الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ازمة المراهنات


قضية المراهنات على مباريات الدورى العام المصرى، التى فجرها المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، منذ أيام قليلة، والتى شغلت الرأى العام، وجماهير الكرة المصرية، حقيقية، وخلال السطور التالية اكشف لك عزيزى القارئ ما توصلت إليه.

الحقيقة تقول إن عددا كبيرا من شركات المراهنات الدولية "المرخصة" والتى سأسردها خلال السطور التالية، قامت بإدراج مباريات الدورى العام المصرى وبعض الدوريات العربية عبر مواقعها الالكترونية، فى قوائم الرهان لديها، وآخر مباريات تم إدراجها للدورى المصرى كانت لقاءات الأسبوع 25، وبدأت تعلن عن مباريات الأسبوع القادم.

وأؤكد أن النظم والقوانين المتبعة فى تلك الشركات، تقول إنها حصلت على تفويض أو موافقات من أشخاص داخل مصر، لإدراج الدورى المصرى فى جدول مراهناتها، خاصة أن هذه الشركات تلتزم بمجموعة من الاشتراطات التى تؤكد أنها تراعى الإجراءات السليمة للمحافظة على قانونية عملها، وبسبب التزامها بهذه الاشتراطات، حصلت على تراخيص عمل، لا تستطيع مخالفتها.

أيضًا .. لا يستطيع أى متراهن ممارسة عمليات الرهان إلا بعد الدخول على المواقع التابعة للشركات لتسجيل اسمه وعنوانه ورقم تليفونه ورقم هويته أو جواز سفره، مع توضيح طريقة السداد، سواء فيزا أو ماستر كارد، أو إنشاء محفظة إلكترونية، والموافقة على كافة الشروط التى تضعها الشركة، بعدها يحصل على "كود سرى" يستطيع من خلاله إجراء المراهنات.

كذلك هناك وكلاء مراهنات، مهمتهم إنشاء حسابات مجوعات من المتراهنين أو المُقامربن على مواقع شركات المراهنات، وبالتالى تكون كل الإيداعات والسحوبات تتم من خلال (الوكيل) وهو نظام متبع فى عدد من الدول العربية، وهنا فى مصر يوجد وكلاء لشركات المراهنات الدولية.

المراهنات التي تُطَرح أثناء مباريات كرة القدم كثيرة، منها: الرهان على نتيجة المباراة بأكملها، أو على نتيجة أحد الأشواط، أو على الفريق الذي سيحرز الهدف الأول أو الأخير، أو على عدد الأهداف فردية / زوجية، أو على عدد الأهداف فى الشوط الواحد أو على العدد الإجمالى للأهداف خلال المباراة، أو على عدد الضربات الركنية، كما يوجد رهان على بطل دورى أو بطولة مجمعة.

هذه الشركات تعتمد إلى حد كبير على "بعض" من المصريين والعرب المقيمين بالخارج ممن يرغبون الرهان عبر مواقعها على مباريات كرة القدم الخاصة بالدورى المصرى أو التونسى أو المغربى أو الجزائرى أو السودانى أو السعودى أو الأردنى مقابل سداد مبالغ مالية.

يعتبر الرهان على نتيجة المباراة من أشهر المراهنات حيث يقوم الشخص بالمراهنة على نتيجة المباراة، وتنحصر المراهنة فى ثلاثة احتمالات: فور الفريق المضيف، التعادل، فوز الفريق الضيف، يتنبأ المتراهن بنتيجة المباراة من إحدى الاحتمالات السابقة.

ويفوز المتراهن أو "المقامر" بالرهان إذا كان تنبؤه صحيحًا، بينما يخسر أمواله اذا كان تنبؤه خاطئًا، وامتلك ايصالات ارباح لأشخاص تثبت ادراج مباريات الأندية المصرية على مواقع شركات المراهنات، منذ عدة سنوات، وأؤكد ان هذه الشركات تربح المليارات سنويًا، نتيجة وضع الدوريات العالمية والبطولات المختلفة للرهان عبر مواقعها، ومنها بالطبع مباريات الدورى العام المصرى.

بالطبع نرفض هذة الآفة المحرمة شرعًا .. نرفضها لانها تطال لعبة كرة القدم وتصل بنيرانها إلى قطاعات كبيرة من عناصر اللعبة .. لذا أضع أمام الجهات الرقابية، الحقيقة كاملة، وعليها التدخل سريعًا لكشف المستور، وتتبع مصادر هذه الكارثة، والتحقيق فى كل ما ينشر عن المراهنات التى تصل لحد التلاعب فى نتائج المباريات والبطولات.

واناشد تلك الجهات إتخاذ كافة الوسائل القانونية ضد من يثبت بحقه اقتراف هذه الأعمال، خاصة انها تمثل قضية فساد كبيرة لايجب السكوت عليها او إلتزام الصمت تجاهها.

وعلى اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة، التحرك فورًا لحماية حقوق الاندية وعدم الاكتفاء ببيانات ومداخلات تليفونية تنفى وجود مراهنات، الأمر بات واضح تمامًا، وأؤكد ان ماتقوم به شركات المراهنات من إدراج لقاءات الدورى المصرى على مواقعها، هو بمثابة إساءة بالغة للكرة المصرية، وللأندية صاحبة المنتج الذى يتم الرهان عليه، وتذهب أرباحه التى تقدر بمليارات الجنيهات إلى مجموعة من الفاسدين، معدومى الدين والضمير.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط