نستطيع وبمنتهي البساطة أن نقول أن الشخصيه المسئوله ماهي الا الشخصيه الصالحه في تربيتها ووعيها،حكيمة في سلوكها، متفتحه في علاقاتها ،تقبل أيضا النصح والمشورة ، الاستماع للآخرين وتقبل الرأي المخالف والنقد البناء.

ومن هذا المنطلق نستطيع أن نصل الي معني الشخصيه غير المسئولة ذاتيا وعلي هذا الأساس لا نتعجب من الناتج المجتمعي الذي وصلنا إليه.

لأنها شخصيات تتصف بالآتي ( الجهل والارتجال، العجز والكسل، التسلط والفردانيه، التسويف علي الغير، التردد والجبن ومن ثم الفشل الكامل لماهية المسئولية ) وبالتالي عندما تنتقل للقسم الثاني من المسئولية عن الغير سواء في المجتمع أو الأسرة أو العمل ماذا تنتظر أن تري في المجتمع ؟ رساله لكل إنسان في الحياه.

عليك ان تدرك أن اخلاقك مع نفسك والآخرين ماهي الا مسئولية ذاتيه اولا ويعززها التربيه ثم الضمير.

تربيتك لأبنائك ورعايتك النفسيه لهم ماهي الا مسئولية ذاتيه ومشتركة.

نجاحك في دراستك وعملك وطموحك ماهي الا مسئولية ذاتيه اولا.

اختيارك لشريك حياتك ماهو الا مسئوليه ذاتيه أولا.

وجودك في المجتمع ومدي تأثيرك سواء بالإيجاب أو السلب ماهو الا مسئوليه ذاتيه أولا.

وفي النهايه نتمني أن يجلس كل إنسان معه نفسه ليدرك هل حقا الفريضة غائبة أم حاضرة ؟ .. وان كانت حاضرة فلتزود نفسك بممارستها وإن كانت غائبة فاسأل نفسك وبصدق أين هي؟

احذروا من الشماعة التي نعلق عليها عدم إدراكنا وفهمنا لمسئوليتنا والتي تدفعنا للقرارات والاختيارات الخاطئه في حياتنا بالكامل لأن الخطأ في الفهم يؤدي للفشل في الممارسة.

ويفترض علينا أن نكون أقوي من المفروض في الحياة ( هم من ندعوهم بالأسوياء ) فهل أنت فردا منهم؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط