الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللهم نجنا من ترامبولية (ترامب) وترالالالية (كيم أون)


مرت المائة يوم الأولى من رئاسة دونالد ترامب بأقل الخسائر حتى الآن وإن كان العالم مازال يتحسب ويتخوف من ردود الفعل الترامبولية تجاه القضايا الساخنة في العالم وكان آخرها أزمة كوريا الشمالية والزعيم الشاب الترالالي.. وكنا هانروح في شربة مية بسبب التراللالالي والترامبولي .. لكن ربنا ستر .. المهم تعالوا نستعرض كشف حساب دونالد ترامب خلال المائة يوم الأولى عليه في المكتب البيضاوي وعلى رأس الحكم في أقوى دولة في العالم شئنا أم أبينا .. تعرض ترامب لعدة هزائم في بداية حكمه أولها كانت هزيمة داخلية تمثلت في فشله في 24 مارس الماضي في تمرير قانون جديد للضمان الصحي بدلًا من القانون الذي أقر في عهد الرئيس السابق أوباما .. فقد صوّت ضده ليس أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض له فقط، ولكن خذله أيضًا أعضاء من الحزب الجمهوري الذي ينتمي هو إليه أيضًا.. ويشكل هذا الأمر سابقة في السياسة الأمريكية.

الهزيمة الثانية التي تعرض لها دونالد ترامب كانت خارجية، تمثلت في «الأمر الرئاسي» الذي اتخذه لمنع رعايا ست دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.. فقد تصدى له القضاء الأمريكي على أساس أن مضمون الأمر الرئاسي مخالف للدستور الأمريكي.. وحتى بعد أن عدّل في الأمر وخفف من وطأته، لم يغير القضاء الأمريكي من موقفه المبدئي بالطعن به، وبالتالي بعدم تنفيذه..
 
الهزيمة الثالثة كانت داخلية– خارجية معًا، تمثلت في الكشف عن الاتصالات السرية غير الشرعية مع روسيا أثناء الانتخابات الرئاسية وبعدها.. فقد أدى الكشف عن هذه الاتصالات التي كان الرئيس ترامب ينفيها جملةً وتفصيلًا إلى اتهامه «بالكذب».. وقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريرًا وثّقت فيه صدور 317 تصريحًا خاطئًا أو مضللًا عن الرئيس ترامب خلال الثلاثة وستين يومًا الأولى من رئاسته.. كذلك أدى الكشف عن الاتصالات مع موسكو إلى استقالة أعضاء من إدارته الذين تولوا باسمه إجراء تلك الاتصالات بمن فيهم مستشاره للأمن القومي.

كلنا عارفين ان الرئيس ترامب مالوش في السياسة وهو رجل أعمال ناجح بغض النظر عن أي تصرفات غريبة له أو شاذة هو رجل أعمال ناجح .. وهو كما يقول عنه أنصاره وخصومه معًا، يدير شئون الدولة بعقلية رجل الأعمال، حيث يفتقد إلى ما تسميه صحيفة الإيكونوميست البريطانية «فن المساومة السياسية».. فهو كمالك لشركاته وكمدير عام لها يتمتع بصلاحية مطلقة في اتخاذ القرار.. غير أن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار السياسي.. هنا يفقد السلطة المطلقة.. ويصبح مضطرًا للتقيّد بالقوانين وبالضوابط الدستورية.

ولعل التعثر الذي وقع فيه الرئيس ترامب حتى الآن يعود إلى أنه تصرّف في البيت الأبيض في واشنطن، كما كان يتصرف وهو في «مبنى ترامب تاور» في نيويورك من حيث كان يدير أعمال شركاته.. ولم يفرق بين الصلاحية المطلقة التي كان يتمتع بها لدى اتخاذ القرار وهو في الطابق 25 من بنايته الخاصة.. وبين الضوابط التي يفرضها الدستور في عملية اتخاذ القرار وهو في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

ونظرًا لأهمية وخطورة القرارات التي يتخذها الرئيس رئيس أقوى دولة في العالم، فقد كان من الحكمة إحاطته– حتى الإغراق- بالمستشارين المتخصصين في مختلف القضايا القانونية والسياسية والعسكرية الخ.. ففي عهد الرئيس الأسبق روزفلت مثلًا، كان عدد المستشارين لديه ستة أشخاص فقط، ارتفع في عهد الرئيس جون كنيدي إلى 196 شخصًا.. وواصل ارتفاعه مع تعقد وتداخل العلاقات الدولية بأبعادها السياسية والعسكرية والاقتصادية حتى وصل إلى أكثر من 500 مستشار في عهد كل من كلينتون وبوش.

أما الآن فقد ارتفع العدد إلى 1212 شخصًا.. ولكن الرئيس ترامب لم يعيّن من هؤلاء سوى القليل جدًا رغم حاجته الماسة إلى اختصاصاتهم العلمية التي يفتقر إليها بصفته رجل أعمال!! وقد خسر حتى بعض الذين عيّنهم.. وكان الرئيس أوباما وهو نفسه رجل قانون قد عين 50 مستشارًا قانونيًا في البيت الأبيض خلال فترتي رئاسته.. وفوق ذلك يعاني الرئيس ترامب من عدم انسجام العلاقات بين مستشاريه، خاصة بين اثنين من أهم هؤلاء المستشارين وهما صهره جاربد كوشنار، المكلف بملف الشرق الأوسط وستيف بانون مستشاره للأمن القومي.

في ضوء ذلك يبدو أن قواعد الرهان على قرارات الرئيس الأمريكي الجديد تختلف كثيرًا عن القواعد التي اعتُمدت مع سابقيه.. وهو ما يحتاج إلى دراسته بعناية واهتمام المتعاملين معه من أصحاب القرار في العالم العربي. وهو ده اللي هيخليني أشير الى الصدام الذي كاد أن يقع بين ترامب وبين زعيم كوريا الشمالية مهيب الركن الزعيم الترالالالي كيم جونج أون.

واللي هدد بتحويل جارته كوريا الجنوبية الى كوم تراب وهدد أمريكا وترامب وقال له بالفم المليان انا مش زي صدام حسين ولا القذافي واحنا مش عرب .. ورغم مرارة العبارة الا انها حقيقية وتكشف عن وجه أمريكا القبيح في التعامل مع المنطقة العربية والزعماء العرب وتكشف الوهن العربي .. اللهم نجنا من جنان الترامبولي ومن شطط مهيب الركن التراللالالي كيم جونج أون اللي كان ممكن يتطور الى حرب نووية ويروح العالم في شربة مية .. والله المستعان ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط