الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسلام مُتبرِّئًا : جعلوني مجرما!


خطر الإرهاب لا يختلف عليه اثنان ممن لا زالت قلوبهم تنبض بالحب والرحمة والمودة ، فما أكثر من كتب عن هذا الخطر الذي ما زال قائما فينا يعادينا ونعاديه يحاربنا ونحاربه، وكم هي عديدة تلك الجهود التي تبذل من جهات أمنية وإعلامية وسياسية مخلصة لمحاربة هذا الوباء الذي ابتلينا به.

لكن يبدو أنه رغم كثرة الجهود إلا أنها غير متكاملة وينقصها الكثير من التنسيق الذي بقلة درجته أضعف نتائجها على أرض الواقع !

وليس بمتسع أن نسترسل في انعكاسات هذا الوباء وتداعياته على اقتصاد مصر، خاصة السياحة التي تعد مصدرا رئيسيا من مصادر الدخل القومي المصري وباب رزق لآلاف الشباب من الجنسين، وهذا معلوم للجميع، لكن يبقى تأثيره المباشر وغير المباشر على العلاقات الإنسانية والإجتماعية في مجتمعنا بكل أطيافه التي كانت وما زالت متوحدة "إلى الحد المطمئن " يبقى تأثيره على تلك العلاقات وهذا النسيج الأصيل ،تأثيرا سيئا بدرجة مخيفة ، فهؤلاء الحاقدون أرادوا ضرب هذا التوحد وتفجير هذا النسيج ، فاستخدموا ضعاف العقول وضعاف الإيمان وربما ضعاف المادة أيضا.

فجاءوا بهذا الشاب الذي أعدوه إعدادا خبيثا وما جاءوا به إلا كيد كائد وسحر ساحر وخبث خبيث، فالإرهابي الذي اتبع بكل جوارحه وأحاسيسه وصاغ أذنيه لمن سخروا عقله وقلبه ودسوا فيه سمومهم كي يفجر نفسه بهدف التقرب إلى الله ونيل " الشهادة بوابة الجنة "!! فما هو إلا جاهل جهل مدقع ، وغبي شديد الغباء ، فهو أشبه بمن كانوا يصنعون الأصنام ويعبدونها زعما منهم أنها تقربهم من الله !

إنه اتبع هواه ومن أضلوه وعلى القتل حرضوه، ونسوا أن الله لا يعطي الجنة لقاتل الأنفس وزاهق الأرواح بدون وجه حق يذكر، فلقد خاب وضل العابد وخاب الصنم المعبود، و لهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب أليم ، فهو أشبه بمن اتخذوا من دون الله أندادا أحبوهم كحب الله، وحين يسألون سيقولون أطعنا سادتنا وكبراءنا !

سوف تطاردكم لعنة الله اينما كنتم أيها الداعشيون، وأنت يا من عبدت واطعت أوامر الجبناء المتآمرين على وطنك ودينك وأهلك واتبعت أفكارهم ففجرت نفسك فقتلت غيرك وانتحرت وخلفت من بعدك عارا سينال أهلك وذويك مدى الحياة.

فالله لطيف بعباده ، فكيف يقرب إليه من يقتل عباده ويزهق أرواحهم بكل خسة وحماقة وإجرام وإرهاب ، كيف للدين أن يدعوا لقتل كل من خالفه وهو من قال " لا إكراه في الدين " وكيف يحث على إراقة دماء الأبرياء وإطفاء نور قلوبهم ودفن سعادتهم ليحل الحزن في حياتهم للأبد وهو القائل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

إن آيات القتال والحاكمية والخلافة التي يحتجون بها ويبررون بها إرهابهم إنما هي مجتزة من سياقها من نصوص القرآن الكريم! أليسوا كالذين حرفوا الكلم من بعد مواضعه! " قراطيس يبدونها وقراطيس يخفونها "! أليس هذا هو الزيف والكذب على الله وعلى عباد الله..
بين قوسين : "الدين والأوطان والبشر كلهم لله ،الله الذي لم يعط أحدا صك الوصاية حتى للرسل والانبياء
"لست عليهم بمسيطر" .. "إنما انت منذر ولكل قوم هاد"،  "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم".

تأكيد تحريم الوصاية على البشر من البشر حتى ولو كانوا أنبياء الله ورسل السماء .. فليذهب كل الأوصياء المزيفون إلى الجحيم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط