الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبدالرافع فودة يكتب : الشباب "يهوهو" و الإعلام يسير

صدى البلد


كما هو معروف مما قرأنا ، بأن الإعلام بكافة أشكاله ما هو إلاّ مرآة تعكس نشاط الدولة للمواطن و العالم الخارجى ، كما تعكس نشاط العالم الخارجى و مواطنيه إلى داخل الدولة .

إلاّ أننى لا أعرف ماذا حدث لمرآتنا المصرية ؟؟!!

إنها المرة الأولى التى أعرف فيها أن المرآة يمكن لها أن تصدأ !! بل و صدأ يبدو أنه لن ينجلى بأيد ناعمة !!
و مما زاد الطين بلة .. أن ثقافة بعض مواطنينا القراء و المشاهدين من مدعى العلم قد إنطلقت دون أن تجد ما يكبح جماحها فى ظل صدأ مرآتنا !!

فكم تمنيت أن أعيش بفطرة الغجر فى زمن الأحدب "كوازيمودو" قارع أجراس كنيسة نوتردام بفرنسا !! فطرة وجب علينا إعذار خطاياها فى ظل محاولة كاهن الكنيسة إخفاء كل ورقة مطبوعة أو مكتوبة بخط اليد من شأنها تفتيح مدارك العقل و تثقيفه بغية تحقيق أهدافه الشخصية .
كنت أعتقد بأن زمن الأحدب "كوازيمودو" قد ولّى و تبخر !! و لكنه عاد بقوة فى صورة سموات مفتوحة ممتلئة بموجات الإتصالات المختلفة ، و يتحدث من خلالها كل من الدانى و القاصى ، و نرى من خلالها فى التو و اللحظة ما لا يتواجد أمام أعيننا .

فمنذ سنوات .. أصبحت بعض القنوات الفضائية و مواقع التواصل الإجتماعى على شبكات الإنترنت و بعض الصحف المعروفة و أخرى إحتارت عقولنا فى إيجاد تسميات و صفات لها و تحت شعار حرية الرأى و التعبير ، يُطل منها على عقول شبابنا وجوه حاولت إستيعاب ملامحها !! حاولت إستيعاب من أين أتوا و متى سيذهبون !! حاولت إستيعاب صراخهم و فرضهم لبرامجهم و موضوعاتهم !!
فما رأيت من تلك القنوات الفضائية و تلك الصحف و مواقع التواصل الإجتماعى ، سوى أنهم فى صورة الكاهن الذى جاء من عصره لا ليخفى ورقة مطبوعة أو مكتوبة بخط اليد حتى لا نستطيع تفتيح مدارك عقولنا و تثقيفها .

لا ... بل ليعلمنا بأسلوب متحضر متصهين كيف نقرأ و نعيش عصر الحريات !!

حقيقة لا ننكرها .. كل هؤلاء لم يخفوا عنا حروفًا لنقرأها أو نسمعها ، بل أعطونا إياها لنتعلم ألاّ نقرأ أو نتبع محتواها !! لنتعلم كيف نخفى الحياء و الأخلاق و الإنتماء للأسرة و الوطن !!

و بالفعل كانت النتيجة مبهرة !!

موضات من الملابس المهلهلة و الأكسسورات ، و ضفائر معقودة يطرحها الهواء لا ندرى إن كانت لفتاة أو لولد !! أصبحت الجامعات معقلًا للتنزه و الترفيه لمعظم طلابها !! إرتياد المولات دليل التمدن و رقى الطبقة الإجتماعية ....... ألخ .
و حينما نتحدث عن مستقبل وطن ، نجد هؤلاء يشعرون بأن لا كيان لهم ، فيصرخون فرضًا باطلًا لثقافتهم الوهمية ، و ينادون بإقالة الحكومة لفشلها فى تحسين منظومة التعليم و الصحة و الإسكان ، و فشل السياسة الخارجية .... ألخ

و من هنا .. نجدهم يتمردون على اللا كيان بالإعتراض لمجرد الإعتراض . فهم لا يعرفون و لايملكون غير الإعتراض !!

و بالتالى .. فأنه لا يحق لنا أن نلقى اللوم على أى من وسائل الإعلام سالفة الذكر !! فقد قامت بما عليها من واجب و تكليف و استحقت الجائزة !!
و لـ يهوهو الشباب و يعانى من عدم الحياء و الأخلاق و الجهل و العنصرية و الفتن و عدم الإنتماء بسبب قراءة كتب الكاهن الإعلامى الذى لا يهتم !!

فالإعلام يسير .