الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الدفاع الجوي» ينهي استعداداته لاستقبال رسول السلام.. الشئون المعنوية تجهز حفلا عالميًا لبابا الفاتيكان.. وسائل إعلام دولية تنقل الحدث.. 25 ألفًا يحضرون قداس الصلاة.. ومفاجآت كثيرة في الحفل التاريخي

البابا فرانسيس بابا
البابا فرانسيس بابا الفاتيكان

  • زيارة البابا فرنسيس لمصر:
  • 25 ألفا يحضرون حفل قداس صلاة البابا فرنسيس بـ «ستاد الدفاع الجوي»
  • عرض أفلام وثائقية عن البابا والفاتيكان أثناء وجهود مصر في إعادة بناء الكنائس بعد حرقها في 30 يونيو
  • تصوير جوي للحفلة وتغطية عالمية من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المختلفة
  • طبع أكثر من 25 ألف علم عليه علما مصر والفاتيكان وكاب للحضور
  • بدء القداس في العاشرة صباح السبت ويستمر لمدة ساعة ونصف
  • الشئون المعنوية تنتهي من تجهيزات الحفل التاريخي وتقدم العديد من المقاجآت في الحفل الكبير
  • اتخاذ جميع التدابير الأمنية لتأمين الحفل الضخم وتأمين حضور وضيوف الحفل التاريخي


تستعد مصر للزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مصر، والتي ستبدأ يوم الجمعة بلقاء يستهله مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية، ثم لقاء مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ثم لقاء مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بالمقر البابوي بالعباسية.

ونظرا للأهمية «السياسية – الدينية» للبابا إلي مصر، كان على الدولة المصرية أن تجهز احتفالا يليق بأهم شخصية كنيسية عالمية، حيث إن توقيت الزيارة هام، ويأتي بعد تعرض مصر لعدد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت بعض الكنائس في مصر خلال الفترة الأخيرة، لإفشال زيارة البابا، لكن البابا والدولة المصرية أصروا على توصيل رسالة للعالم أن مصر «أرض الأنبياء والحضارات»، تستطيع أن تنشر السلام والتسامح للعالم جميعا.

وتأكيدا على الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة، في عملية المساهمة في إنجاح الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس، قامت «إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة» بتجهيز حفل استقبال ضخم في «ستاد 30 يونيو» والمعروف إعلاميا بـ «ستاد الدفاع الجوي»، بالتجمع الخامس، ويعاونها الكنيسة الكاثوليكية، في عملية التنظيم.

وقد استعدت إدارة الشئون المعنوية لحفل استقبال البابا، وسخرت جميع إمكانيتها لإنجاح الحفل، حيث سيحضر ما يقرب من 25 ألفا للاستاد قادمين من مختلف المحافظات، بعد أن تم توجيه الدعوات لهم، كما أن الحفلة ستبدأ في السابعة صباحا، وسيأتي البابا لمكان الحفلة في التاسعة والنصف صباحا ويبدأ «قداس الصلاة» في الساعة العاشرة صباحا حتى الحادية عشرة والنصف صباحا.

وترحيبا بالبابا في مصر، تمت طباعة 25 ألف علم، عليه علم مصر وعلم دولة الفاتيكان، كما تم عمل 25 ألف «كاب» للحضور، يُعطى للحضور، لحمايتهم من أشعة الشمس المتوقعة صباحا، كما تم توفير أكثر من 50 ألف زجاجة مياه للحضور.

كما سيستقل البابا سيارة «جولف» وسيقوم بالمرور بها على الحضور في الاستاد ويقوم بتحيتهم، وسيقوم عدد من «الكورال» بعزف بعض الترانيم القبطية أثناء الحفل، ومن المقرر أن يتم عزف الترانيم باللغة العربية والفرنسية والإيطالية، وتستمر على مدار 3 ساعات قبل ترؤس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، القداس.

وعلى الأرض، تمت تغطية أرض الملعب بطبقة مخصصة خاصة بالاحتفال، يتوسطها «المذبح» وبعض التجهيزات الخاصة بالقداس، كما تم تجهيز الاستاد بوضع شاشات عملاقة كبيرة لنقل القداس للحضور، كما أنه تم تجهيز صورة كبيرة «للعذراء» وعلى يمين ويسار الصورة سيكون بها ما يقرب من «2000 بالونة» تُطلق في الهواء في وقت مُعين.

كما تم تجهيز عدد من الأفلام الخاصة بالبابا فرنسيس من إنتاج إدارة الشئون المعنوية، ومن إنتاج الكنيسة الكاثوليكية، كما ستقوم وسائل إعلام محلية وعالمية ووكالات أنباء عالمية بتغطية الحدث التاريخي ونقله على الهواء مباشرة لجميع أنحاء العالم، وسيتم تصوير الحفلة عن طريق كاميرات أرضية، بالإضافة إلى «تصوير جوي».

كما سيتم عرض فيديو لاستهداف العناصر الإرهابية لـ 54 كنيسة عن طريق حرقها، وذلك بعد ثورة 30 يونيو وخروج المصريين في ثورة تاريخيه، وكيف نجحت الدولة المصرية في إعادة ترميم تلك الكنائس وفتحها لكي تتم الصلوات فيها.

وعلى الصعيد الأمني، اتخذت الأجهزة الأمنية المختلفة جميع استعداداتها لتأمين الحفل الضخم، وتأمين حضور وضيوف الحفل التاريخي، كما تم التنسيق بين جميع قطاعات ومؤسسات الدولة لإخراج الحفل بالصورة التي تليق بمصر والدولة المصرية.

تأتي زيارة البابا لمصر لتؤكد الأهمية السياسية والإستراتيجية للقاهرة، ودورها في إقرار عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وقدرة مصر بوسائلها المختلفة لوقف العنف المتنامي في المنطقة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب المنتشرة حول العالم.

من هو البابا فرنسيس؟
أسمه باللاتينية «Franciscus»، هو البابا رقم 266 على السدة البطرسية للكنيسة الكاثوليكية هو خليفة بطرس وأسقف روما والحبر الأعظم، أسمه بالميلاد «خورخي ماريو بيرجوليو - Jorge Mario Bergoglio»، تاريخ انتخابه بابا للفاتيكان 13 مارس 2013، وقد ولد البابا في 17/12/1936، وهو أرجنتيني الجنسية.

وقد تم تنصيب البابا بشكل رسمي في ساحة القديس بطرس يوم 19 مارس 2013، في عيد القديس يوسف في قداس احتفالي كبير.

مناصب البابا السابقة
- رئيس أساقفة بيونس آيرس بالأرجنتين «1998 – 2013»
- مسئول الكنائس الكاثوليكية الشرقية في الأرجنتين «1998 – 2013»
- رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرجنتين «2005 – 2011»
- أسقف مساعد في بيونس آيرس «1992 – 1998»
- الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين «1973 – 1979»
تاريخ سيامته الأسقفية «27 يونيو 1992»

مُنح البابا فرنسيس الرتبة الكاردينالية من البابا يوحنا بولس الثاني عام 2001، كما انتُخب بعد انعقاد مجمع يُعتبر الأقصر في تاريخ المجامع المُغلقة بعد استقالة قداسة البابا «بندكتوس» السادس عشر.

والبابا فرنسيس هو أول بابا من الأمريكتين، ومن أمريكا الجنوبية، ومن الأرجنتين، منذ عام 741، هو أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا «غوريغوريوس الثالث»، كما أن البابا فرنسيس هو أول بابا راهب «من الرهبنة اليسوعية» منذ البابا «غوريغوريوس» السادس عشر، وهو أول بابا يسوعي على الإطلاق.

اللغات التي يتقنها البابا ويتحدثها هي الإسبانية، والإيطالية، والألمانية، والفرنسية، والأوكرانية، بالإضافة إلى الإنجليزية.

اسم البابا
باختياره اسم «فرنسيس»، يُعد البابا أول «حَبر» منذ عهد البابا «لاندو» «913 – 914»، لا يختار اسمًا استعمله أحد أسلافه، كما أنه أول بابا يتسمى باسم "فرنسيس".

والتسمية جاءت على اسم «القديس فرنسيس الأسيزي»، الذي لعب دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وترك حياة الترف واختار حياة الزهد، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء، ونادى بإعادة بناء الكنيسة، ووصفه البابا بكونه رجلًا يدافع عن السلام في عالم تتقاذفه الحروب، ويُدافع ويُحب الطبيعة في عالم يتجه نحو التلوث.

كذلك الأمر، فإن البابا بوصفه راهبًا يسوعيًا، يأتي اختياره اسم فرنسيس تكريمًا للقديس «فرنسيس كسفاريوس»، الإسباني، وأحد مؤسسي الرهبنة اليسوعية التي ينتسب إليها البابا.

شعار البابا
حافظ البابا فرنسيس على السمات الأساسية في الشعار الذي كان قد اختاره منذ أن كان رئيسًا لأساقفة «بيونس أيرس»، حيث اعتلى الشعار تاج أسقف عادي كما حافظ على الخلفية الحمراء والذهبية، والدرع الذي يتوسط الشعار، توسطه شعار الرهبنة اليسوعية التي ينتمي إليها البابا، والتي تشير إلى المسيح وتحوي ثلاثة أحرف لاتينية هي اختصار «المسيح مخلص الإنسان».

وشعار الرهبنة اليسوعية أساسًا هو عبارة عن شمس ساطعة يتوسطها أحرف لاتينية تختصر العبارة السابقة، إلى الأسفل من درع الشعار، نحو اليمين وُضع عنقود عنب يشير إلى القديس يوسف، الذي يرمز إليه في تراث أمريكا اللاتينية بثمرة العنب، أما إلى اليسار وُضعت نجمة تشير إلى مريم العذراء، إذ إنّ "نجمة البحر" هو أحد ألقابها التكريمية في الكنيسة الكاثوليكية.

والشعار المكتوب للبابا، هو باللاتينية «Miserando atque eligendo» والذي يمكن ترجمته "لأنه نظر إليه من خلال عيون الرحمة اختاره". فشعار البابا مُقتبس من اختيار المسيح للقديس متى.

حياة البابا
عرُف عنه على الصعيد الشخصي وكذلك كقائد ديني، التواضع، والبساطة، والبُعد عن التكلف في التقاليد، ودعم الحركات الإنسانية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتشجيع الحوار، والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات.

تعديلاتــــــــــه للتقاليـــــــــــد البابويـــــــــــة
بعد انتخابه حبرًا أعظم، ألغى الكثير من التقاليد البابوية، منها رفض الإقامة في القصر الرسولي المقابل لساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وفضَّل الإقامة في بيت القديسة «مرثا»، وهو بيت صغير لاستقبال ضيوف الفاتيكان، ليكون بذلك أول بابا منذ «بيوس العاشر» لا يتخذ من القصر الرسولي مقرًا دائمًا لسكناه، وهو لا يستخدم القصر الرسولي إلا للإطلالة على الحشود يومي الأحد والأربعاء كما هي العادة.

احتفظ بالصليب الحديدي الذي كان يرتديه كرئيس أساقفة ولم يرتد الصليب الذهبي الذي ارتداه سابقيه خلال الأيام الأولى من حبريته «أطلّ ببطرشيل» عادي أبيض اللون، بدلًا من الأحمر الذي يفرضه التقليد.

وُصف بكونه «البابا القادر على إحداث تغييرات»، واعتبرت الصحافة الإيطالية انتخابه «ثورة في تاريخ الكنيسة».

تعليــــــــــمه
يشدد البابا على أهمية ترسيخ "ثقافة التلاقي" بدلًا من ثقافة التنابذ والخلافات، والسلام، ويركز أيضًا على الرحمة بأنها «أقوى رسالة من الرب».

علاقتــــــه بالأديـــــــان والكنـــــــائس والمـــــــذاهب الأخـــــــرى
يقول البابا إن الكنيسة الكاثوليكية تحترم جميع الأديان الأخرى التي تحاول الوصول إلى الله، والإجابة عن الأسئلة الوجودية بالنسبة للبشر، ويظهر دائمًا كصديق للمجتمع الإسلامي، ويتخذ موقف «الداعم للحوار».

ويُعرَف عن البابا رغبته في التقارب مع الكنائس المسيحية الأخرى، داعيًا لمزيد من الوحدة بين جميع المؤمنين بالمسيح، كما عمل على إنهاء أي مظهر من مظاهر الشقاق مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

ويقول البابا عن العلاقة مع البروتستانت إنها علاقة "بناء الجسور، وإظهار الاحترام، ومعرفة الاختلافات، وإن الأساسيات جميعنا متفقون عليها، وهي يسوع المسيح، القائم من بين الأموات، والمنتظرين لمجيئه الثاني.

علاقتــــــه بمصــــــر وموقفــــــه تجــــــاه الشـــــــــــرق الأوســـــــــط
في نوفمبر 2014، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارة تاريخية جاءت تقديرًا لمواقف البابا إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامي، والجهود التي يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكري في سوريا.

ووجه البابا الدعوة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لزيارة الفاتيكان، والتي لباها في مايو 2016، حيث كانت زيارة مهمة وتاريخية اتسمت بالود، واتفق فيها الطرفان على استعادة الحوار بعد تجمده عدة سنوات، واتفقا على إذكاء روح التسامح، والتعاون على نبذ الإرهاب.

واعتبر البابا فرنسيس العمال المصريين الذين ذُبحوا على يد داعش في فبراير 2015 "شهداء"، وذكر أنهم قُتلوا "لمجرد كونهم مسيحيين"، وأقام فورًا قداسًا في الفاتيكان على أرواحهم، مُنددًا ببذرة الخطيئة داخل الإنسان، ورغبة التدمير في قلوب الأشرار.

فور تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016، عزى البابا فرنسيس الرئيس السيسي، والبابا تواضروس قائلا له: "إننا متحدون معًا في دماء شهدائنا". وفي صلاة الأنجيلوس في ذات اليوم، رفع البابا صلواته من أجل "ضحايا الاعتداء الإرهابي الوحشي" بمصر.

وقد أدان البابا العنف من الحرب الأهلية السورية فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، طلب البابا فرنسيس من أجل السلام وأعلن أن "الحرب، تؤدي إلى الحرب وﻻ يمكن أن يؤدي العنف إلى السلام والحرب يؤدي إلى الحرب والعنف يؤدي إلى العنف.

دعا إلى التعاون بين المسيحيين والمسلمين، وخلال أحد خطاباته، تكلم فرانسيس فيما يتعلق في نهاية شهر رمضان، وذكر أن كلا من المسيحيين والمسلمين يعبدون نفس الإله، وأعرب عن أمله بأن المسيحيين والمسلمين يجب أن يعملوا معا لتعزيز الاحترام المتبادل.

إنجازات مهمة للبابا في السلام العالمي
قام بـ «إذابة الجليد» بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية، كما كان له دور واضح وتأثيره المباشر في أمريكا اللاتينية بالأخص في كولومبيا حيث يبدو أنّ التهدئة لمست الحكومة والجماعة الثورية FARC وأخيرًا إعلان التهدئة بين تشيلي وبوليفيا.

كما قام بتحقيق السلام مع الأرثوذكس، وبرز ذلك في اللقاء الذي حصل مع البطريرك كيريل وفيه بدأت عملية تواصل وتعاون بين الكاثوليك والأرثوذكس، وهذه خطوة تاريخية.

البابا مع اليهود والمسلمين أيضًا، فبعد زيارة الكُنيس سيزور مسجد روما، من دون أن ننسى تجديد الحوار مع جامعة الأزهر عندما زارها وفد من المجلس الحبري للحوار بين الأديان وقد دعوا الإمام الأكبر لزيارة البابا في روما.