الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معبد كلابشة بأسوان .. أسطورة تاريخية ترجع للعصر الرومانى ..ومزار سياحي عالمي.. صور

صدى البلد

يقع معبد كلابشة جنوب مدينة أسوان والذى ينسب إلى قرية كلابشة الواقعة على بعد حوال 57 كم جنوب خزان أسوان، والتى كانت تعرف فى النصوص المصرية القديمة بـ " تلمس " وأصبحت فى اليونانية " تالميس ، ويرجع تاريخه إلى أوائل العصر الروماني وقد بنى في فترة الإمبراطور أغسطس وكرس لعبادة الإله ماندوليس بالإضافة إلى أوزوريس وايزيس.

وقال المرشد السياحى ثروت عبد الحفيظ إن قدم آثار المنطقة ترجع إلى الأسرة 18 حيث عثر على نقوش تحمل اسم كل من تحتمس الثالث وامنحتب الثانى ، أما المعبد الرئيسى الذى تعرف به المنطقة فقد شيد فى عهد أوغسطس وكرس للإله النوبى ماندوليس ، وهناك بعض الشواهد الأثرية التى ترجع بأصول المعبد للأسرة 18 وللعصر البطلمى.

وقد شارك فى بناء المعبد كل من الإمبراطور كاليجولا والإمبراطور تراجان , ويعد المعبد من أكمل معابد بلاد النوبة من حيث العناصر المعمارية ، كما أنه لا يزال يحتفظ بالمرفأ الخاص به ، وتزخر جدرانه بنقوش مصرية قديمة وبأخرى مسيحية بعدما تحول إلى كنيسة.

وأشار إلى أن معبد كلابشة يعد من أفضل المعابد الرومانية التي حفظتها لنا الأرض المصرية وذلك رغم الدمار الذي أصاب جدرانه ونقوشه إلي حد كبير، والمعبد قبل أن ينقل إلى موقعه الحالي ، كان يقع علي الضفة الغربية لنهر النيل علي بعد 55 كم إلي الجنوب من أسوان، ومنذ بناء خزان أسوان والمعبد يغطي بالماء لمدة تسعة أشهر من العام.

وتم البدء في بناء المعبد في عهد الإمبراطور أغسطس منذ عام (30 ق.م إلي 14 م ) ، والمعبد يشبه في تخطيطه تخطيط المعابد المصرية في عصر الدولة الحديثة ، فواجهة المعبد تتكون من صرح يتوسطه مدخل يؤدي إلى فناء أمامي ، والفناء يؤدي إلي صالة الأساطين ( الأعمدة ) وإلي الخلف من هذه الصالة نجد دهليزين يؤديان إلي قدس الأقداس ويحيط بالمعبد ممر يتضمن الجزء الجنوبي منه بئرا دائريا به سلم يؤدي إلي قاعة.

أما الماميزي والذي كرس لعبادة المعبودة إيزيس فيقع إلي الجنوب الغربي من المعبد ، كما أن هناك مقصورة شيدت في عهد الملك بطلميوس التاسع وتقع إلي الشمال من المعبد.

ويتضمن المعبد مناظر لمعبودات النوبة المختلفة مثل ( ماندوليس المعبود الرئيسي للمعبد وإيزيس واوزوريس وآمون وشو وحورس وخنوم وبتاح ) كما يتضمن نقوشا ديموطيقية وقبطية ويونانية بالإضافة إلي مجموعة من المخربشات المسيحية ، وكل هذة النقوش تشير إلي المعتقدات المختلفة التي تعاقبت علي هذا المعبد.

ولا يمكن لزائر معبد كلابشة أن يغادر قبل أن يشاهد نصين تاريخيين هامين نقشا باللغة اليونانية أولهما يؤرخ لعام 249 م ومنقوش علي واجهة صالة الأساطين ويتعلق بقرار الوالي الروماني بمنع تربية الخنازير في إطار حرم المعبد والثاني يسجل أنتصار الملك النوبي سيلكو علي قبيلة البليميز في القرن السادس الميلادي.

وبقدر ما يعجب الزائر بعظمة القدماء المصريين الذين شيدوا مثل هذا المعبد فإنه بلا شك سوف يبدي إعجابًا شديدًا بقدرة الإنسان في العصر الحديث التي مكنته من إعادة بناء هذا المعبد الضحم بأقل الأضرار الممكنة.