الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


على ما يبدو أن بعض الأشخاص فى بلادنا قد نسوا أو تناسوا أننا فى مرحلة استثنائية من عمر الوطن، وباتوا يطلقون التصريحات والتلميحات التى قد يحدث على أثرها فتنة وقد يحدث على أثرها أزمات كثيرة يصعب السيطرة عليها فى المستقبل .

وهناك أشخاص يعتبرون أنفسهم أنهم أصحاب الصوت الأعلى والأكثر تأثيرا "تحت أى مسمى" فيطلقون التصريحات والفتاوى بحجة أن لديهم معلومات وفقه عميق يستوجب علينا نحن العامة أن نتلقى هذا الفكر دون تدقيق أو تمحيص أو رؤية وتفكير ليقع المجتمع كله فى هوة سحيقة لا نستطيع أن نخرج منها إلا بعد فوات الأوان.

ومقصدى من كلامى ما ورد على لسان الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق الذى أطلق تصريحات مفادها أن المسيحى كافر، وما يقلقنى أنا لا يقترب من العقيدة , فلست فقيها كى أؤكد صحة كلام الشيخ سالم أو حتى أنفيه، وليست هذه هى رسالتى .. ولكن السؤال الذى يُلح على عقلى ولسانى ما هو سبب إطلاق تلك التصريحات فى ذلك الوقت بالتحديد ؟ , هل كان ذلة لسان من الشيخ الأزهرى ؟ أم كان يقصده عن عمد ويقصد من وراء تصريحاته ما هو أبعد من ذلك ؟ وهل تم استغلال الشيخ من جماعات أو أفراد متطرفة دعته لإطلاق تلك التصريحات ؟ !!!

أسئلة كثيرة من هذه النوعية تدور فى ذهنى ودورانها لا ينتهى ليشعرنى أنا بكارثة .. تتمثل فى أن البعض من شيوخ الأزهر يحتاج الى تصحيح مفاهيم أو على الأقل يحتاج أن يعيش معنا الواقع، ولا يعيش الماضى ، لأن المرحلة التى نعيشها هى مرحلة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى , وخاصة أن جماعات الشر فى الداخل والخارج تحاول السيطرة على العقول بهذه الطريقة لينتشر فكرها الدموى دون معاناة .

ومثل هذه التصريحات التى أطلقها العالم الجليل تعطى طرف خيط جديدا للجماعة الإرهابية التى تبث سمومها فينا، وبهذه الطريقة لن تتكلف شيئا لأن أفكارها قد روجها أعداؤها بكل سهولة ويسر وبالتالى بمنطقية الكلام عندهم حينما يطلع عليها العامة سيشعرون أنهم على صواب وتلك كارثة جديدة , ولذلك يجب أن يخرج الشيخ سالم وزملاؤه ورؤساؤه ليعلنوا أن هذه التصريحات قد أطلقت عن طريق الخطأ , وليس عيبا ان يعتذر الجميع للشعب المصرى عما بدر من إساءة تجاهه.

وما أعتقده أن الشخص الأكثر إيمانا الشخص الذى يكتفى بالحد الأدنى من العبادات ثم ينصرف الى إتقان عمله بقية وقته، وحتى لا يتهمنى بعض المتطرفين بالردة فإننى لا أدعو الى الانصراف عن إقامة شعائر الله ولكننى أقرر أن كفاية الحد الأدنى من الشعائر مرتبط بحلول وقت العمل أما إذا كان لدى الفرد وقت، فما المانع أن يتعبد كيفما شاء ... هذا المثل سردته من أجل القياس , فالشخص المسيحى الذى يقوم بدوره تجاه وطنه ودوره تجاه أسرته ونفسه وهدفه الأول والأخير أن يحيا فى سلام دون أن يدخل فى مصادمات أو مشاحنات أو جدال ويعيش مسالما لأقصى درجة فما الداعى أن نكفره أو على الأقل أن نجرح مشاعره بعبارات فيها أقاويل واجتهادات كثيرة قد تكون صوابا وقد تكون خطأ , وإن كانت صواب فالتوقيت خطأ والحديث عنها بهذه الطريقة خطأ أكبر , ولذلك يجب أن تكون المعالجة الدينية معالجة حكيمة، حتى لا يحدث على أثرها أزمات قد يصعب حلها .

ياسادة ... إن المبادئ التى أخذ بها الغرب وطبقها فى مجال العمل هى مبادئ إسلامية يأمر بها الإسلام ويحث على تأديتها ويقول الله عز وجل " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى" .. فاتركوا الحديث عن الأشياء الشائكة والتى قد تحدث فتنة لا يمكن إطفاؤها.. فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط