الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضيلة الخداع الاستراتيجي


على مدى عشرين عاما نجح نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في السيطره على الأسعار وتثبيت سعر الدولار، وانتهت خطة السيطره الوهمية إلى ثورة على هذا النظام رفعت شعارات متعددة أولها المطالبة برغيف العيش، وبعد زوال هذا النظام تعاقبت على مصر أنظمة مختلفه انتهت بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قرر رفع الغطاء عن حالة الوهم التي عاشها الشعب المصري ومواجهته بالحقيقه التي غابت عنه فلم يعد يدرك التقييم الحقيقي لاقتصاد بلده وقيمة عملتها الحقيقيه وحجم صادراتها الذي يكاد لايذكر ، ولم يعد يعرف أي معلومة حقيقية عن تدني مستوى الدخل القومي وتراجع معدلات الإنتاج لمستويات كارثيه ، كما انه لم يعرف حجم الاستنزاف القوي التانج عن الفساد الممنهج ، فظن أن الاستقرار الاقتصادي الظاهري هو حالة حقيقية فارتكز عليها ورفع سقف معدلاته الاستهلاكية دون توقف ، ورغم ذلك فإنه لم يتوقف يوما عن الشكوى ولم يبذل جهدا لتعديل سلوكه الاستهلاكي ، وقرر أن يختار طريق الثوره عام ٢٠١١، والتي رفعت شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية دون أن تحدد آليه واحدة لكيفية تنفيذ تلك الشعارات وبعد أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي مواجهة شعبه بالحقيقة المؤلمة التي تستوجب وقفة تاريخية حقيقيه لن تبدأ إلا بإجراءات فعليه لايقاف النزيف الاقتصادي وبناء قواعد علميه لرفع معدلات الإنتاج وتقليص الواردات والتصدي للفساد اليومي.

عاود الشعب المصري حنينه الى ماضيه الذي ثار عليه وراح يتحسر على ايام مبارك ليثبت انه طالما كان لديك القدره على خداع الناس زادت قدرتك على السيطره عليهم ، واذا واجهتهم بالحقيقه اصبحت ضحيه لهم الشعب المصري الثائر عام ٢٠١١ قرر ان يعود الى قواعده سالما تاركا مخلفاته الثوريه في مواجهة من فرض عليه القدر ان يتحمل المسئوليه وكأن عبد الفتاح السيسي الذي ظهر بطلا يوم ٧/٣ لم يخض الانتخابات الرئاسيه الا ليستنرف شعبية نفسه ، الرئيس المنتخب الذي يواجه حربا حقيقيه ضد الارهاب الممول دوليا ، والذي يجوب العالم لكسر حالة العزله الدوليه التي تحاول اطراف فرضها على مصر ، والذي يواجه الفساد بقسوه ، يفتقد للقدره على الخداع الاستراتيجي وقرر انكار ذاته ومواجهة شعبه بالحقيقه .

وكان الشعب المصري الثائر قرر ان يخوض ثورته دون ان يتحمل اي مسؤليه ثوريه ، فلم يعد يهتم بحجم الخسائر التي تعرضت لها الدوله ومنشأتها ، ولا بحجم الاختراقات التي تعرض لها وطنه ، ورغم رحيل مبارك الا ان الثوار عادوا لسيرتهم الاولى يجاهرون بحقهم في نفس جرعات الخداع التي ادمنوها سنوات طويله ، وحده عبد الفتاح السيسي قرر ان يتحمل معاناة والام الاعراض الانسحابيه التي تعانيها طبقات اجتماعيه متعدده الشعب المصري العظيم الذي لم يجد من يحنو عليه اصطف منتظما لشراء حلوى المولد دون ان يسال من اين جاءت كميات السكر في ظل الازمه القائمه، ثم اصطف مره اخرى لشراء الفسيخ باسعار طائله ، وهو الان يستعد لطوابير الكنافه والقطايف في شهر رمضان المبارك وهذه مشكله قوميه لان الوقت لن يسعفه لاخذ استراحه استعدادا لطوابير الكحك.

الشعب المصري العظيم على موعد مع ازمه مصيريه طاحنه لقد حل فصل الصيف وحان وقت الهجره الى الساحل الشمالي والمصروفات ستتضاعف ماذا نحن فاعلون ؟! ، الاجابه : سنذهب الى الساحل وندخن الشيشه بنكهاتها المختلفه ونواصل سهراتنا اليوميه لتقييم اداء الرئيس ولامانع من النقد لانتشار اكمنة الشرطه على الطرق والتي عادة ماتتسبب في تاخرنا عن حفلات كبار النجوم بالشواطئ الشهيره.

وقبل ان يظن البعض اني اتحدث عن طبقه بعينها ، ماعليك الا ان تتجول مساء كل خميس باي منطقه شعبيه او عشوائيه وشارك كمدعو مجهول في اي فرح مقام في الشارع وحاول ان تتخيل حجم الانفاق على مختلف انواع المواد المخدره المقدمه والتي كلما زادت وتنوعت عبرت عن ثقل وصيت صاحب هذا الفرح بمنطقته بعد انقضاء الفرح عد الى منزلك وتاكد ان الخداع الاستراتيجي فضيله لها مفعول السحر على الشعوب ، واستيقظ في الصباح واتجه الى الساحل وافتعل مشاجره مع اول فرد شرطه ثم ابدا حملتك على تويتر وفيس بوك ضد الرئيس الدي تراجعت الحريات في عهده !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط