الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان بين نار الأسعار وجنة الصيام


إعلان رائع كلما عرضه التليفزيون لا أتمالك نفسي من الضحك وكأني أراه لأول مرة .. عبارة عن سيدة تطلب "خزين" رمضان وكلما طلبت طلباً زيادة يصاب الزوج بأزمة قلبية تتضاعف مع كل علبة زبادي أو كنافة رمضان. 

الجميل في الإعلان أنه يعبر عن خوف كل بيت محدود الدخل في مصر مع ارتفاع أسعار سلع رمضان وإقتراب الشهر الكريم .. وخاصة أنه ليس سعر الياميش والمكسرات فقط والتي يمكننا الاستغناء عنها بكل بساطة .. ولكن أسعار كل السلع وعلي رأسها السلع الغذائية أصابها الجنون إبتداء من الفول والزبادي حتي البط واللحم .. 

الأسعار نار .. المواطن احتار واحتار دليله كيف يقضي الشهر الكريم وكيف يدبر افطاره وسحوره وماذا يفعل من لا دخل له وماذا يفعل محدودو الدخل وكم تنفق الأسرة المكونة من 5 أفراد وهو أقل عدد للأسرة المصرية في ظل الارتفاع الجنوني الذي نعيشه حاليا والذي لا أجد مبرراً له فالدولار تم تعويمه من شهور والمفروض أنه في حالة استقرار حاليا وبالتالي يجب أن تستقر معه كل الاسعار لكن ما يحدث هو العكس موجة من الغلاء ضربت سوق الخضروات والفاكهة.. ليتخطى سعر كيلو الطماطم عشرة جنيهات وكيلو البطاطس 6 جنيهات، والفلفل 7 جنيهات، بالإضافة إلى الكوسة التي وصل سعرها إلى 6 جنيهات للكيلو الواحد، أما عن الأسماك فشهدت أيضًا ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار، حيث وصل كيلو السمك البلطي إلى 22 جنيها للكيلو الواحد و30 جنيهًا للسمك البوري لا أحد يعرف أسباب ذلك الغلاء.

لا نعرف هل هو جشع التجار أم مرحلة النقل من المنتج للمستهلك أم التجزئة أم غيرها من الأسباب غير المفهومة .. كل ما أعرفه أنه لابد من الرقابة الشديدة على الأسواق حتى لا تترك الحكومة المواطنين فريسة للاستغلال والجشع ، فالسيطرة على التضخم فى الأسواق أصبحت حاجة ملحة ولا تحتاج إلى أى تهاون نريد عقوبات فورية ورادعه لكل من تسول له نفسه إستغلال المواطن الغلبان.

والحل الوحيد تدخل الحكومة ببرامجها المختلفة لحماية محدودي الدخل والفقراء وهو ما أعلنته وزارة التضامن الإجتماعي من خلال برامج مثل تكافل وكرامة وغيرها .. أيضا وزارة التموين أعلنت عن منافذ توزيع للسلع بأسعار مخفضة .. كما أعلنت عن مخطط لحصر جميع المساحات الممكنة في المحافظات لإقامة سلاسل تجارية بجميع المحافظات والجديد أن الوزارة لن تكتفي فقط باقامة السلاسل ولكنها أيضا ستوفر أماكن للتخزين بالقرب من هذه السلاسل وأماكن أخري للتبريد وحفظ السلع الغذائية في موسمها .. خاصة في منطقة الصعيد والتي تفتقد الي العديد من الخدمات.

 أعتقد أننا بحاجة ليس فقط سلاسل تجارية ولكن مصانع للصناعات الغذائية في مناطق الانتاج بكل قري مصر بالوجه البحري والصعيد لتقليل الفاقد من الانتاج وفتح أبواب الأمل والتشغيل بكل محافظات مصر وقراها .. ولكن مع كل هذه الإجراءات مازلنا في حاجة لكل من يستطيع أن يساهم ويقدم المساعدة في الشهر الكريم شهر التكافل والرحمة فالاجراءات الحكومية لن تتم بين يوم وليلة ونحن علي ابواب الشهر الكريم .. وعلينا تشجيع القادرين علي توزيع سلع رمضان للفقراء واقامة موائد الرحمن التي أري أن هناك محاولات تقنينها أو إلغائها هذا العام .. في وقت نحن في امس الحاجة إليها والي كل مجهود يساعد ويساند الفقراء.

فعلى الرغم من الغلاء الطاحن ورغم الصراخ من أسعار السلع إلا ان المصريين دائما يتخطون الأزمة بالتكافل والتعاون والوقوف بجوار بعضهم البعض.. فجميعنا فقراء وأغنياء نقبل علي الشهر الكريم بقلب مفتوح ونفس صافية طامعين في الجائزة الكبري من العفو والغفران والجنة التي نطمع في دخولها جميعا.

كل عام وأنتم بخير بخير ورمضان كريم .. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وخفف عنا نار أسعاره .. اللهم آمين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط