الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حظر الطيران بشمال سوريا


"#NoFlyZone4Rojava" هاشتاج بسيط تحول بظرف ساعات قليلة الى هاشتاج عالمي، نظرا لكثافة المشاركة من كل دول العالم، وهو ببساطة مشاركة سلمية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لدفع القوى الغربية كالولايات المتحدة الاميركية والدول الأوروبية الحليفة لها، لجعل منطقة شمال سوريا التي تعرف بروج افا منطقة محظورة الطيران العسكري، او بمعنى أصح وضع هذه المنطقة تحت وصاية التحالف الدولي لتأمين الحماية الجوية.

لماذا المطالبة بحماية سماء روج افا؟، سؤال قد يبدو أنه صعبا أو يحتاج للشرح الطويل، إلا أنه وببساطة يدعو الى حظر الطيران الحربي فوق منطقة روج افا المحاذية لدولة أردوغان العثمانية، وبمعنى أوضح فإن الاستجابة لهذا الهاشتاج سيؤمن الحماية من الضربات الجوية للقوات الكردية التي تقاتل داعش في مناطق الشمال السوري.

فتركيا التي تدعي محاربة داعش، كانت قد فتحت بواباتها الحدودية لتدفق آلاف المقاتلين التكفيريين ليلتحقوا بدولة الاسلام المزعومة، وقسم منهم تحول الى باقي الفصائل المتأسلمة كجبهة النصرة وأحرار الشام وباقي فصائل درع الفرات السابق، وها هي الآن أمام مأزق دولي بسبب وجود الارهابيين في الناحية المقابلة لحدودها، فإما أن تقضي عليهم أو أن تتغاضى وتنفضح الأسرار الكامنة في خزائن الدوحة وانقرة.

وبدلا من تدخل تركيا المعركة لمحاربة الإرهاب، دخلتها لقتال الشعب الكوردي، الذي لا يطالب بالانفصال عن سوريا، بل يطالب بمنطقة كونفدرالية تتشابه بالولايات الأميركية او المقطاعات الألمانية وحتى بالمحافظات المصرية، فلكل منطقة حاكمها يتبع في النهاية للحاكم الاساسي، وبالتالي فإن الثروات توزع حسب بروتوكول معين يضمن حقوق أبناء هذه المنطقة.

إلا أن تركيا وبسبب العداء التاريخي للشعب الكوردي، فضلت مواجهة الواقع بالغباء التركي التقليدي، وإيهام العالم بأنها تحارب جماعات متطرفة انفصالية لا تريد إلا حقوقها، علما أن العالم أجمع وعلى رأسه الولايات المتحدة يعتمد على هذه الجماعة بتحقيق النصر للتخلص من داعش.

والسبب أن هذه الجماعة تنادي بحقوق الشعوب، وعندما نقول الشعوب وليس الشعب فاننا نشمل الكورد والعرب، وهو أمر لا يريده الأتراك والمنادين أساسا بالتعصب القومي، كما أن هذه لجماعة تنادي بأخوة الشعوب، وهو أمر لا تريده تركيا، بل تريد ايجاد الشق الديني والقومي بين الكورد والعرب لكي تستطيع ممارسة شغفها.

شغف تركيا أن يزيد الشق بين الكورد والعرب، والهدف القضاء على اي صوت وبندقية معارضة لها، ولا يهمها الثمن، والسبب أن تحقيق هذا الأمر سيؤدي لتمرد جموع الكورد في تركيا وغيرها، وبالتالي تصبح الحدود التركية غير آمنة.

لا عتب على الأتراك، فواجبهم الحفاظ على بلدهم وحدودهم، بل العتب على أحمد العربي الذي خان شيار الكوردي لعيون السلطان التركي، وأحمد ينادي بالحرية باسم نبيه محمد الذي وحد آلاف القبائل والعرقيات.

وفي النهاية لا يسعنا القول إلا أن نساند هاشتاج #NoFlyZone4Rojava والحرية للأبطال في روج افا والرحمة لشهداء القصف التركي.

ألف تحية للنشطاء العرب الذين أطلقوا وساندوا الهاشتاج وأوصلوه لسراديب البيت الأبيض والأمم المتحدة.
ألف تحية لشهداء روج افا من الكور والعرب.
ألف تحية لأخوة الشعوب.

وللحديث تتمة..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط