الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 44 عاماً من حرب أكتوبر.. ضابط إسرائيلي يبحث عن نظيره المصري.. أنقذني من الموت المحقق مرتين.. ولماذا فعل ذلك

صدى البلد

ضابط إسرائيلي:
كل من كان يرفع رأسه يموت برصاصة قناص
الضابط الإسرائيلي يتساءل:
من فعل ذلك ولماذا


نشرت صحيفة هاآرتس" الإسرائيلية اليوم، مقالا لشخص يدعى آفي عوري كان ضابطا طبيبا بالجيش الإسرائيلي، تساءل فيه عن هُوية الضابط المصري الذي أنقذه من الموت المحقق خلال حرب اكتوبر 1973.

وقال عوري: "في صباح 10 اكتوبر 1973، حينما كنت وحيدا، جريحا، ومريضا، بعد 4 أيام قضيتها بدون نوم، جائع وعطشان، واتنفس بصعوبة، كانت تنتشر من حولي جثث الإسرائيليين والمصريين، في وسط حصن "حيزيون" العسكري، الواقع على ضفة القناة، خرجت لأول مرة منذ اندلاع الحرب لكي أبحث عن ماء، إنسان، أو لابحث عن حظي.

وتابع الكاتب الإسرائيلي: لم يخطر ببالي ولو للحظة أن اذهب باتجاه القناة، لأن كل من كان يرفع رأسه فقط، كان يتلقى رصاصة من قناص مصري، لذلك قررت التوجه صوب الشرق، ضربتني الشمس، وكان الجو حارا للغاية، والشيئ الوحيد الذي شغلني هو العثور على الماء، كانت قواي منهكة للغاية، لكنها ساعدتني بالكاد لأسير بضع خطوات خارج الحصن العسكري الذي تعرض للقصف، نظرت إلى الخلف، صوب كومة الجثث المروعة، وخطوت خطواتي نحو الصحراء.

ويواصل عوري سرد قصته قائلا: ابصرت عن بعد بمركبة عسكرية مصرية تسير باتجاهنا، لم يكن لدي أي مفهوم أو معرفة عن الحرب وما دار فيها، ولم أعرف لماذا فشل الجيش في انقاذنا. في يوم 8 اكتوبر، الاثنين، حاولت قوات عساف ياجوري، الوصول إلى حوالي 1 كيلومتر بعيدا عن الموقع، من أجل انقاذنا، لكنهم أصيبوا ولم يفلحوا في الوصول إلينا، لقد كان الحصن محاط ومعزول منذ يوم السبت.

واستطرد، أن موقع او نقطة حيزيون العسكرية، تتواجد بين رأسي كوبري الجيش الثاني بالقرب من كوبري الفردان. الـ 21 جنديا الذين كانوا في الموقع، لم يكن أمامهم أي فرصة ممكنة لصد طوفان القوات المصرية التي اجتاحت القناة.

وأوضح أنه في يوم الثلاثاء الموافق 9 اكتوبر، كان يوما هادئا جدا، لم أسمع صوت قنابل أو قصف، كان هناك صمتا رهيبا، وفجأة سمعت صوت مركبة تقترب، المصريون الذين شاهدوني وأنا خارج من وادي الموت، بالطبع فوجئوا، حيث كانت النقطة تم الاستيلاء عليها في مساء اليوم الثاني للحرب، وظللنا نحن، بعض الجنود، مختبئين في اثنين من الخنادق، كان شكلي بالنسبة لهم بكل تأكيد غريب جدا، كانت ملابسي ملطخة بدماء الجرحى، وبها لون اسود من إطلاق النار وقاذف اللهب.

ويوضح الكاتب الإسرائيلي: فجأة اقتربت المركبة، توقفت، ونزل منها حوالي 20 أو 30 جنديا مصريا، لم يكونوا من القوات الخاصة "الكوماندوز"، الذين يرتدون ملابس مموهة "منقطة"، والتي استولت على النقطة منذ يومين، كانوا يعلقون البنادق على اكتافهم، بعضهم كانوا لا يرتدون خوذات، هكذا فهمت أن القناة وكل صحراء سيناء أصبحت في أيديهم، وهم مرتاحون للغاية.

نزل الجنود المصريون من المركبة، واصطفوا في صف واحد، وبدأوا يتحركون بهدوء، وحينها قاموا بتعمير بنادقهم ووجهوها نحوي.

مر أمامي شريط ذكرياتي، الأسرة والعائلة وزوجتي وبدأت أعد الثواني المتبقية في حياتي، وفجأة .. كما في الأساطير.. وصلت عربة جيب، ونزل منها ضابط، وفصل بين صف الجنود وبيني. صرخ فيهم، وعلى ما يبدو طلب منهم عدم إطلاق النار، واقترب مني وأمرني بعدم التحرك، وحينها سقطت على الرمال، استمر الضابط في الاقتراب مني، وقلت بصوت خافت "اشرب ميه" "اشرب ماء" فأخرج زمزميته وكان على بعد مسافة قصيرة، وحينها قلت "مرة أخرى" "إني يريد شرب المزيد من الماء"، فأحضر الجنود زمزميات أخرى من المياه، وشربتها كلها.

ويواصل الضابط الإسرائيلي قائلا: بعد ذلك ضربني الجنود، وأرادوا قتلي، وحدث قصف في المكان، فسحبني الضابط وسائقه إلى الحصن، وهناك، قلت للضابط أن هؤلاء جنود، ونحن ضباط، وأنهم سينفذون أمره، وفي النهاية، أخذه الضابط إلى السيارة الجيب، وسافروا به من هناك.

وختم الضابط الإسرائيلي قوله إن تم اقتياده بعد ذلك للتحقيق معه، ومعرفه رتبته العسكرية، وقال لهم إنه طبيب، لكن الضباط المصريين لم يصدقوه إلا بعد أن أجروا له اختبار، ونجح فيه.

وقال الكاتب الإسرائيلي، وهو استاذ دكتور طبيب، متسائلا: "إن القصة لم تكتمل.. من هو الضابط الذي انقذني، ولماذا تجرأ وفعل ذلك.