الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء تتفق مع البرلمان الأوروبى على عقد مؤتمر دولي في بروكسل حول مواجهة التطرف.. وملك بلجيكا يمنح "علام" دعوة مفتوحة لإلقاء محاضرات عامة عن تعاليم الإسلام

صدى البلد

رئيس البرلمان الأوروبي: 
استقرار مصر يعني استقرار المنطقة بأكملها
ملك بلجيكا لمفتي الجمهورية: 
أتابع ما تكتبه عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة الإرهاب
المفتي لرئيس الاتحاد الأوروبي: 
نحتاج للتقارب والتعاون لنشر السلام في العالم
المفتى للبرلمان الأوروبي: 
التضامن مع مصر أبلغ رد على الجماعات الإرهابية
مفتي الجمهورية لملك بلجيكا : 
حرب مصر ضد الإرهاب والتطرف دعم للسلام العالمي
المرأة في نظر التنظيمات الإرهابية سلعة تباع وتشترى
الرئيس المصري يولى اهتمامًا كبيرًا بقضايا تجديد الخطاب الدينى

اتفق الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مع رئيس البرلمان الأوروبي على عقد مؤتمر دولي بين البرلمان الأوروبي ودار الإفتاء المصرية، في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل حول آليات مواجهة الفكر المتطرف.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي: "إن دار الإفتاء مؤهلة للقيام بذلك، وتجربتها الإلكترونية الرائدة في مجلتها insight محلُّ إشادة أعضاء البرلمان الأوروبي".

وأضاف: أن استقرار مصر يعني استقرار المنطقة بأكملها؛ لما لمصر من ثقل ديني وحضاري كبير.

وثمَّن رئيس البرلمان الأوروبي جهودَ مفتي الجمهورية لنشر ثقافة السلام والتعايش ونبذ الصراع بين جميع أتباع الأديان والثقافات المختلفة، ودعوته إياهم إلى التعاون سويًّا من أجل عمارة الكون.

وأكد إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن بلجيكا وكلَّ دول الاتحاد الأوروبي تتوق إلى الوسطية، موضحًا أن الوسطية الإسلامية مفتاحها -من دون مبالغة- مصر، وعلى قدر ما تتوق مصر لتنويع علاقاتها شرقًا وغربًا، تحتاج هذه الدول إلى مَن يمدُّ مسلميهم بالوسطية في الدعوة والتعليم والإفتاء.

وأضاف مستشار مفتي الجمهورية -في تصريحات له من بروكسل- أنه قد تم الاتفاق أيضًا على أن تقوم دار الإفتاء المصرية بتدريب علماء الدين في بلجيكا؛ من أجل مواجهة الفكر المتطرف، والمشاركة الفعالة في تحقيق المقاصد الوطنية لبلادهم والمقاصد الإنسانية الراقية عامَّةً.

وأكد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- أننا نحتاج إلى التقارب والتكاتف والتعاون مع الجميع؛ من أجل نشر السلام والتسامح في العالم أجمع.

وأضاف خلال اجتماعه مع فان رومباي -رئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيس وزراء بلجيكا السابق- أن دار الإفتاء تعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين وإصلاح ومواجهة التشويهات التي تقترفها الجماعات الإرهابية، التي ساهمت في انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب تحديدًا.

وأوضح المفتي أن ظاهرة التشدد والتطرف موجودة في جميع الأديان من قديم الزمان، وليست مختصة بدين بعينه، وقد ظهرت في فترات من تاريخ المسلمين تحت أسماء مختلفة.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة اتخذت من الدين ستارًا، بينما الدين في أصله يدعو إلى الوسطية والرحمة والتزكية والعمران، ويحرم التشدد والغُلو والإرهاب، وأن جماعات التشدد والتطرف والإرهاب كلها تنهل من معين واحد، وإن اختلفت أسماؤها، هو فكر ﺍلخوﺍرﺝ الذي ظهر في منتصف القرن السابع الميلادي، وداعش يمثل أحد هذه الموجات التكفيرية.

وأكمل مفتي الجمهورية: "نحن في مصر، وخاصة في المؤسسة الدينية الإسلامية والمسيحية، نركز علي مكافحة داعش فكريًّا ونسعى إلى فضح البنية الأيديولوجية له"، لافتًا إلى أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف في العالم الإسلامي وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن إلى مجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا بشكل معمق؛ حتى نعالج هذه الظاهرة التي باتت تهدد العالم أجمع.

وأكَّد علام أن فهم الدين على النحو الصحيح يحتاج إلى متخصصين يفهمون النص الشريف، ويدركون الواقع المعيش، ويعرفون كيفية الوصل بينهما، أو باختصار نحتاج إلى إشاعة ثقافة احترام التخصص.

وأوضح المفتي -خلال اللقاء- أن الجهاد بمعنى القتال شُرع لرفع العدوان، وهو الاستثناء المكروه لا القاعدة، والضرورة التي تُقدَّر بقدرها، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]، ولا يجوز اللجوء إليه إلا دفاعًا عن الأوطان.

ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية دائمًا ما تجتزئ آيات القتال في القرآن وتبترها من سياقها، ولا تربطها بالآيات قبلها وبعدها؛ حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم المسلمون ما تحث عليه الآيات وما أحكامها، فتظهر على أنها دعوة للقتل فقط ودون أسباب.

وأكد مفتي الجمهورية أن العلاقة مع غير المسلمين في نظر الجماعات الإرهابية هي السيف والحرب والصدام، وأن ما ورد في القرآن والسنة من أخلاق العفو والغفران والصفح والصبر والبر والقسط والتسامح في التعامل مع الآخر، كله منسوخ بآية السيف.

وأضاف أن الفكر المتشدد يريد أن يسحب مسائل الماضي في حاضرنا؛ ولذلك تراه قد حوَّل هذه المسائل إلى قضايا، وإلى حدود فاصلة بينه وبين من حوله، وهذه القضايا يتعلق أغلبها بالعادات والتقاليد والرسوم، كالملابس والهيئات وطريقة الأكل والشرب.

وأشار إلى أن أصحاب الفكر المتطرف تسيطر عليهم عقلية المؤامرة؛ حيث يرون كل من حولهم وكأنهم يحيكون ضدهم مؤامرات، ويحاولون أن يبيدوهم ويدمروهم؛ مما يجعلهم متحفزين دائمًا، بأن يكونوا ضدًّ من حولهم ومعاندين لهم.

وحول نظر المتطرفين إلى المرأة قال المفتى: "إن المرأة في نظر التنظيمات الإرهابية سلعة تباع وتشترى وتهدى للمقاتلين كعبيد جنس، وهو ما يعد تحقيرًا من شأن المرأة وتجريدًا لها من إنسانيتها، وتصويرها باعتبارها بضاعة تباع وتهدى إلى الغير".

أما عن نظام الحكم في الإسلام فأوضح مفتي الجمهورية أنه متروك للعُرف دون إلزام ديني بنظام معين، مشيرًا إلى أن الفكر المتطرف يعتمد على استخدام لغة مبهمة غير محددة بمعانٍ متقلبة ومختلفة، وأن المتطرفين يعالجون الأمور بنظرة غير متوازنة، فيتعاملون مع توافه الأمور بجدية وصرامة ويتعاملون مع الأحداث العظام بسطحية وتسفيه.

وأضاف أن الجماعات الإرهابية تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب ديني واحد، يعتمد السردية الجهادية التي تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن، الذي يرغب في المغامرة في إطار إسلامي دون وعي ولا بصيرة.

وأوضح أن الجماعات الإرهابية ترتكب جرائم منكرة في حق الحديث النبوي كذلك؛ إذ ينطلقون إلى كلمات من الهدى النبوي الشريف، فينتزعون الكلام النبوي من سياقه.

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى فى الخطاب الإفتائي.

وقال "علام"، في لقائه بأنطونيو تاياني، رئيس البرلمان الأوروبي، إن المتطرفين يعتمدون على فتاوى شاذة ومنحرفة لتبرير إجرامهم، وهو ما نعمل على محاربته عن طريق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بالدار الذي يرد عليها ويفندها ويبين انحرافها.

وأضاف المفتي: "إننا في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمى لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي"، مشددًا على أن التضامن مع مصر الآن هو أبلغ رد على الجماعات الإرهابية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا بقضايا تجديد الخطاب الدينى ويقدم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية فى مصر فى سعيها لإيجاد خطاب وسطى متصل بالأصل ومرتبط بالعصر".

وتابع: "دار الإفتاء المصرية تعتبر شريكًا فاعلًا في كل الأحداث العالمية، ويتمثل دورها في نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات وإيفاد علمائها لبيان صحيح الإسلام، وقد قادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين ولتصحيح الصور النمطية عن الإسلام ونبي الرحمة".

واستعرض المفتي خلال اللقاء التطورات على الساحة المصرية، حيث أشار إلى أن مصر بلغت درجة كبيرة من الاستقرار والأمن بفضل تحرك القيادة السياسية الواعي، مؤكدًا استمرار منظومة العمل والتنمية بشكل منظم ومنهجي من أجل تحقيق المزيد من التطور في جميع المجالات.

وتطرق مفتي الجمهورية إلى الجهود التي تقوم بها مصر في سبيل مكافحة الإرهاب، وما تقوم به المؤسسات الدينية المصرية من أجل تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما شابه من أفكار مغلوطة كأحد محاور محاربة الفكر المتطرف، مؤكدًا حرص الدولة المصرية على الحفاظ على وحدة النسيج الوطني ومنع أي محاولات للنيل منه وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش.

وطالب البرلمان الأوروبي ببذل المزيد من الجهود التي تحول دون استمرار الإساءة للدين الإسلامي في أوروبا، أو إثارة الكراهية نحو المسلمين في الغرب حتى ينتشر السلام في العالم.

وفي نهاية اللقاء، أهدى مفتي الجمهورية رئيس البرلمان الأوروبي ألف فتوى مترجمة للغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية للرد على مزاعم المتطرفين وتفنيد أباطيلهم التي يروجونها على الفضاء الإلكتروني لإيقاع الشباب في براثن الفكر المتطرف.

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية: إن الحرب التي تخوضها مصر ضد قوى الظلام الإرهابية التي أراقت الدماء ولم تفرق بين دين ولا عرق، هي دعم للسلام العالمي وتعزيز للقيم الإنسانية المشتركة، لافتًا -في مباحثات أجراها مع العاهل البلجيكي، الملك فيليب، في القصر الملكي بالعاصمة بروكسل ظهرَ اليوم- إلى ضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام، وبين المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة، مشددًا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليًّا مع الجوهر الحقيقي لرسالة الإسلام والفهم الصحيح لتعاليمه.

ودعا مفتي الجمهورية المنتدياتِ الدوليةَ ودوائر صُنْع القرار العالمي إلى إتاحة الفرصة الكاملة أمام العلماء المتخصصين للتحدث بلسان الدين الإسلامي؛ "حتى لا نترك الساحة للمتطرفين الذين يشوهون الإسلام ويهدمون الإنسان".

وقال المفتي: إننا في دار الإفتاء المصرية نبذل جهودًا دءوبةً نحو الوصل بين الإسلام والواقع المعيش، ونصدر الفتاوى التي تحقق مصالح الناس واستقرار المجتمعات وفق منهجية رصينة وفهم صاف لتعاليم الشريعة الإسلامية.

وشدَّد مفتي الجمهورية في مباحثاته على أن مصر خَطَتْ خطواتٍ واسعةً في محاصرة الفكر التكفيري، وأنها تنعم بالأمن والأمان، لافتًا أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، مؤكدًا أن مصر حذَّرت العالمَ من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا، ولم تجد دعوتُها آنذاك آذانًا مصغية.

وتابع مفتي الجمهورية قائلًا: "لقد عززنا من المشترك الذي يتقاسمه الإسلام والمسيحية وغيرها من الديانات؛ لإيماننا بأن الأديان تدعو إلى المحبة والسلام والتعايش".

وأضاف المفتي أن مصر حريصة على الانفتاح على العالم، وتمد يدها للتعاون بما يحقق المصلحة المشتركة ويعزز من السلم العالمي.

كما تطرق إلى الأهمية التي توليها دار الإفتاء لاستخدام تكنولوجيا المعلومات وشبكة المعلومات الدولية؛ لنشر خطاب وسطي معتدل قادر على مواجهة القدرات العالية لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة في هذا المجال، مشيرًا في هذا الصدد إلى إصدار مجلة إلكترونية بعنوان "بصيرة" ترد على أكاذيب الجماعات المتطرفة باللغة الإنجليزية.

وأخيرًا، أكد المفتي على أن دار الإفتاء لن تألو جهدًا في مساعدة بلجيكا ودول العالم في بلورة خطاب ديني وإفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في بلجيكا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.

أكد العاهل البلجيكي، الملك فيليب، أن الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية - يعد أحد القيادات الدينية الإسلامية المشهود لها عالميًّا، التي تتمتع بقبول كبير في الأوساط العلمية والثقافية في العالم أجمع، مشيرًا في لقاء خاص جمعه مع مفتي الجمهورية، ظهرَ اليوم في العاصمة بروكسل، إلى امتلاك فضيلته لقدرات وإمكانيات كبيرة للتواصل مع العالم.

كما لفت العاهل البلجيكي إلى أنه متابع جيد لكل ما يكتبه فضيلته في الإعلام العالمي عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة التطرُّف والإرهاب.

ووجَّه ملك بلجيكا دعوة مفتوحة لمفتي الجمهورية لإلقاء محاضرات عامة عن تعاليم الإسلام الصحيحة في بلجيكا في إطار سعيها لفتح قنوات مع القيادات الدينية المرموقة حول العالم.

وثمَّن ملك بلجيكا الدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في نشر الوعي الصحيح بالدين الإسلامي في الفترة الماضية، ودورها المؤثر والملموس في المجتمع المصري والعالم.