الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جادة الشانزليزيه.. وصفعات الدماء..!


هل تعتقدون أن ما وقع في جادة الشانزليزيه في باريس من حادث إرهابي على يد أبو يوسف البلجيكي سيكون العمل الإرهابي الأخير ..؟

مخطئ من يظن أنه بتكاتف الجهود الأمنية يمكن إبطال دانات الكتب التكفيرية ...!

ومخطئ من يظن أنه حتى بجودة العمل الاستخباري النوعي يمتلك القدرة على وقف زحف الإرهاب الذى يتوالد حول السطور ويتكاثر كالديدان حول الأشرطة والمناهج ودور عبادة ومراكز قوى تُشرف على إنتاجه واستثماره عبر بعض التيارات التي ترى القتل تدينا وهزيمة الآخر وإسالة دمه دينا ...!!

بدأت أشك في جدية من يعلنون أنهم متضررون من الإرهاب ويتصدون له ..

بينما هم يعلمون جيدا مراكز إنتاجه ودعمه وسطور غيه وبغيه .. وجهات تنظيره وتسريبه ... ومنابع تكاثره وتدريبه ... والسطور التي يبنى عليها الساطور منهجه وتنطلق البنادق من حولها مبتهجة بسرعة الاستجابة لما تمليه الضمائر المؤمنة بهذه التفاسير والفتاوي من واجبات الطاعة ..!

لا يمكن أن يكون مقبولا ذلك العته الذى يتم بموجبه مواجهة الإرهاب من خلال ضرب أطرافه وتقويه مراكزه .. ومن خلال مواجهة شظاياه ونحن ندعم دولا تنتجه وتصدره وتستخدمه لتمرير أجنداتها أحيانا ..!!

لقد أضحى الإرهاب خطرا كونيا .. وعلى شعوب العالم الضغط الإيجابي على حكوماتها لسحق سطور الإرهاب قبل ساطوره بعدما أصبحت اعتداءاته عابرة للحدود وليست موقوفة فقط على الأمة والأوطان المنتجة له ...!

وقف يوما شيخ الأزهر في لقاء تعايشي يخطب في الجموع بلوم النائحين على عالمه الذى سكت عن الإرهاب المسيحي واليهودي على حد قوله بينما يتهم هذا العالم الإسلام ويتهجم عليه ..! دون أن يشير لنا الشيخ الكبير عن جملة من الحقائق ...

هل تم تفجير جامع أو جامعة أزهرية في أي نطاق كوني على يد يهودي أو مسيحي تدينا كما يتم تفجير الكنائس ودور العبادة المختلفة بشكل دوري على يد أتباع التيار السلفي ...؟

وهل هناك مسيحي أو يهودي أو بوذي فجّر نفسه في سوق مزدحم بالمرتادين أو مسرح أو سينما أو تجمع جماهيري كما يفعل رجال التيار السلفي الذى ينتمي إلى قِبلة الشيخ بالوقت الذى يحتضن فيه الأزهر الوسطي منهج شيوخ السلفية وهم يكفرون غيرهم من أهل قبلتهم دون أن يتصدر لهم شيخ الأزهر وجامعته ليسقط مزاعمهم ؟

وهل هناك أمة في الأرض خرجت منها جماعة كغلاة الحنابلة التي يعرفها في التاريخ والواقع شيخنا الأزهري وقد ساحت في الأرض تقتيلا وإزهاقا للأرواح ولم تتصدر لها المجتمعات التي خرجت منها ونخبها كما حدث ويحدث عندنا وحولنا ..؟!

ومن أبطل العنف المسيحي وانتقده وسن القوانين المكافحة لنشوئه غير الأمم الغربية التي تبنت مناهج عقلية ونقدية وقفت حيال كل تاريخها وفركته بضميرها الإنساني ..؟!

ومن أوقف العنف اليهودي وحجمه وانتقده وسن القوانين المانعة لتطوره وانتشاره غير الأمة اليهودية عبر مفكريها الذين يقفون بالمرصاد أيضا لكل مسالك الحركة الصهيونية التي تحاول سرقة هوية المجتمع اليهودي الطبيعي والمسالم ... ؟!

حدث هذا فيما يقف مشايخنا عاجزين عن إطلاق صافرة إنذار واحدة أو دعوة جماهيرية عبر مكبرات صوت بيوم جمعة محتشدة كي يدعوا فيها طلابهم ومناهجهم وشعبهم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها للخروج في مظاهرات يتقدمها شيخ الأزهر ليدين داعش ويعلن فصلها من جسد العالم الإسلامي والتبرؤ من فعلها وتجريم أفعالها..؟

ما الذى يمنع شيخ الأزهر من الدعوة التي يتقدم فيها صفوف التبرؤ ... ويعلن النفير العام لتجريم فعل داعش السلفية برد همجيتها وقطع صلتها السلوكية بالإسلام وهديه ليمر التجريم بالتبعية على كل ما يشبه السلوك الداعشي عبر كل فصول تاريخنا وعهوده الماضية .؟

ما الذى يمنعنا من إنتاج العقل النقدي الذى يعمل على غربلة المشهد برمته فلا يبقى بالذاكرة إلا عملا صالحا نافعا للبشرية التي ننتمي إليها ..؟

إن من يتحدثون بلسان إنساني بينما هم يقدسون تاريخا مأساويا لن يكون سطرهم قادرا على المرور بين الصفوف وهم يغازلون من طرف خفي الساطور المتخفي بين الفتاوي وجملة من النصوص .
...
وعلى العالم أن يدرك أن أبا يوسف البلجيكي لن يكون رجلا واحدا وقد انتهى برصاصه أهلكته ..

بل عليه أن يوقن أن بهذا العالم مئات الآلاف من أبو يوسف البلجيكي قادرون على الفتك بأمانة ما دامت طريقته في التعاطي مع الإرهاب تمر عبر مقاومته إعلاميا بينما هو يتستر على دول كبرى تدعم مراكزه ماديا وفكريا وتُمنح منابره شرعية البقاء والقول في الغرب عبر شريعة حقوق الإنسان دون أن يدرك هذا الغرب أن الإرهاب قد خطف أتباعه ليحولهم إلى قبيلة من الوحوش المفترسة لا تنتمي بصفة للإنسانية التي تخاطبها مناهجه المعاصرة ..

فمتى نفيق من غفلتنا عبر تحرك يجعل أبا يوسف البلجيكي آخر مواليدنا لعالم اشتاق إلى الامن والأمان الذى منعته عنه بعض مناهجنا .. متى ؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط