الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فلتبكِ ضمائركم الطفولة المفخخة وسط الجهاد السادي ..!


لتتجهز المآتم في كل حي .... لينزوي الأمل خلف كل جدار مهدم .. لتتحزم بالعصائب السوداء مآذننا ... ولتشارك المأساة الحالمة وسط برك الدموع قباب كنائسنا ....

ولتلونوا خرائط الشرق بلون الغدر والمكر وضياع الضمير وسط تركة سلفية لوثت قاموس القيم فجعلت السطو المسلح غزوا مشروعا وجعلت السرقات غنائم شرعية وجعلت فحت الفروج واستباحتها سبيا جميلا وفتحا عظيما ..وجعلت الناس سلعا في الاسواق ... والأرواح معلقة في المزادات والعالم يرى ... !!

ينوح بعضه ويشارك دعاة ثقافة الصحراء بما يملكون من إرث فَجَر بكل القيم الإنسانية النبيلة فعاشرها اغتصابا حتى ولدت له في حوارينا لؤما ..

هذا اللؤم يرتكب الجريمة فيلصقها بغيره .... يعاشر المنكرات ويتهم بها سواه ... يظن أنه بما يملك من المال قادر على لفت الحياة كل الحياة ...!!

غير مسبوقة في قطعة من الأرض ما يحدث اليوم تحت رايات داعش والنصرة وجيش الفتح في الشام وباقي الألوية والجماعات والتيارات التي جاءت من المنابت السلفية إلى أرض الشام والعراق لتعرض لنا ما تقدمه من جرائم ومنكرات ..

لم تسبقهم النازية إليها ... ولا فعلتها الفاشية في أمة من أمم الأرض وهي تظن أنها بقبائحها تحسن صنعا ...!!

كيف يقدمون لله قدحا من دماء وأشلاء من طفولة ...؟

لم تلصق أي أمة في الأرض جرائمها بالأديان أو تنسبها إلى الله غير هذه الأمة دون أن يخرج الكبار عن صمتهم ويتحرك أصحاب القوة بما يملكون لدحر غارة الشيطان التي تحاصر بلادنا تحت رايات سوداء فتحت أخدودا من الأذى لن يندمل ..!!

طفوله مفخخة ... وسط الجهاد السادي الذى ضيعوا به قوانين المنطق ... للدرجة التي برز فيها قول فولتير - إن الذين يجعلونك تعتقد بما هو مخالف للعقل، قادرون على جعلك ترتكب الفظائع – وقد صدق ....

وهذا الذى حدث ويحدث في بلاد الشام والعراق وخلفه ترس إعلامي يستهلك كل مخزون الغباء في الأرض بما يورده من أعلاف لفئات ضالة من الأغبياء في حوارينا - شعوب ونخب -...

ضم الأب الطفلة الصغيرة ابنة الثماني سنوات إليه ...

ألبسها من السواد لون أيامه وراية جبهة النصرة معلقة على الجدران وراءه ...!

وقد ترك للكاميرا التي تصوره الحرية في أن تلتهم المشهد الذى يجب أن نضعه كله بعهدة مراكز الأبحاث الفكرية والنفسية والاجتماعية والعقائدية ليخلصوا إلى نتائج يتعامل بها العالم مع المذهب الديني الذى هذا بعض إنتاجه ..!!

الأب يخاطب ابنتيه ... يجهز الصغيرتين كي يفجر بهما مؤسسات البلد في بيئة لا يمكن أن تشك في الطفولة وقد انتقلوا إلى تفخيخها بعد جولة من تفخيخ الحيوانات الضالة ابتداء من الدجاج وانتهاء بالحمير يوم اطلقوها بلا طريق ولا معرفة هدفا لتنفجر كما تشاء فيما تختار من الطرقات وبين ما تريد من البشر ..!!

سادية غير مسبوقة .. شهوة إلحاق الضرر في الأمم الكافرة كما يصور فكرهم بعضا من مكرهم ...

خلف هذا الضلال وفوق هاماته تنطلق صيحات التكبير بإله لا يمكن أن يعرفوه رحمانا رحيما ..!

هذا البغض الطائفي سكن هذا البيت فقتل الرحمة من الوريد إلى الوريد ..

الأب يجهز صغيرتيه ... يقرب طفلته من حبوته ... ينظر إليها دون أن يشتبك بعينيها ... التي هزمتها حيرة الأحزان.. لا هدف أمامه سوى التضحية بها كي يحمل فوق صغرها وضعفها وغياب معرفتها جبال الحقد والضغينة التي بصدره على الوطن السوري وشعبه ومستقبل أيامه ... !

لقد ظن الغبي الحقود بوهمه أنها لله ... وأنى لهم .. فهل لهؤلاء إله ..؟

الطفلة مشوشة لا تعرف ... يحدثها أنها ستذهب إلى الله .. وهناك ستجد كل ما تتمناه ... هي تعيش في بيت ميت من المشاعر في ضائقه ... فلربما ظنت أن السفرة إلى الله سعيدة موفقة وأن فيها بحبوحة للطفولة بمرحها وألعابها المحرمة والمحرومة منها ففي بعض الخيال عجائب ...!

هناك كما تخيلت بعض صديقاتها ... وهناك ستكون الحياة الجميلة خيرا لها من أب كهذا وأمها المعبأة في كيس أسود لا ترى منها غير كفران بالأمومة تحت غلالة جهل ومنكر ...!!

لا تملك الطفلة خيارا ... ولا تعرف بفطرتها غير إيمان بالسعادة المحرومة منها ...

قربوها من المصير ... وداعبوها أمام التصوير ... وأخذوها إلى غرفتها كي تتجهز لسفرتها ... رفعوا عنها الملابس .. وربطوا وسطها الصغير بالحزام الناسف ... وأفهموها أنها لحظات بلا تعب وستشعر بالسعادة الأبدية مع كل من ذهب ...

قالوا لها .. اذهبي إلى هناك ... وقولي للكفار على باب قسم شرطة الميدان في دمشق انك تائهة ... ثم اطلبي منهم الدخول إلى دوره المياه ... وهنا لا تفعلي شيئا ... سيأتيك الملاك ويصحبك في السفر إلى الحلوى والسعادة ولعب الأطفال وكل ما تتمنينه ولا تجدينه حولنا ..!!

قبلت منهم ... ونفذت ما قيل لها ... وعن بعد ضغط أباها على الزر ووأدها ....
لنستمع لصوت مذياع في الطرقات وبكل ناحية ..ينبعث منه صوت يرتل منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ..

وإذا الموءودة سئلت .. بأي ذنب قتلت ...؟

سمعوها مئات المرات .. ولم يلتفتوا لها مرة ... بيئة بدوية قاحلة تريد أن تقتحم حصون الحضارات وتعيش ما بين بغداد ودمشق والقاهرة ...

فهل ستسمحون لغيها أن ينبش أسوارنا ...؟

الجواب لكم .. يظهر في وعي وسلوك كل منا وبطريقته ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط